كويت نيوز اخبار الكويت والعالم
كويت نيوز: قبل وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور نايف الحجرف إستقالة وكيل وزارة التربية للتعليم العام محمد الكندري ومن جانبه تم قبول إستقالة مدير عام منطقة العاصمة التعليمية يسرى العمر، وذلك على خلفية حوادث غش وتسريب إختبارات شهدتها لجان الاختبارات ولجان الكنترول الأسبوع الماضي، فيما قرر الوزير الحجرف إقالة عموم موجهي المواد الأساسية نتيجة لأسباب وجود قصور يراه الحجرف قصور تراكمي، وكلف الموجهين الأوائل لحل محل الموجهين العموم.
وفي مؤتمر صحافي عقده الوزير الحجرف بمقر وزارة التربية صباح اليوم لعرض ما اتخذته الوزارة من قرارات تجاه الأحداث المؤسفة التي تعرض لها عملية الأختبار طوال أسبوعها الأول، وجه الحجرف من خلال وسائل الإعلام 3 رسائل اعتذار.
جاءت الرسالة الأولى باسم وزارة التربية، مردداً “نعتذر لكل من أعطوا وزارة التربية الثقة، في إدارة الاختبارات ورعاية ابنائهم الجيل المستقبل الذي هو مستقبل الكويت، لأن ما شاهدنها يوم الخميس، ليس فقط تسجيلا لمدة 45 ثانية، بل هو أكبر من ذلك”، في إشارة إلى تسجيل منتشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي يظهر حالات غش تمت في خلال تأدية الإختبارات”، مضيفاً حيث شعرنا بالمسؤولية والحزن، وقد اتخذنا كل الخطوات التي يجب أن تتخذ، مقدماً اعتذاره لكل أهل الكويت على ما حدث ونؤكد أن ما حدث هو أسلوب غير مقبول وما تم اتخاذه من إجراءات لعدم تكرار هذه الأساليب الغير مسموع بها في منطقتنا التعليمية.
وجاء الاعتذار الثاني باسمه شخصيا وباسم جميع القادة في الوزارة لكل معلم ومعلمة أخلصوا ويخلصون في عملهم ويتفانون بأداء رسالتهم السامية، مؤكدا أن ما حدث لن يؤثر على مكانتهم بالمجتمع، قائلاً “يتحمل مسؤوليته الأشخاص المباشرين والذين لا يمثلون وزارة التربية ولن نسمح لمثل هذه الممارسات ولن نسمح أن ينتمي لوزارة التربية من لا يقدر شرف الانتماء لمهنة التدريس والتعليم وهي مهنة سامية ولن نسمح لأي حدث ان يشوه قيمة ومقدار المعلم الذي نجل ونحترم المجتهد والمتفاني منه، وهم كثر تحفل بهم وزارة التربية.
أما الاعتذار الثالث فقد وجهه الوزير الحجرف الى الطلبة المجتهدين الذين يثابرون لتحصيل التعليم، مضيفاً أنتم من نفخر بكم وأنتم من نسعى لتوفير البيئة المريحة لأداء الاختبارات.
وقال الحجرف حرصنا من منطلق الشفافية أن نلتقي بوسائل الإعلام، بعد مضي أسبوع من انطلاق امتحانات الثانوية العامة، وكان أسبوع حافل للأسف ببعض الحوادث، والتي رغم تأكيدنا على عدم حصول مثل هذه الأمور، ولكنها وقعت ولم يكن أمامنا الا التعامل معها من منطلق المسؤولية والشفافية.
واستعرض الحجرف ما شهده الاسبوع الماضي من حوادث كثيرة متعلقة بقضية تسريب الاختبارات، وعددها ثلاثة تم اتخاذ قرارات بشأنها، مفيداً أن الحادثة الأولى وقعت في الكنترول بتاريخ 25 يونيو، وهو التصوير الذي تم للورقة الأولى باختبار اللغة الفرنسية في الصف الثاني عشر، حيث تم ضبط موظفتين كويتيتين في لجان الكنترول، ممن قاموا بتصوير الإجابة النموذجية وإرسالها الى طلبة في المدارس، وقررت الوزار إنهاء خدماتهن.
أما الحادثة الثانية، والتي وصفها الحجرف بالمؤلمة، وهي التي شاهدها الجميع عبر وسائل الأتصال الإجتماعي عن طريق تسجيل فيديو انتشر يوم الخميس يخص مدرسة أحمد البشر الرومي، وكان تسجيلا للفصل 11 أدبي، في اللجنة الثانية الورقة الثانية لاختبار اللغة العربية، وجار التحقيق في هذا الموضوع، ولكن بعد اجتماعات متواصلة على مدى اليومين الأخيرين، وحرصنا من خلال هذا اللقاء في نصابه الصحيح.
وأعتبر الحجرف ما حدث في مدرسة البشر الرومي بأنه شغب في إحدى اللجان، لم يتعامل معه الملاحظين أو رئيس اللجنة أو مدير المدرسة أو المدراء المساعدين بالشكل المطلوب، وصفاً إياه بـ”الحدث المسيء للمنظومة التعليمية”، مضيفا ان الموضوع لا يختزل بالـ45 ثانية فقط، موضحا أن البرنامج المتكامل لتطوير التعليم بعد جهد امتد أكثر من سنة على بلورته، مضيفاً وبدأنا نخاطب به ونشرح عن هذا البرنامج للميدان التربوي، وكنا من خلال هذا البرنامج نرمز ان موضوع الغش غير مسموح به.
وأكد الحجرف على حرص الوزارة من خلال البرنامج على بناء العلاقة الإستراتيجية مع المجتمع وتعزيز جسور الثقة مع المجتمع وجميع المعنيين بملف التعليم، وما يعنينا سلامة نظام تعليمي قائم منذ اكثر من مائة سنة، وما يعنينا سمعة هذا النظام التعليمي وان لا يشوه المنظومة التعليمية بمثل هذه التصرفات مهما كان مصدرها، وبالتالي رؤيتنا وتعاملنا مع ما حدث لم تكن ردة فعل بل كانت رؤية تأخذ بالحسبان الحفاظ على هذه المنظومة التعليمية.
وأعلن الحجرف عن فتح التحقيق بإدارة الشؤون القانونية لاستكمال الاجراءات، مردداً “ولكن أي مقصر يجب ان لا يستمر بوزارة التربية، لافتاً إلى انه تم انهاء خدمات الملاحظين الاثنين المعنيين في الفصل الدراسي بمدرسة البشر الرومي كذلك انهاء خدمات المشرف على الجناح وإحالة مدير المدرسة الى التقاعد ووقف مدراء المساعدين الاثنين عن العمل.
واشاد الحجرف بالموقف المسؤول والشجاع لكل من الوكيل المساعد للتعليم العام محمد الكندري ومدير عام منطقة العاصمة التعليمية يسرى العمر، لتحملهم المسؤولية المهنية والأخلاقية وتقديمهم استقالاتهم والتي تم قبولها صباح اليوم، قائلاً “نهدف من خلال هذه الاجراءات ارسال رسالة موجهة للوسط التربوي بالدرجة الأولى”، وهناك عقوبات تطبق على الطلبة الذين يحاولون الغش أو المساعدة على الغش وإثارة الشغب في الاختبارات.
وذكر الحجرف ان هذه الرسالة موجهة كذلك للمعلمين ولمشرفي اللجان ولرؤساء اللجان والكنترول ومدير عام الكنترول ووكيل وزارة التربية، بأننا لن نسمح لمثل هذه الممارسات ولن نتردد في اتخاذ الاجراءات لحماية منظومتنا التعليمية والمحافظة على ثقة الجميع بوزارة التربية.
وحول الحادثة الثالثة، قال الحجرف أنها وقعت يوم الخميس في منطقة الجهراء التعليمية بثانوية نورية الصبيح، في اختبار الصف الحادي عشر بمادة الجيولوجيا، حيث قامت معلمة وافدة تصلها الاجابات النموذجية وتوصل هذه إجابات لبعض الطالبات باللجنة، موضحا أن الملف موجود في الإدارة القانونية وتم اصدار قرار بإنهاء خدمات المعلمة، مستدركاً بالقول “أن السؤال الأبرز الذي يجب أن يطرح هو كيف تراكمت كل هذه الأمور لنصل الى هذه المرحلة”.
وأبدى الوزير الحجرف تقديره لجميع العاملين في وزارة التربية بجميع إداراتها ومناطقها، رافضاً في الوقت ذاته سلوك المعلم والذي من المفروض أنه القدوة والمثل الأعلى هو نفسه من يساعد الطلاب على الغش في الاختبارات، مشدداً على أن مثل هذه الإحداث قد تطيل مسؤوليتها الوقوع على الإدارات المدرسية، ومن قبلها لجان مقابلات وأختيار المعلمين الوافدين لسماحها لمثل هذه النوعية من المعلمين أن يعملوا في وزارة التربية ومن جانبها التوجيه الفني الذي عجز عن التدقيق في اختيار هذه النوعية من المعلمين.
ورأى الحجرف أن الأمر في حاجة إلى وقفة حازمة أمام من يعمل في وزارة التربية وهو غير لائق بشرف المهنة التربوية وعدم قبوله للعمل بها وترك مكانه لمن يستحقها ممن يعمل بشرف وجهد، مفيداً أنه وخلال اجتماعه اليوم مع عموم موجهي المواد الأساسية لإبلاغهم بقرار إحالتهم للتقاعد بسبب وجود قصور تراكمي، لافتاً أنهم المعنيين بشكل مباشر وأساسي من تقييم أداة المعلمين.
وكلف الحجرف الموجهين الأوائل لحل محل الموجهين العموم، مشدداً على عدم وجود أي فراغ او فجوة قد تربك حالة الامتحانات وسير لجان الكنترول، لافتاً أن ما سيطبق على التعليم سيتم تطبيقه أيضاً على التعليم الخاص، مبدياً في الوقت ذاته عن وجود قصور في اللجان إلا أن الوزارة تعمل على معالجته مع اتخاذ جميع الإجراءات التي تحصن جميع اللجان ووقف أي تداعيات مثل التي عاصرها الاسبوع الأول من اختبارات الثانوية العامة، خلال الفترة المتبقية من الاختبارات.
وبسؤاله حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها حول الاختبارات التي تم تسريبها أو حالات الغش التي وقعت، قال الحجرف نحن اليوم أمام تحدي يجبرنا على عدم التسرع في إتخاذ أي قرار يتسبب في إرباك عملية الاختبارات مع مراعاة معالجة أي قصور او نقص سواء داخل لجان الاختبار او لجان الكنترول، قائلاً أن الخطاء وارد ولا شيء كامل غير الله سبحانه وتعالى، رافضاً تكرار مثل هذا الخطاء والذي يعد نوعاص من القصور الذي يحتاج إلى إتخاذ الإجراءات التي تمنع تكراره مرة أخرى.
وبسؤال لصحيفة “كويت نيوز” حول إمكانية إعادة الاختبارات الخاصة بالمواد التي شابها كل هذه الأحداث، قال الحجرف نحن لازلنا في فترة الاختبارات الأمر الذي يجعلنا نصبر حتى انتهاءها حتى لا نتسبب فب أرباك الطلبة خلال تأديتهم الاختبارات، ومن ثم فهناك لجنة تحقيق تم تشكيلها ستنتقل إلى مدرسة أحمد البشر يوم الأثنين القادم بعد إنتهاء الاختبارات، وستستمع اللجنة المكلفة بالتحقيق لأقوالهم واستدعاء من ترى أن هناك ضرورة لسماع اقوالهم ليتم تنفيذ ما تخرج به تلك اللجنة من قرارات.
وعن حادثة الغش التي تمت في منطقة الجهراء التعليمية دون تقديم مديرة المنطقة لاستقالتها أكد الحجرف أن التقرير حول واقعة الغش التي تمت في المنطقة المشار لها أثبت أن الحادث فردي وقع بين معلمة وطالبة، واتخذت الوزارة قرار إنهاء خدمات المعلمة بشكل فوري، لافتاً أن الواقعة التي تمت في مدرسة أحمد البشر تعبر عن قصور تراكمي الأمر الذي استشعرت بسببه مديرة المنطقة يسرى العمر بمدى مسؤوليته مما جعلها تتقدم باستقالتها لافتاً أن مدير عام منطقة الجهراء التعليمية رقية علي لم تتقدم باستقالتها على خلفية الحادثة.
