ساد التوتر والغموض المشهد السياسي في فنزويلا أمس مع إعلان زعيم المعارضة خوان غوايدو تلقيه دعم مجموعة «جنود شجعان» للاطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، فيما قال الأخير إن كبار قادة الجيش أكدوا ولاءهم له، وسط تحذيرات وزير الدفاع للمعارضة بتحمل المسؤولية عن «حمام دم» في البلاد جراء محاولة الانقلاب.
وقال غوايدو، الذي اتهمه الحكومة الفنزويلية بمحاولة انقلاب، انه «لا عودة» عن مساعيه للاطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو من السلطة.
وكتب على تويتر «لقد حان الوقت! لقد سارت ولايات البلاد الـ 24 على هذا الطريق، ولا عودة عنه، المستقبل لنا. الشعب والقوات المسلحة متحدون لإنهاء اغتصاب السلطة».
وقبيل ذلك بساعات، قال غوايدو في فيديو مسجل في قاعدة عسكرية جوية في كراكاس ظهر فيه مجموعة رجال يرتدون بزات عسكرية وبث على مواقع التواصل الاجتماعي «استجاب جنود شجعان، وطنيون شجعان، إلى ندائنا».
وفي الفيديو ظهر إلى جانب غوايدو معارض آخر هو ليوبولدو لوبيز الذي أعلن أنه جرى «تحريره» من قبل عسكريين موالين لغوايدو بينما كان في الإقامة الجبرية منذ عام 2014.
ونشر لوبيز على تويتر صورة لرجال بالزي العسكري قال انها التقطت في قاعدة كارلوتا العسكرية شرق كراكاس.
وكتب تحت صورة «فنزويلا: بدأت الفترة الحاسمة، عملية الحرية، لإنهاء اغتصاب السلطة».
من جهة أخرى، صدمت قوات الأمن متظاهرين بعربة مصفحة خلال أعمال شغب أمام قاعدة عسكرية في كراكاس قام بها مؤيدون لما وصفته الحكومة بالمحاولة الانقلابية، بحسب ما أظهرت صور عرضها التلفزيون.
وأدى الحادث إلى جرح عدد من الأشخاص شوهدوا على الأرض، في حين قام متظاهرون آخرون بتقديم المساعدة لهم.
ووقع الحادث عندما حاولت قوات الأمن تفريق أعمال شغب أمام قاعدة لا كارلوتا الجوية التي كان غوايدو دعا الجنود داخلها الى التخلي عن دعم الرئيس مادورو والانضمام اليه.
في المقابل، اكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ان قادة الجيش طمأنوه لـ «ولائهم الكامل» بعد تمرد مجموعة من الجنود ودعمهم لغوايدو.
وغرد مادورو على تويتر قائلا «اعصاب من حديد! لقد تحدثت مع قادة جميع مناطق الدفاع ومناطق العمليات، الذين أعربوا عن ولائهم الكامل للشعب والدستور والوطن»، مضيفا «ادعو إلى التعبئة الشعبية القصوى لضمان انتصار السلام. وسننتصر».
بدوره، أكد وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو أن الوضع «طبيعي» في الثكنات والقواعد العسكرية في البلاد، محذرا من «حمام دم» في البلاد بعد تحرك الجيش لاحباط ما قال انه محاولة انقلابية.
وفال بادرينو في كلمة للقيادة العسكرية العليا أكد فيها على دعمه للرئيس مادورو، إنه يحمل المعارضة «مسؤولية أي عمل عنف أو موت أو سفك دماء».
وفي وقت لاحق، قال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو إنه تمت هزيمة «محاولة الانقلاب» التي نظمتها المعارضة، مشيرا إلى انسحاب أغلب الجنود المتمردة من الشوارع.
ووصف بادرينو – في تصريح للتلفزيون الفنزويلي الأحداث التي وقعت امس بـ «الصغيرة والتافهة»، مضيفا أن القوات المسلحة الفنزويلية ترفض هذا «العدوان الجديد» من قبل المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة، معتبرا إياها «معارضة همجية.. ليس لديها حس وطني وبأنها معارضة مناهضة للديموقراطية».
وفي غضون ذلك، جدد مايك بنس نائب الرئيس الأميركي دعم بلاده لمحاولة الانقلاب في فنزويلا.
وقال بنس للفنزويليين: «نحن معكم»، وذلك في خطاب موجه حث فيه على النزول للشوارع استجابة لدعوة قائد المعارضة خوان غوايدو.
وفي تغريدة على حسابه بتويتر موجهة لغوايدو، أضاف بنس: إلى المجلس الوطني وجميع محبي الحرية من الشعب الفنزويلي الذين يخرجون إلى الشوارع ضمن عملية الحرية، نحن معكم.
واستدرك: الولايات المتحدة ستقف معكم حتى استعادة الحرية والديموقراطية.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده تدعم بشكل كامل سعي الشعب الفنزويلي «من أجل الحرية»، فيما نقلت وسائل اعلام عن وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) قولها انها تقدم دعما استخباراتيا لغوايدو.
وفي سياق متصل، دعا الرئيس الكولومبي ايفان دوكي الجيش الفنزويلي إلى دعم غوايدو.
من جهتها، أعلنت السفارة الروسية في كراكاس أن الخبراء الروس في فنزويلا لن يتدخلوا بأي شكل من الأشكال في الأحداث الجارية في البلاد.
وقالت السفارة في بيان امس «لن نتدخل، والخبراء الروس في فنزويلا ليسوا عسكريين»، مشيرة إلى أنهم يقدمون المساعدة لفنزويلا في إطار التعاون العسكري التقني، وتدريب الكوادر الفنزويلية على استخدام وصيانة المعدات الروسية.