الأسد: حزب الله موجود في القصير لأن المعركة مع إسرائيل ووكلائها في سوريا ولبنان

قال الرئيس السوري بشّار الأسد، إن حزب الله موجود في القصير لأن المعركة هي مع “العدو الإسرائيلي” و وكلائه في سوريا ولبنان، لافتاً الى وجود ضغط شعبي واضح باتجاه فتح جبهة الجولان للمقاومة.

وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة (المنار) التابعة لحزب الله، بُثّت مساء اليوم الخميس، إن مشاركة مقاتلين من حزب الله الى جانب الجيش السوري في القصير له 3 عناصر تتعلّق بالحزب نفسه وبمعركة القصير والضربة الإسرائيلية الأخيرة على دمشق.

وأضاف أن “كل ما يحصل في القصير، وكلّ ما نسمع من عويل مرتبط بموضوع إسرائيل، توقيت معركة القصير مرتبط مع الضربة الإسرائيلية”، واعتبر أن “المطلوب هو خنق المقاومة برّاً وبحراً.. هذه المعركة القديمة الجديدة، كل مرّة تأخذ شكل من الأشكال”.

وتساءل “إذا كان حزب الله يريد أن يدافع عن سوريا، كم مقاتلاً سيرسل الى سوريا؟.. نحن نتحدث عن معركة فيها مئات الألوف من الجيش السوري، وعشرات الآلاف من الإرهابيين.. تغذية الأرهابيين مستمرة من قبل الدول المجاورة والدول التي تدعمها من الخارج”.

وشدّد على أن “العدد الذي يمكن أن يساهم فيه الحزب للدفاع عن الدولة في معركتها مقارنة بعدد الإرهابيين والجيش ومقارنة بمساحة سوريا لا يحمي النظام ولا الدولة”، كما تساءل “إذا قالوا إنه يدافع عن الدولة، لماذا اليوم؟ لماذا هذا التوقيت؟ المعارك بدأت بعد رمضان عام 2011 وتصاعدت حتى وصلنا إلى صيف 2012 وبدأوا بمعركة تحرير دمشق، وحددوا ساعة صفر أولى وثانية وتم إغتيال الضباط الأربعة، وحصلت عدة عمليات فرار من الدولة في سوريا ، وكان الكثير يعتقد ان ذلك الوقت هو وقت سقوط النظام ولم يسقط، ومع ذلك، لم يتدخّل حزب الله في ذلك الوقت فلماذا يتدخّل الآن؟”.

وسأل أيضاً “لماذا لم نرَ حزب الله في دمشق وحلب؟ المعركة الأكبر في دمشق وحلب وليست في القصير. القصير مدينة صغيرة. لماذا لم نره في حمص؟ كل هذه المعطيات غير دقيقة، القصير إستراتيجية، كلّ الحدود إستراتيجية بالنسبة للإرهابيين، كل الحدود تستخدم لتهريب الارهابيين والسلاح. فلا علاقة لكل هذه العناوين التي طُرحت بموضوع حزب الله”.

وقال “إذا ربطنا موضوع ما طُرح في الإعلام العربي، وتصريحات المسؤولين العرب والأجانب .. كله مربوط بعملية خنق المقاومة، وليس له علاقة بالدفاع عن الدولة السورية”.

وأضاف “يقال إنّ المقاومة يجب أن توجّه سلاحها باتجاه العدو وبالتالي باتجاه الجنوب.. وإن الجيش السوري يجب أن يقاتل على الحدود مع إسرائيل”، وتابع “نحن قلنا بشكل واضح جداً إن الجيش يقاتل العدو أينما وجد.. نفس الشيء بالنسبة للمقاومة”، وتساءل “لماذا يتواجد حزب الله على الحدود داخل لبنان أو داخل سوريا؟”، وأجاب “لأن المعركة هي مع العدو الإسرائيلي أو مع وكلائه في سوريا أو في لبنان”.

وردأً على سؤال حول أن هدف معركة القصير هو إقامة ممر آمن يربط الساحل السوري بدمشق، وبالتالي تمهيد لإقامة دولة علوية في حال فُرض التقسيم في المنطقة، قال الرئيس السوري إن “الساحل اللبناني والسوري لا يمرّ عبر القصير من الناحية الجغرافية، هذا كلام غير منطقي”.

وأضاف “لا أحد يخوض معارك ليذهب باتجاه التقسيم. إذا أردت التقسيم فلتذهب باتجاه التقسيم، ولكن لا تخوض معارك في كل البقاع السورية وفي مختلف أنحاء سوريا لكي تذهب باتجاه التقسيم”، مشيراً الى أن “سَير المعارك لا يوحي بأنّ هناك من يسعى للتقسيم في الدور السوري، بالعكس تماماً، هذه المعارك هي معارك الحفاظ على وحدة سوريا وليس العكس”.

وحول أهداف إسرائيل من الدخول على معادلة الأزمة السورية من خلال الغارات التي شُنت على ضواحي دمشق، قال الأسد “هذا ما يؤكد ما أقوله أنا بأن العملية مرتبطة بخنق المقاومة بالدرجة الأولى، يعني حتى التدخل الإسرائيلي مع الإرهابيين أو دعمها للإرهابيين، كان يهدف إلى شيئين أولاً خنق المقاومة، وثانياً ضرب الدفاعات الجوية السورية، وهذا يؤكد على أنّ إسرائيل تهدف لهذين الهدفين، ولا يهمّها الباقي”.

وعن سبب ردّ دمشق على الغارات الإسرائيلية بطريقة اعتُبرت ضعيفة، قال الأسد “نحن أبلغنا كل الجهات التي اتصلت معنا، العربية والأجنبية وأغلبها أجنبية، بأننا سنردّ في المرة القادمة. طبعاً حصل هناك أكثر من ردّ ومحاولات خرق إسرائيلية، وتمّ الرد عليها بشكل مباشر، لكن الردّ المؤقت ليس له قيمة، يعني يكون ردّا طابعه سياسي. نحن إذا أردنا أن نردّ على إسرائيل يجب أن يكون الردّ استراتيجياً”.

وأشار في هذا السياق الى وجود “ضغط شعبي واضح باتجاه فتح جبهة الجولان للمقاومة”، لافتاً الى وجود حماس عربي حيال مسألة فتح جبهة الجولان للمقاومة، متحدثاُ عن وفود عربية زارت دمشق للإستيضاح عن آلية تسجيل الشباب الراغبين بالمشاركة في مقاومة إسرائيل عبر جبهة الجولان.

وقال إن “التغيّر الحقيقي في قواعد الإشتباك، هو عندما يكون هناك حالة شعبية تذهب باتجاه المقاومة.. أي تغيير آخر هو تغيير مؤقت”، وأشار الى أن “الدولة التي تقف في وجه المقاومة هي دولة متهورة”، لافتاً الى أن “هناك عدة عوامل تدفع بهذا الإتجاه، منها الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وانشغال الجيش والقوات المسلحة بأكثر من مكان على الأرض السورية، وهذا يعطي شعوراً للكثير من المواطنين أنّ من واجبنا الآن نحن بالتحرّك لكي ندعم القوات المسلّحة على اتجاه الجولان”.

وردّاً على سؤال حول منظومة الصواريخ الروسية (أس ـ 300) الكاسرة للتوازن، وعمّا إذا وصلت بالفعل الى دمشق، قال الرئيس السوري “نحن لا نعلن عن الموضوع العسكري عادة ما الذي يأتينا أو ما هو الموجود لدينا، ولكن بالنسبة لروسيا، العقود غير مرتبطة بالأزمة، نحن نتفاوض معهم على أنواع مختلفة من الأسلحة منذ سنوات، وروسيا ملتزمة مع سوريا بتنفيذ هذه العقود”.

وأضاف “لا زيارة (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو (الأخيرة الى موسكو) ولا الأزمة (السورية) نفسها ولا ظروفها أثّرت على توريد السلاح، فكل ما اتفقنا به مع روسيا سيتمّ، وتمّ جزء منه في الفترة الماضية، ونحن والروس مستمرون بتنفيذ هذه العقود”.

وحول الحل السياسي ومؤتمر جنيف 2، قال الرئيس الأسد إنّ “قرار وجود الرئيس أو ذهاب الرئيس مرتبط بالشعب السوري، فأي شخص يتحدث بهذا الموضوع يجب أن يعلن من يمثل، هو من الشعب السوري، يمثل الشعب السوري؟ هل هو مفوّض من الشعب السوري أم ماذا؟”.

وأضاف “عندما نذهب إلى هذا المؤتمر، يجب أن نعرف بشكل واضح جزءاً من الذين سيجلسون على هذه الطاولة.. أقول جزءاً لأن صيغة المؤتمر غير واضحة حتى الآن”، وتساء “ما هو موقع المعارضة السورية الوطنية؟ ما هو موقع المعارضة والأحزاب الأخرى الموجودة في سوريا وغيرها من الأسئلة؟”، وتابع “المعارضة الخارجية.. نحن نعرف أننا نذهب لكي نفاوض الدول التي تقف خلفها وليس لكي نفاوضها.. عندما نفاوض العبد بالمظهر فنحن نفاوض السيد بالمضمون”.

وعن الشروط التي تضعها القيادة السورية للذهاب الى مؤتمر جنيف2، قال الأسد “الشرط الوحيد هو أنّ أي شيء يُنفّذ على خلفية أي لقاء سواء داخلي أو خارجي بما فيه المؤتمر يخضع لرأي الشعب السوري والإستفتاء الشعبي السوري”، مشيراً الى أن “أي شيء لا يُنفّذ إلا برغبة الشعب السوري، وطالما أننا نمثّل الشعب شرعياً وبشكل شرعي لا نوجد شيء نخاف منه”.

وعن مدى الاستعداد للتنازل عن كامل الصلاحيات لحكومة إنتقالية، قال الأسد “هم يقولون إنهم يريدون حكومة إنتقالية لا دور للرئيس فيها، الرئيس في سوريا وفقاً للنظام الرئاسي، لا يرأس حكومة.. هم يريدون حكومة بصلاحيات واسعة، والدستور السوري يعطي الحكومة صلاحيات كاملة”، موضحاً أن رئيس الجمهورية هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة،ة وهو رئيس مجلس القضاء الأعلى، أما باقي المؤسسات فكلّها تتبع بشكل مباشر إلى الحكومة.

وأضاف “أما تغيير صلاحيات الرئيس، فهذا يخضع للدستور، فالرئيس لا يستطيع أن يتنازل عن صلاحياته. هو لا يملك الدستور، الدستور بحاجة لاستفتاء شعبي. هذه الأشياء عندما يريدون طرحها، تطرح في المؤتمر، وعندما نتفق على شيء إذا إتفقنا، نعود ونطرحها باستفتاء، ونرى ما هو رأي الشعب السوري وعندها نسير، ولكن أن يطلبوا مسبقاً تعديل الدستور فهذا الشيء لا يقوم به لا الرئيس ولا الحكومة. ونحن غير قادرين عليه، ولا يحق لنا دستورياً القيام بهذا العمل”.

وعمّا إذا كان سيترشّح في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2014، قال الأسد “لن يكون هناك رغبة سوى رغبة الشعب السوري.. وهذا الموضوع يحدد في وقته، ولكن عندما يأتي التوقيت وأشعر أن هناك حاجة للترشيح، وهذه الحاجة يحدّدها تواصلي مع المواطنين وشعوري بأنهم يرغبون بهذا الترشيح، فلن أتردد. أما إذا شعرت بأن الشعب السوري لا يريدها، فمن البديهي أن لا أترشح”.

وحول الموقف من الدول العربية، قال الأسد “نرى تغيرات مؤقتة ترتبط بالخطاب ولا ترتبط بالممارسات. الدول التي تدعم الإرهابيين لم تتغير، ما زالت تدعم الإرهابيين بنفس المقدار.. أما بالنسبة للجامعة العربية، فهي بالنسبة لنا في سوريا لم نبنِ عليها أمالاً حتى في العقود الماضية”.

وحول لبنان، أشار الرئيس السوري بشّار الأسد الى سياسة النأي بالنفس التي تتبعها الحكومة هناك، سائلاً “هل تمكّن لبنان من منع التدخل اللبناني في سوريا؟ هل تمكن من منع تهريب الإرهابيين والسلاح إلى سوريا؟ أو من إعطائهم الملجأ من سوريا إلى لبنان؟ لم يتمكن”، معتبراً أن لبنان “كان مساهماً في الأزمة السورية بشكل سلبي”.

 

شاهد أيضاً

ماسك يضيف 70 مليار دولار لثروته منذ فوز ترمب

انفق رجل الأعمال الأمريكي “إيلون ماسك” 44 مليار دولار على شراء منصة التواصل الاجتماعي “تويتر” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض