تداولت وكالات أنباء عالمية وناشطون في حقوق الإنسان والحريات المدنية صورة التقطها مصور وكالة “رويترز” لسيدة مسلمة أثناء مشاركتها في مظاهرة مناهضة لقرار منع السلطات الدنماركية ارتداء النقاب.
وبدت السيدة المسلمة باكية خلال المظاهرة التي نُظمت الأربعاء الماضي في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن؛ لكن إحدى الشرطيات الموكلات بحفظ النظام في محيط مكان التظاهر بادرت باحتضانها، ما دفع وكالات أنباء ومواقع إخبارية عالمية إلى محاولة الوصول لهوية السيدة التي حظيت بتعاطف كبير بعد تداول الصورة على نطاق واسع.
وتمكن موقع دنماركي من إجراء مقابلة مع السيدة “آية” الظاهرة في الصورة، وهي شابة مسلمة في السابعة والثلاثين من العمر؛ لكنها رفضت الإفصاح عن اسمها الكامل؛ خشية تعرضها لاعتداء عنصري بعدما هددت مجموعات متطرفة بمهاجمة المسلمات مرتديات النقاب.
ووصفت “آية” اللحظة التي جمعتها بالشرطية بأنها لحظة إنسانية جمعت امرأتين، ولم تحضر فيها أي أمور أخرى، فلا هي شعرت بالغرابة من الموقف ولا حتى الشرطية التي تعاملت بكل إنسانية وتنكرت لوظيفتها وزيها الرسمي الذي يفرض عليها إعطاء مخالفات لمرتديات النقاب.
وقالت “آية” إنها تفاجأت من تعامل الشرطة؛ حيث إن بعض ضباط الشرطة عرضوا على المتظاهرات أكواباً من الماء، وأكدت لها إحدى الشرطيات أنها ستحرص لو قابلتها في الشارع مرة أخرى على أن تنظر للجهة الأخرى وتتظاهر أنها لم ترَها؛ كي لا تضطر لتسجيل مخالفة لقرار حظر النقاب بحقها.
يشار إلى أن المظاهرة شارك فيها نحو 3 آلاف شخص، وانطلقت من أمام أحد مراكز الشرطة في العاصمة الدنماركية، وطالب المتظاهرون بعدم تقييد حرية المسلمات اللاتي سيضطر بعضهن للانعزال في منازلهنّ خشية دفع الغرامات؛ لأنهن لن يتخلين بأي حال عن ارتداء النقاب الذي يُعد جزءاً من هوية بعض المسلمات.