8383c738-a368-4444-a1ff-f16181132106

يسمّى التوت بـ”الطعام الخارق” لسببٍ وجيه، فهو يحتوي على كمية كبيرة من مضادات الاكسدة التي تشكّل ثروةً من الفوائد الصحية. وقد كشفت دراسة جديدة عن فائدة أخرى للتوت وهي المساعدة في علاج السرطان.

آثار ومضاعفات

اكتشف فريق من الباحثين خلال دراستهم لخلايا سرطان عنق الرحم أنّ إضافة خلاصة التوت إلى العلاج الإشعاعي يزيد من فعالية العلاج بشكل كبير.
ونشر كاتب هذه الدراسة الرائدة الدكتور يوجيانغ فانغ (الذي يعمل في كلية الطب في جامعة ميسوري الأميركية) وزملاؤه النتائج التي توصلوا اليها في مجلة “بحوث علم الأمراض والأورام”.
يبقى العلاج الإشعاعي القائم على استخدام إشعاعٍ عالي الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية أساسيًا لمحاربة سرطان عنق الرحم.
ويقول الدكتور فانغ: “بالنسبة إلى بعض أنواع السرطان، مثل سرطان عنق الرحم في مراحله المتأخرة، يعتبر الإشعاع خياراً جيداً للعلاج. ولكن غالباً ما تتعرّض الخلايا السليمة لأضرار جانبية”. وقد عمل الباحثون على دراسة إمكان استخدام خلاصة التوت كمركّبٍ إشعاعي يزيد من قدرة العلاج الإشعاعي على محاربة الخلايا السرطانية.

دراسات سابقة

في أبحاث سابقة، كشف الدكتور فانغ وزملاؤه عن أهمية الـ”ريسفيراترول”، وهو مركّب موجود في العنب يمكن استخدامه كمركّب في العلاج الإشعاعي لخلايا سرطان البروستات.
ولاحظ الباحثون أنّ التوت يحتوي على الريسفيراترول والفلافونويدات. ويشرح الدكتور فانغ: “الفلافونويدات هي مواد كيميائية لديها خصائص مضادّة للأكسدة والالتهابات والبكتيريا”.

خلاصة التوت “تخدع” الخلايا السرطانية

وفي دراستهم الأخيرة، اختبر الفريق تأثير خلاصة التوت في الخلايا السرطانية في حال استخدمت وحدها وفي حال استخدامها مع العلاج الإشعاعي، وتمّت المقارنة بين مفعول كلا الإجرائين ومفعول استخدام العلاج الإشعاعي وحده.
وفي حين خفّض استخدام العلاج الإشعاعي وحده عدد الخلايا السرطانية بنسبة 20%، واستخدام خلاصة التوت وحدها خفّض عددها بنسبة 25%، أدّى الجمع بين خلاصة التوت والعلاج الإشعاعي الى انخفاض عدد خلايا سرطان عنق الرحم البشري بنحو 70%.
وقد خلُص الباحثون الى أنّ خلاصة التوت لا تجعل الخلايا السرطانية أكثر استجابةً للإشعاع فحسب، بل تخفّف أيضاً نمو الخلايا غير الطبيعي الذي يحفّز تطوّر السرطان.
ويواصل الدكتور فانغ شرحه للفكرة قائلاً: “تتجنّب الخلايا السرطانية الموت عن طريق تغيير بنيتها. بالاضافة إلى الحدّ من تكاثرها، تعمل خلاصة التوت على “خداعها” ودفعها الى الفناء عبر منع ولادتها وتحفيز موتها”.
ورغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات، يقول الباحثون إنّ النتائج التي توصّلوا إليها تبيّن انّ استخدام التوت قد يشكل استراتيجية علاج واعدة لسرطان عنق الرحم وأنواع السرطان الأخرى.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *