كويت نيوز: فيما يشبه بروفة الاستجواب أمطر النائب حماد الدوسري النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود بوابل من الأسئلة البرلمانية .
وسأل الدوسري عن عدد افراد وضباط القوة الامنية الموزعة على المخافر ؟ مع بيان كل مخفر على حدة ؟، عدد الافراد المفروزين من المخافر الى باقي قطاعات الوزارة مع بيان كل جهة مفروز لها افراد على حدة ؟
كما سأل عن عدد المباني المستأجرة من قبل وزارة الداخلية مع بيان الادارات الشاغرة لتلك المباني المستأجرة ؟، والشروط واللوائح المنظمة لاستئجار المباني ؟، وهل تتم عملية الاستئجار بشكل مباشر أو عن طريق لجنة مشكلة من الوزارة ؟ اذا كان بشكل مباشر يرجى تزويدي بالأسباب ؟ ان كان الجواب عن طريق لجنة مشكلة يرجى تزويدي بأسس اختيار رئيس وأعضاء اللجنة ، مع تزويدي بمحاضر اجتماعات اللجان ؟
وطلب تزويده بنسخة من العقود وهل تم مراعاه القيمة السوقية لذلك والقيمة الايجارية الاجمالية لها في كل سنة مالية منذ عام 2008 حتى تاريخ الرد على السؤال ؟، وهل توجد مخالفات أو تقصير من الملاك تجاه الالتزام بالعقد ، ان كان الجواب بنعم فما هي الاجراءات المتبعة لحفظ حقوق الوزارة ؟، وكم بناية استثمارية قد استئجرتها وزارة الداخلية وتوجد بها مخالفة بناء كما هو مقرر بقانون البلدية قبل العقد والمخالفات الموجودة فعلياً بعد استئجار البناية مع تزويدي بجميع المباني المخالفة ؟
وأكد الدوسري أن بعض الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي دأبت على الاساءة للذات الالهية وللنبي علية أفضل الصلاة والسلام وللدين الاسلامي وكذلك لقادة دول مجلس التعاون الخليجي والرموز الدينية لتلك الدول ؟، طالبا تزويده بالاجراءات القانونية تجاه تلك الحسابات المسيئة للذات الالهية وللنبي عليه افضل الصلاة والسلام وللدين الاسلامي، والاجراءات القانونية تجاه تلك الحسابات المسيئة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي وللرموز الدينية بدول مجلس التعاون الخليجي وهل تم رفع قضايا عليهم من الوزارة ، أن كانت الاجابة بالنفي يرجى تزويدي بالأسباب الداعية لعدم رفع القضايا، وكم قضية تم رفعها من وزارة للداخلية على اصحاب الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي منذ 2010 وحتى تاريخه ، مع تزويدي بنسخة من تلك القضايا ؟، وما هي الاجراءات المتخذة ضد المغرد ناصر ابل الذي دأب على الطعن في قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرموز الدينية في تلك الدول ؟
وسأل عن عدد الافراد والضباط العاملين في ادارة حماية الطيران موزعين على الدول الموفدين اليها مع بيان تاريخ الافاد ؟، والجهات التي كان يتبعها الافراد والضباط العاملين في ادارة حماية الطيران قبل انتقالهم اليها ؟
وطلب الدوسري كشف تفصيلي ببيان عدد المهمات الخارجية للوزارة والجهات التابعة منذ عام 2009، وحتى تاريخه ، مع بيان اسماء المشاركين في تلك المهام ، والمسمى الوظيفي لكل منهم ، ومدى الاستفادة الحقيقة من هذه الدورات ، والتكلفة المالية للمهمات وذلك لكل مهمة على حدة ؟، وهل قامت الوزارة والجهات التابعة لكم بإرسال أشخاص في مهام خارجية ليسوا بموظفين في الوزارة أو أي جهة تابعة لكم أو أنهم كانوا منتدبين من جهات اخرى ؟
وسأل عن اسباب ظاهرة الازدحام المروري بالطرق عموماً ؟ والاجراءات المتبعة لتخفيف الازدحام المروري ؟، والحلول المقترحة لحل الازدحام المروري على جسر الظهر المتجه للدائري السابع ؟
كما سأل عن الجهة المخولة بإصدار قرار منع الدخول للبلاد أو رفعه ؟ والاجراءات المتبعة في هذه القرارات ؟، طالبا تزويده بعدد من تم منعه من دخول البلاد من العراق وايران وسوريا ولبنان مع بيان اسباب المنع ؟، وهل تم رفع المنع ودخول بعض الاسماء الى البلاد وقد صدر قرار بمنعة من دخول البلاد ثم تم ارجاع قرارا المنع عليهم مع بيان الاسباب الداعية لذلك ؟
وسأل الدوسري عن القوانين واللوائح المنظمة للابتعاث الخارجي لدراسة ( بكالوريوس ، ماجستير ، دكتوراه ) ؟، طالبا تزويده بأسماء المبتعثين من منسوبين الوزارة للدراسة بالخارج منذ عام 2009 حتى تاريخه ، مع بيان كشف تفصيلي مبين فيه ( الاسم ، المؤهل الدراسي ، المعدل العام ، التقدير السنوي ) ؟، وهل تم استثناء احد من شرط الابتعاث ان كانت الاجابة بنعم يرجى تزويدي بالأسباب ؟
في عالم وردي طافح بالأحلام اجتمع ثلاثتهم في جوقة منعزلة عن جوقات حيّهم.. الكل في ذاك الحي كانوا يتصادقون ذكورا إمّا.. وإمّا إناثا.. إلّا هذا الثالوث.. ذكر وأنثيين، عدي، نردين، ومريام.. لم تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة.. عدي إثنا عشر سنة ونردين ومريام عشر سنوات..
وبفضل البيئة العائلية المتفتّحة لثلاثتهم.. لم تجد عائلات الثلاثة الميسورة حرجا في أن يكون إبنهم صديقا مقرّبا لبنتين والحال كذلك لعائلتي نردين ومريام اللّتان استكانتا لمصادقة بنتيهما لعدي.. الشاب المهذّب الوديع الذي يحبانه حبّا يعادل حبهما لبنتيهما..
مرّت السّنون والفرقة لم تطرق باب الولد والأنثيين.. وسارت عربة الزمن بلا تراخي ولا تواني بمآسيها وملاهيها.. بما أحدثته من أمل وخيّبته من رجاء.. وارتقى كلّ منهم في سلم الدراسة بكل حزم وثبات وبدأ حلمهم يتحقق في إنهاء دراستهم الجامعيّة والإلتفات بكل لهفة لحيواتهم العمليّة بما تحمله لهم من مفاجئات ومتغيّرات أوّلّها التفكير في الزواج وتأسيس أسرة عملا بقانون حياتي لا مناص منه..
في السنة التي كانت فيها نردين ومريام تنهيان تكوينهما بكليّة الحقوق كان عديّ يعمل مهندسا للإعلاميّة في إحدى الشركات الأجنبية التي انتدبته بماهيّة محترمة بادئ الأمر ثمّ قرّرت بسرعة ترسيمه لما شهدته فيه من كفاءة ودأب وإخلاص في العمل.. فضلا عن تمتيعه بامتيازات خياليّة من مسكن إلى وصولات ملبس ومأكل وسيارة وبنزين..
قضي الأمر.. وصار هاجس عائلة عدي الوحيد هو تزويجه والإطمئنان عليه مادامت الظروف قد أخصبت أرضيّة ملائمة لذلك..
لم يملك الرجل أن يتقدّم لخطبة ميريام عملا بما أملته عليه عواطفه القديمة المتجددة تجاهها.. لطالما أحبّ الفتاتين من مجامع قلبه لكن لميريام دودة حب وعاطفة خاصّة كانت تتلوّى في قلبه بين فينة وأخرى.. كانت دائما تساوره شكوك بداخله كالمعاني المتداعية بأنّه يحبّها حبّ عاطفة أبعد ما يكون عن حبّ الأخوّة والصّداقة.. وزاد تأكّدا من ذلك الإحساس مع كلّ مرّة كانت تأتيه وتحدّثه عن زميل لها في الكليّة طلب مصاحبتها أو ابن صديق لأبيها يفكّر في خطبتها.. كان وحش الغيرة يلهفه لهفا لكنّه آثر دائما الإفصاح عمّا في قريحته خوفا من رفضها له وتجنّبا لإفساد العلاقة بينهما في الآن نفسه…
فكّر عدي في الموضوع بكلّ جديّة إلى أن خلص إلى حل واحد.. ألا وهو بأن يكلّف نردين بفتح الملفّ مع صديقتهما وحبيبته ميريام في انتظار ما تخطّه الأقدار له من سعادة بالظّفر أو خيبة موجعة في الآمال..
وانتفضت نردين فرحا بالخبر السّعيد.. وزهت أمامها الدنيا بما عمد عديّ إلى تقريره بشأن رفيقة دربها.. كانت سعادة خالصة لم تمسّها لوثة الغيرة كما تمسّ أفئدة فتيات عصرها.. فهي تحبّ مريام أكثر من الدنيا.. وأن تهنأ بجانب عديّ العزيز على قلبها فتلك أمنية جميلة لا ثمن يشتريها..
مرّت الأيّام مرورا روتينيّا لم تحمل جديدا سوى أنّ الثالوث أصبح خطيبين وصديقتهما القديمة.. فرحت عائلة ميريام بقدوم عديّ لطلب يد ابنتهم وسلّمت بالأمر المقضي تسليما وعمّت الفرحة أرجاء العائلتين المتصاهرتين..
وبدأ الإعداد لمراسيم الزواج الذي كان الإتفاق على موعده في غضون سنتين قادمتين تستطيع ميريام خلالهما تدبير أمرها من وظيفة قارة بإحدى شركات الإستثمار إلى مال إلى عدّة وعتاد يضمنان زواجا لائقا بالعروسين..
ولحكمة لا يعلمها إلّا الله، أصيبت الأوضاع في جوقة الأصدقاء بمساس شيطاني مشين.. إذ لم تعد الأمور كما كانت عليه.. فاللّقاءات بين عدي وميريام صارت تبرمج دون المرور بثالثتهم نردين.. والأمر عادي لإثنين قرّرا الزواج، فالزواج مشروع جاد يستوجب على القادمين عليه بأن يحكّموا عقولهم بما يضمن حسن سير وتدبير سليمين.. قائمين أوّلا على السرية التامّة وثانيا على الحميميّة الزوجيّة..
إلى ذلك تولّد في وجدان نردين إحساس هجين بغيرة جنونيّة امتزجت بالحقد والكراهيّة، كيف ذلك؟؟ ألم نكن أصحابا طوال حياتنا؟؟ ألم نتعاشر؟؟ ألم نحزن مع بعضنا ونبكي مع بعضنا ونذهب ونجيء مع بعضنا؟؟ أين أحلامنا وأوهامنا والفضاء الذي جمعنا في عالم سريالي جميل؟؟ هل صارت وحدها التي تعنيه؟؟ أأصيبت الشهامة لديه بالسكتة القلبية؟؟ لا لا هو ليس كذلك!! أنا أعرفه.. هي التي تفعل بعقله الأفاعيل.. هي التي صارت تتهرّب منّي وتتحاشى اقترابي منه.. وتنسج الحيل وتحبك المكائد بيننا.. هي التي صارت تظنّ أنّها امتلكته إلى الأبد.. لكن حسبي بأن أستردّ حصّتي منه.. حسبي بأن أبعثر أوراق القضيّة.. والعين بالعين والسّن بالسّن والبادي أظلم…
واستحال الحب الخالص بين المجموعة إلى أخيلة شيطانيّة سوداء تحرّكها آلة من الكراهيّة الرهيبة.. مبعثها الحقد ومحرّكها حب الإمتلاك.. تحوّل لباس نردين من طور الإحتشام والمحافظة إلى مرحلة الميوعة والغواية.. صارت لا ترتدي لباسا غير الضيّق ولا تتلحّف بغير عباءات الإغراء والمجون وسط قلاع من المكياج وأحمر شفاهات بعث في نفوس أهل الحيّ أسئلة غريبة عن السر الكامن وراء هذا التحوّل المفاجئ.. لكن أصواتهم خفتت أمام ذريعة نردين التي كانت مقنعة إلى حدّ ما.. كانت تلجمهم عندما تدّعي أنها غيّرت اللوك تماشيا مع متطلّبات عمرها الذي بلغ برّ الزواج.. وعليها الإهتمام بأناقتها كي تستقطب أكبر عدد من العرسان.. وكذلك كانت تبريراتها أمام مريام التي باركت اختيارها ولعلّها شجّعتها عليه..
وكذلك فعل عديّ.. إذ كانوا في كلّ مرّة يتقاسمون فيها القهوة يشيد بجمال ملبسها ويبارك ما تضعه على عينها من كحل ومواد تجميل.. لكن مهلا.. فحتّى ردّة فعلها تجاه ذلك تغيّرت.. صارت تضحك ضحكات رنّانة غريبة لم يعهدها منها من قبل.. ضحكة ممزوجة بإطراء وإغراء.. وأصيب عديّ بأسهم قاتلة من الشكوك.. ما بالها هكذا تردّ؟؟ هي ليست نردين التي أعرفها.. حتما ليست هي؟؟ ما الذي تقصده بنظراتها وأصواتها والعلكة التي تمضغها بكلّ ميوعة؟؟ ما بال لمساتها تغيّرت عندما ننفرد لسبب أو لآخر؟؟ هل هي تغريني؟؟ لقد كانت طوال حياتها تعلم بولعي الكبير بالفتيات.. وتعرف مغامراتي وقصصي الكثيرة معهنّ.. بل لعلّها تعرف أكثر من نردين.. ألهذا السبب تتصرّف هكذا؟؟ مهلا مهلا.. أتستدرجني إلى شيء ما؟؟؟
أسئلة عرف عديّ إجابتها يوم صعدت نردين إلى جانبه في سيارته وادّعت البرم والقلق وطلبت منه الذهاب للرّكون أمام شاطئ البحر الخالي.. وعندما استجاب ارتمت في أحضانه باكية مولولة ولسانها يلهج بكلمات غريبة الأطوار.. إنّي في الحقيقة أحبّك.. أحبّك منذ نعومة أظافرنا وحزنت يوم اخترت ميريام ونبذتني.. كنت أظن أنني الحب الوحيد لديك.. شعرت بذلك من كلماتك وألحانك وموسيقاك في قلبي المسكين.. لكننّي صدمت.. صدمت يوم اخترتها وأقصيتني.. ألهذا الحد تعجبك ؟؟ ألهذا الحد لم أثر اهتمامك؟؟ ألهذا الحد سكنت فؤادك وخدّرتك عن التفكير بي ولو للحظة؟؟ حتّى اجتماعاتكم خلت من وجودي.. صرت وحيدة بعد أن كنت حجر الزاوية في المجموعة.. تبّا لك وللا مبالاتك تبّا لي ولحبّي لك تبّا لهذا القلب الذي أهلكني!!!
وفي لحظة هي كالخيال في غرابتها ألصقت شفتاها إلى شفتيه وأخذت تلثمه بلا هوادة حتّى ابتلّت الشفاه برضاب كلاهما.. وانسجم الإثنان في دنيا من القبل والجنس ولّدها فيه ميله الجنوني إلى مضاجعة الإناث دون احتساب للأخلاق ولا الحب ولا العشق الذي يجمعه مع خطيبته.. وولّدها فيها إرادتها الخارقة لتقويض عش الحبيبين واسترداد كرامتها وأواصر المعاشرة بينها وبين عدي التي خلقتها السنين والتي ظنّت إلى حين أن ميريام سرقتها منها فقررّت الجز بها في دفع الفاتورة غالية وغالية جدّا..
وفي الأثناء.. وبينما كانت الخائنة تتلوّى حلاوة في حضن الخائن.. أمسكت بآلة تصوير هاتفها الخلوي لتحشره بين أصابعها وتأخذ عددا من الصّور لا يستهان به سرّا لغاية جهنميّة في نفس يعقوب..
وافترقا الإثنان فجأة وسط سواط نردين ودفعها المفاجئ لعدي.. ما الذي نفعله؟؟ ألهذا الحد جننّا؟؟ ألهذه الدرجة خبلنا؟؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.. خطيبتك وصديقتي خينت.. لقد أجرمنا في حق الفتاة!! ألم تستطع كبح جماحك؟؟ أنا مضطربة نفسانيّا بما أوقعني فيه حبّك أمّا أنت؟؟ ماذا عنك؟؟ ألم تكفك مغامراتك مع الفتيات؟؟ ألم تكفك مضاجعتك للعاهرات ؟؟ وهمّ عدي بالإجابة لكنّها قاطعته وهي تكفكف دموعها الكاذبة!! أسكت أرجوك.. عد بي إلى منزلي فورا!! ووسط ريبة عدي وسؤاله.. شغّل محرّك سيّارته واتجه لا يلوي على شيء إلى منزل نردين.. وصلا المنزل فنزلت وأطبقت الباب بقوّة كأنّما كان يغتصبها ولا يقوم بشيء هي استدرجته إليه..
وعاد إلى بيته وكلّه أسى وحسرة على ما اقترفه في حقّ فتاة أحبّته أخا قبل أن يكون زوجا مستقبليّا.. وفتح باب منزله وفي أصابعه رعشة مريبة لم يدري مبعثها سوى أنه أيقن بكونه اقترف إثما لا يغتفر.. خلع ملابسه وارتمى على فراشه وقضّى ليلة من أتعس لياليه لم يزر فيها النوم جفونه حتّى مطلع الفجر..
في اليوم التالي.. إتصّل بميريام خطيبته ليمرّ إليها ويصطحبها إلى مقهى من المقاهي في محاولة منه لطرد الأخيلة السوداء التي بعثها في نفسه الإحساس بالتقصير وقلّة الهمة تجاه الفتاة البريئة من ذنبه..
صعدت ميريام إلى جنبه وعلى وجهها صفرة كصفرة الموت وفي جبينها مسحة كئابة قاتلة.. فوق عينين عسليتين جميلتين مغرورقتين في هالة من الدموع والأسى.. نظرت إليه نظرة عتاب ممزوج حقدا.. ودون أن تنبس ببنت شفة.. سلّمته ذبلة خطوبتهما وفتحت باب السيارة وعادت أدراجها تاركة الآثم ذاهلا غائما مصدوما وفي وضع لا يحسد عليه…
كانت تلك آخر مرّة رأى فيها محبوبته.. إذ تزوّجت بعد سنة ونيف من زميل لها في الكليّة طالما قبّل قدميها طلبا ليدها لكنها رفضته نزولا عند أمر عدي الذي ظنّت في كثير من الأحايين – كما كان حاله- بأنه يحبّها ويصدّها عن كلّ الرجال لأن في نفسه غاية ورديّة ما تجاهها..
أمّا علاقته بنردين فقد انتهت طبعا بعد أن اتصّل بها في ذلك اليوم لتخبره بأنّها أرسلت إلى مريام صورا حميميّة عمّا حصل بينهما عبر بريدها الإلكتروني في محاولة منها للتفريق بين الخطيبين بدعوى أنٌها تحبّه أوّلا وأنّها لا ترضى لصديقتها بزوج سقط في أوّل وأنذل اختبار مرّ عليه.. طبعا كان أبعد ما يكون عن المصدّق.. لكنّه وبرغم الحيرة آثر قطع المكالمة في وجهها كما قطع علاقته بها منذ ذلك الحين إلى الأبد.. ويقال أنّه انتقل في بعثة عمل إلى أمريكا وتعرّف هناك على أمريكيّة تزوّجها وأنجب منها طفلين وهو اليوم مطلّق وأب لتوأمين.. أمّا نردين فقد أصيبت بداء العنوسة اللقيط وهي اليوم مستشارة قانونية بإحدى الشركات الحكومية.. لكنّ يقال أنها تحوّلت إلى سكّيرة معربدة تقضي لياليها بين العلب الليلية والكباريهات والملاهي.. لعلّها تبحث عن زوج ..هذا جائز.. لكن مؤكّد أنّها تتمنّى لملمة شتات كرامتها السليبة.. وتحاول إيجاد قطاع غيار لمروءتها التي تفتّتت تحت أقدام الغرور والإندفاع والنرجسيّة المفرطة..
هذه هي الحياة.. كالنار…… جميلة كشروق الشمس والورد البنفسجي والشفق الأحمر لكنّها تحمل بين طيّاتها أكبر قوّة مدمّرة…