مصري جديد انضم إلى قائمة المرشحين المحتملين في مواجهة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في إبريل المقبل. عقيد في الجيش المصري أعلن نيته الترشح في تسجيل مصور، وهو يرتدي الزي العسكري، في سابقة لم تحدث من قبل.
وظهر العقيد أحمد عبد الغفار حسن قنصوة، الذي يعمل مدرسا للهندسة المعمارية في الكلية الفنية العسكرية، ويبلغ من العمر42 عاما، يرتدي الزي العسكري، وبدأ حديثه قائلاً «لو كان لدينا البديل لم يكن أحد ليتجرَّأ على الدستور وقواعد العدل وتداول السلطة والفصل بين السلطات، ولذلك اعتزم الترشح في الانتخابات على ضوء أهداف ومطالب ثورتي 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013».
واتخذ قنصوة لحملته الانتخابية شعار «هناك أمل»، وقال: «لكي لا يقول قائل إني أسلك بإعلاني هذا مسلكًا غيرَ شرعي، لقد اتخذت كافة الإجراءات القانونية بغرض التمكن من مباشرة حقوقي السياسية والترشح بالانتخابات ووجهت بالتعنت، ببدء مشوار الاستقالة من الخدمة في مارس 2014، بعد يومين من، وكنتيجة لإعلان رئيس الجمهورية الحالي نيتـه الترشحَ للرئاسة، وحتى يومنا هذا بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف لم يُحسم هذا المسعى ولم يتم قـبول الاستقالة، فأقمت إحدى عشرة دعوى قضائية، اختصمت فيها رئيسَ الجمهوريةِ ورئيسَ الوزراءِ ووزيرَ الدفاعِ ورئيس مجلس النواب وغيرَهم بصفاتهم، بواقع 3 دعاوى أمام اللجان القضائية للقوات المسلحة، و7 دعاوى أمام محاكم مجلس الدولة منها واحدة مستمرة، ودعوى قضائية واحدة أمام المحكمة الدستورية العليا ما زالت منظورة».
وتابع: «لما كانت أحكام القضاء تصدر باسم الشعب الذي هو وحده مصدر كل السلطات، فقررت هذه المرة أن أضع الأمر كلَّه أمام الشعب من خلال هذا الإعلان وإن عابوا عليّ إعلاني الأمر وأنا ما زلت بالزي الرسمي، زي الشرف والكرامة والتضحية الذي ما ارتديته إلا لأحمي الوطن والحق، فأولاً، أنا لست الوحيد الذي فعلها، فعليكم بمساءلة السابقين، ثانيا، أنا لا أملـك أمر خلعه لأترشح رغم محاولاتي العديدة، أنا لست متمردًا ولا منشقًا ولا عاصيا للأوامر العسكرية».
وأكد رفضه أن «يفهم إعلانه على أنه تمرد أو دعوة لاتخاذ أي موقف فردي أو جماعي داخل صفوف الجيش، وأن يكون أداة باطلة في يد أي عابث بوحدة وسلامة الوطن وشعبه وأرضه وجيشه».
وحسب التسجيل المصور، فإن قنصوة قرر الترشح، لأنه «عز عليه أن يتخاذل عن نصرة وطنه بما يراه واجبا على كل من يرى في نفسه الصلاحيةَ لذلك رغم ما يحيط بهذا الإقدام من مخاطر محتملة ومنغصات محتومة».
وتابع قنصوة: «لا نتوقع من خصومنا منحَـنـا ظروفا مثالية للعملية الانتخابية، علمًا بأننا لم نستطع اقتناصها حتى وقت أن كانت الغلبة لصوت الحرية ـ في إشارة للانتخابات الرئاسية التي نظمت في 2012 ـ وعلى الرغم من أنّنا نستطيع ان نفرضها واقعًا ملموسًا بالتواجد والتوحد والضغط والمراقبة، لنقللَ فرص التدليسِ ونزيدَ من فرص العمل الجماعي ومن ثم النزاهة».
ودعا المواطنين للمشاركة في الانتخابات، قائلاً: «المقاطعة لم تعطكم شيئًا من قبل، ولم يمنع غيابكم عن الصورة العالم من التعامل مع متصدريها وإغراقِـنا بالديون».
وتحدث عن الظروف الاقتصادية السيئة التي تشهدها مصر، قائلاً: «يصارعُ الشعبُ قسوةَ واقعه الذي يزداد ألمًا بمعدل متسارع مفجع في أوضحِ دليل على اختلال الأحوال، ويطحنه السعي نحوَ أبسط متطلبات المعيشة في ظل ازدياد قياسي للتضخم والدين العام وسفه الإنفاق، وتراجع قياسي لعملته المحلية، بينما يتقيّأ البعض في وجهه تصريحات من نوعية أن حتى التعليم سلعة والرعاية الصحية سلعة، حتى استفحل الداءُ وعز الدواء، وتحول المجتمع إلى جزر آنفة هشة تكاد تغرِقُ في بحر متلاطم من الفقر والعوز لا عاصم منه إلا بالعدل وحسن الإدارة، ولا يفوت الإرهاب الأسود الفرصة بالطبع، فيخيم على واقعنا ويطلُّ بوجهه الكريهِ ليحصدَ أرواح الأبرياء من المدنيين ومن أغلى الأحبة رفاق السلاح، جيشًا وشرطة».
وأشار إلى ما قد يصيب أسرته جراء إعلانه، موضحاً:»رغم أنني أشفق على أهلي وأحبتي من جزع سيصيبهم حتماً وهم يسمعون هذا الكلام معكم الآن لأول مرة، وأعتذر لهم إن تسبب إعلاني هذا في تكدير صفو حياتهم لاحقًا، وعذري أن دافعي هو الأخذُ بأيدي أبنائنا جميعا نحو مستقبل أفضل».
وبين: «لو كنت جبانا ما كان هذا دربي، في زمن أصبحت فيه التصفية الجسدية خبرا اعتياديا يحتل عناوين الصحف الرسمية وتطالعه الأعين، وأضحى الاختفاء القسري هو غول هذا الزمان الذي نخيف به الأطفال، وأمسى الحبس الاحتياطي مستقرًا للكثيرين يعمرون فيه شهورا وسنين عددا، وكادت إذاعة المكالماتِ الشخصيةِ على الهواء أن تكون فقرةً ثابتةً في برامج المساء والسهرة».
وشدد على عدم انتمائه لأي «تيار على الساحة من أقصاها إلى أدناها»، مؤكدا أن بـ«إعلانه نيته الترشح، فإن ما بقي من حياتي لن يصبح أبدًا مثل ما سبق منها، وبهذه الخطوة يضم إلى قائمة خصومه قطعانًا ذوي أنفسٍ منحرفةٍ ليس لهم حظ من دين ولا ذمة ولا ضمير، وأضع نفسي وأهلي في مرمى سهام البطش والتنكيل والغدر، وأطرح سيرتي وعرضي على موائد سوقة الشتامين والمنافقين والمرتزقة وسفهاء العقول لتصبحَ عرضة للتشويه والإساءة بكل نقيصة».
وبإعلان قنصوة نيته في الترشح، وصل عدد المرشحين المحتملين في الانتخابات الرئاسية إلى 3 مرشحين، وكان المحامي الحقوقي خالد علي سبق وأعلن الترشح، إضافة إلى الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق.