اعرب خبراء اقتصاديون عرب واجانب عن تخوفهم من معدلات البطالة الكبيرة في العالم العربي داعين الحكومات الى التحرك بالسرعة المناسبة لتخفيضها لتقليل مخاطرها الاقتصادية والاجتماعية.
وقالوا خلال الجلسة الثالثة في مؤتمر مجالس الاجندة العالمية لمنتدى الاقتصاد العالمي المنعقد في دبي ان البطالة كانت جزءا رئيسيا من اسباب ما يسمى بالربيع العربي بعد ان اضحت مشكلة معقدة يعانيها ما يزيد على 18 في المئة من الشباب العربي.
وقال مدير قسم الشرق الاوسط ووسط اسيا في صندوق النقد الدولي مسعود احمد ان البطالة في الوطن العربي متركزة في الدول التي ليس لديها موارد نفطية كافية اما معدلات البطالة في الدول المصدرة للبترول “فتعتبر معقولة ويمكن ادارتها”.
واضاف احمد ان التغيرات السياسية التي شهدتها بعض الدول العربية اثرت سلبا في معدلات الاستثمار والتجارة فيها وبالتالي ارتفاع معدل البطالة الى نسبة تصل الى 18 في المئة او اكثر “والحكومات الجديدة لم تجد الحل حتى الان لهذه المشكلة المتفاقمة”.
واشار الى ان الاصلاحات التي تقوم بها تلك الحكومات ليست كافية بالقدر الذي يمكنها من تخفيض هذه النسب لاسيما انها حتى الان لم تجد الطريق الى فتح افاق اقتصادية تخلق فرصا وظيفية للشباب “بل على العكس وجدنا ان الاستثمارات الاجنبية خصوصا الغت بعض مشاريعها في تلك البلدان خوفا من اجواء عدم اليقين التي تعانيها اقتصاداتها”.
من جانبه قال كبير الاقتصاديين في البنك الاوروبي للانشاء والتعمير الدكتور ايريك بيرغولف ان التغيرات السياسية الاخيرة اثرت في ثقة المستثمر الاجنبي للدخول في بعض بلدان المنطقة مشيرا الى ان المهم حاليا هو ايجاد حل للوصول الى رؤوس الاموال لتمويل مشاريع جديدة.
واكد ان المستثمر الاجنبي ينظر الى جودة التعليم في البلدان التي يريد ان يدخل فيها ويستطيع ان يخلق وظائف لذوي الاختصاصات الحيوية وذوي الخبرة “لذلك يجب تطوير منظومة التعليم في بلدان الشرق الاوسط لتكون مخرجاتها متوافقة لما يتطلبه الاستثمار الاجنبي من مهارات”.
وبين ان بعض الشركات الاجنبية العاملة في المنطقة قامت بانشاء معاهد تدريبية متخصصة لمساعدة خريجي الثانوية العامة والجامعات من دخول سوق العمل بالكفاءة الكافية موضحا “ان الامل يكمن في زيادة تدريب القوى العاملة في دول الشرق الاوسط ومتى ما توافرت المبادرات من القطاع الخاص فان نسب البطالة ستجد طريقها الى الانخفاض”.
من ناحيته قال الرئيس التنفيذي لمبادرة (ومضة) لتشجيع القيادات الشابة في دولة الامارات العربية المتحدة حبيب حداد انه يجب التركيز ايضا على القوى العاملة النسائية في الدول العربية موضحا ان نسبة توظيف المرأة في القطاع العام والخاص العربي مازالت ضعيفة.
واضاف ان المرأة في دولة الامارات العربية المتحدة استطاعت ان تنجح في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة واصبحت نموذجا يحتذى به في المنطقة “والمطلوب الان ان تنتشر هذه التجربة في كافة البلدان العربية”.
وشدد على ان القدرة التنافسية للقطاع الخاص في العالم العربي لازالت محدودة عند مقارنتها بدول اوروبا والولايات المتحدة مستدركا ان العالم العربي يتمتع بنسبة عالية من الشباب “واعتقد ان ذلك سيكون الدافع الرئيسي لاي تطور في اداء القطاع الخاص بالمنطقة”.
يذكر ان دولة الامارات العربية المتحدة تشارك في ترؤس مؤتمر مجالس الاجندة العالمية لمنتدى الاقتصاد العالمي لعام 2012 بوفد يترأسه وزير الاقتصاد المهندس سلطان المنصوري ومدير عام دائرة التنمية الاقتصادية بدبي سامي القمزي.
اترك تعليقاً