منتدى اقتصادي تركي – كويتي خلال زيارة المبارك إلى أنقرة غداً

773755-1

قالت شخصيات تركية بارزة إن زيارة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك إلى تركيا في 13 سبتمبر الجاري تكتسب أهمية سياسية واقتصادية كبيرة لدى المسؤولين الأتراك الذين يتطلعون إلى إطلاق مرحلة جديدة للعلاقات الكويتية ـ التركية تخدم مصلحة البلدين والشعبين.
وأكدوا في تصريحات متفرقة لـ «كونا» أمس أن الزيارة المرتقبة لسمو الشيخ جابر المبارك من شأنها ان تفتح المجال لصفحة جديدة في مسار العلاقات المتطورة معربين عن ثقتهم في ان تسفر الزيارة عن نتائج إيجابية ومفيدة لكلا البلدين.
وقال الأمين العام لملتقى الحوار العربي- التركي ارشاد هورموزلو ان الكويت كانت ولا تزال في مركز العلاقات والاهتمام لدى الدولة والشعب التركي.
وأضاف ان زيارة سمو الشيخ جابر المبارك إلى تركيا خلال الفترة من 13 إلى 16 سبتمبر الجاري تأتي تتويجا للعلاقات والمساعي الحميدة التي تربط بين البلدين وتعد فرصة لبحث سبل تعزيز وتطوير التعاون المشترك إلى جانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ولفت إلى أهمية الزيارات المتبادلة بين الكويت وتركيا والتي كان آخرها الزيارة الرسمية الأخيرة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للكويت ومباحثاته مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
وأوضح هورموزلو الذي كان يشغل منصب مستشار الرئيس التركي السابق عبدالله غول ان لقاء سمو الأمير والرئيس التركي بأنقرة في مارس الماضي واللقاءات اللاحقة بينهما في الكويت عكست عمق ومتانة العلاقات بين البلدين بالنظر إلى ما حملته من نتائج وتطلعات.
وذكر ان «الجميع يعلم ما يتحلى به سمو الأمير من حكمة عالية أكسبته مكانة متميزة في المنطقة والعالم» واصفا سمو الأمير بـ «حكيم العرب».
ولفت هورموزلو إلى أهمية المباحثات التي أجراها سمو الأمير مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن الخميس الماضي لنزع فتيل الأزمات في المنطقة، داعيا الى الاهتمام بالمساعي الكويتية الهادفة الى ترطيب الأجواء بالمنطقة وتحسين وتوثيق العلاقات الأخوية بين دول المنطقة وشعوبها.
وقال ان زيارة سمو الشيخ جابر المبارك الى تركيا تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم أزمات متعددة ما يتطلب ضرورة التعاون والتنسيق المشترك حيالها.
وأوضح ان الزيارة ستشكل فرصة لتبادل الأفكار والآراء ومناقشة سبل الحلول لأزمات المنطقة والعالم الإسلامي لاسيما ما يتعرض له مسلمو الروهينغا في ميانمار الى جانب القضية الفلسطينية وما يحدث في اليمن والعراق وسورية.
وذكر هورموزلو ان سمو رئيس الوزراء الكويتي سيرافقه وفد اقتصادي كبير ما يعكس الحرص المشترك على تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية، موضحا انه سيعقد على هامش الزيارة المنتدى الاقتصادي التركي ـ الكويتي في مدينة اسطنبول.
وأشاد بموقف الكويت ومبدئها الثابت في دعم الديموقراطية في تركيا ومساندتها للشعب والقيادة ضد محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو 2016، معربا عن شكره وتقديره لسمو الأمير وللشعب الكويتي.
من جهته، أكد رئيس لجنة الصداقة التركية – الكويتية البرلمانية ميكائيل أرسلان أهمية الزيارة الرسمية لسمو الشيخ جابر المبارك ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية الى آفاق ارحب.
وأضاف ان الزيارة إلى تركيا يوم الأربعاء تأتي في إطار مواصلة النهج الذي ميز العلاقات بين البلدين، معربا عن الأمل في ان تثمر الزيارة نتائج تساعد على تعزيز وتطوير العلاقات بما يلبي طموح وتطلعات الطرفين.
وأثنى على جهود الكويت في الأعمال الإنسانية خاصة دعم برامج إيواء اللاجئين السوريين في تركيا وإنشاء قرية «الشيخ صباح الأحمد» لإيواء اللاجئين في مدينة «كليس» جنوب تركيا والتي ضمت 1248 بيتا وقرية «قائد الانسانية» في مدينة «وان» شرقي تركيا لإيواء أسر ضحايا زلزال عام 2011 وضمت 64 وحدة سكنية.
وفي هذا الصدد، قال أرسلان ان الرئيس التركي قلد سمو الأمير وسام الدولة التركية الوسام الأرفع بالجمهورية التركية تقديرا لدور سموه الكبير في الدفع بالعلاقات الثنائية ولاسهاماته الإنسانية البارزة في شتى أنحاء العالم.
وأوضح ان العلاقات بين أنقرة والكويت شهدت تطورا ملحوظا في العديد من المجالات خاصة الاقتصادية، مشيرا الى وجود 280 شركة ممولة برأسمال كويتي تعمل بتركيا في مقابل سبع شركات تركية تنشط بالكويت.
وبين أرسلان ان قيمة حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في العام الماضي 1.287 مليار دولار منها 431 مليون دولار حجم الصادرات التركية الى الكويت فيما سجلت الواردات قيمة 856 مليون دولار.
وأعرب عن أمله في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتبادل الزيارات بين مسؤولي الدولتين لتعزيز التعاون في جميع المجالات وبشكل خاص الاقتصادي والثقافي.
واعتبر أرسلان ان بلاده تعد شريكا استراتيجيا لمجلس التعاون الخليجي وتحظى علاقات أنقرة معها بأولية في سياسة الخارجية التركية، مؤكدا ان ما يعزز من ذلك علاقات التعاون بين الجانبين في المجالات الاقتصادية والسياحية والعسكرية والصناعات الدفاعية.
وبيّن أرسلان ان الكويت تحظى بمكانة مرموقة في منطقة الشرق الأوسط ما يدفع البلدين الى تحمل المسؤولية في حل أزمات المنطقة كما يحظى البلدان بالتأثير والقوة اللازمتين لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
من جهته أكد الباحث في الشؤون الاقليمية بوكالة (اخلاص) التركية للأنباء ابراهيم أباك ان زيارة المبارك تكتسب أهمية كبيرة وتحظى بحفاوة بالغة لدى المسؤولين الاتراك الذين يتطلعون الى توطيد وتطوير العلاقات مع الكويت سياسيا واقتصاديا.
وقال «نحن بحاجة الى وجود مثل هذه الدول الصديقة مع تركيا وفي المنطقة عموما من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والعلاقات القائمة على المصالح المشتركة دون صراعات أو تحريضات والتي بتنا نفتقدها كثيرا خاصة في العقدين الماضيين عندما اصبحت منطقتنا ساحة للصراعات والحروب التي فرقت للأسف بين الأخوة والجيران».
وأضاف أنه بينما ذوبت الأزمات والحروب المشاعر الودية بين كثير من الدول الاقليمية قربت المسافات بين تركيا والكويت لافتا إلى زيارة سمو أمير الكويت الى تركيا في مارس الماضي وزيارتي الرئيس التركي الى الكويت في مايو ويوليو الماضيين.
وأوضح ان «الزيارات الرسمية على أعلى المستويات والتي كان آخرها زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي الشيخ محمد الخالد في أغسطس الماضي «تؤكد التطور الهائل والنقلة النوعية الكبيرة للعلاقات التركية الكويتية في السنوات الأخيرة».
وأضاف أباك ان العلاقات التاريخية والدينية الوثيقة والمميزة بين البلدين انتجت تكاملا فعليا بسبب تطابق وتناغم الرؤية الاستراتيجية مع بعضها البعض لاسيما فيما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة والحرب على «الارهاب».
وعزا نجاح وقوة العلاقات بين تركيا والكويت الى تركيزهما على الملفات التي يتبنيان فيها وجهات رأي واحدة لنزع فتيل الأزمات وأسباب الصراع في الشرق الأوسط.
ولفت أباك الى دور تركيا الكبير في الوساطة على مستوى المنطقة بدءا من ملفات الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى آخر الوساطة التي قامت بها أنقرة بين باكستان وأفغانستان.
ومن هذا المنطلق أوضح أباك ان تركيا تدعم الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية ولم تطرح مبادرة مستقلة بل أيدت وشجعت المبادرة الكويتية مؤكدا ان الجهود التي تبذلها تركيا في اطار حل الأزمة مكملة لجهود سمو أمير الكويت.
وبين انه منذ اللحظة الأولى للأزمة الخليجية دعت أنقرة والكويت الى تعامل مع الأزمة بحكمة وعقلانية وعبر الحوار للوصول الى حل ديبلوماسي، مشيرا الى الاتصالات المتبادلة الدائمة بين البلدين من أجل حل هذه الأزمة والحفاظ على وحدة المنظومة الخليجية التي لها ثقل سياسي واقتصادي كبير.
وقال أباك ان تركيا والكويت ترتبطان بعلاقات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وعسكرية وأمنية متكاملة وقوية وصلت بفضل الجهود التي تبذلها القيادتان إلى أعلى المستويات.

شاهد أيضاً

«الدستورية» ترفض جميع الطعون على تعديلات قانون غرفة التجارة

رفضت المحكمة الدستورية قبل قليل الطعون على دستورية تعديلات قانون غرفة التجارة والصناعة. وشهدت جلسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض