قبل 10 سنوات على أقصى تقدير كانت المناصب القيادية في الدولة تكاد تكون حصرية على الاعمار الكبيرة او بالأحرى للذين تعدوا الـ ٥٥ عاما وهذا لم ينطبق على خبرات تحتم ان يتوافر عامل السن مثل عالم السياسة الخارجية الذي يحتاج الى حنكة سياسية باعتبار ان تراكم الخبرات من الأمور المهمة للغاية في وضع دولي وإقليمي معقد.
قبل سنوات قليلة حدث ما يمكن ان نطلق عليه انقلابا على أعراف عفا عليها الزمن، الانقلاب الذي حدث ومع كل فخر كان انقلابا شبابيا ابيض ناتجا عن قناعة وطنية بأن الشباب آن الأوان لهم ان يحصلوا على حقهم في الريادة والقيادة وكانت بوادر هذا الانقلاب في اختيار عدد لا بأس به من الشباب في مجلس الأمة خلال انتخابات ٢٠١٣ و٢٠١٦ ولم يقتصر الاقتناع الشعبي العارم بأهمية وجود قيادات شابة عند حدود اختيار نواب بل تبلورت هذه القناعة في اختيار رئيس مجلس الأمة من شريحة عمرية تلامس عمر الشباب الأخ مزروق الغانم لرئاسة المجلس، وشخصيا اعتقد ان اختيار الاخ مرزوق كنائب ومن ثم رئيسا للمجلس كان خطوة فارقة في العمل السياسي ومن ثم حدث انقلاب داخلي من قبل الحكومة وكما قال الشاعر ابو القاسم الشابي:
(إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد ان يستجيب القدر)
فتوسعت الحكومة في الاستعانة بالشباب فجاء وزراء من الشباب واثبتت بعض هذه الكفاءات الشابة كفاءة يحسدون عليها.
نعم نلمس خطوات جادة في منح الشاب فرصته في تبوء كل المناصب وان كان هناك البعض منها يحتاج الى خبرات متراكمة، عدوى تولي الشباب وان صحت تسميتها هكذا انتقلت سريعا الى كل البلدان العربية والأوروبية وها نحن نرى الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء كندا وايضا في الدول الشقيقة.
وأخيرا جاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ذو الـ ٣١ عاما وليا للعهد ونتمنى له كل التوفيق والسداد في قيادة الشقيقة المملكة العربية السعودية نحو مستقبل مشرق للمنطقة بإذن الله.
اللهم احفظ خليجنا وشعبنا من كل مكروه.
محمد خالد الياسين
@mkmalyaseen
Alyaseen86@hotmail.com