752529-1

قالت صحيفة فاينانشال تايمز ان شركة أمازون المعروفة للبيع على الإنترنت تخطط لتوسيع نطاق القروض التي تقدمها للشركات الصغيرة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان، فيما يبدو في نظر المراقبين تحديا مباشرا للبنوك الكبرى التي ظلت تسيطر على سوق الاقراض بصورة تاريخية.
وكانت الشركة التي تتخذ من سياتل مقرا لها قد أطلقت وحدة خاصة اسمتها «أمازون للاقراض» قبل ست سنوات في أجواء كانت تفتقر الى الحماس والتشجيع، حيث أعلنت عن تقديم قروض فورية لبائعين محددين لمدد تصل إلى 12 شهرا وبمعدلات فائدة سنوية تتراوح بين 6% و17%.
وقالت الصحيفة ان إجمالي القروض التي قدمتها أمازون منذ إطلاق هذه الخدمة يبلغ 3 مليارات دولار، بينما بلغت قيمة القروض الممنوحة العام الماضي فقط مليار دولار.
وتتوقع ان توسع دائرة الإقراض لتشمل اكثر من مليوني شركة ونشاط تجاري من عملائها في السوق. ويساهم هؤلاء البائعون المستقلون – الذين يدفعون رسوما للشركة مقابل قيامها نيابة عنهم بأعمال تخزين وتغليف وشحن السلع الى عملائهم ـ بحوالي نصف إجمالي وحدات البيع التابعة لأمازون على مستوى العالم.
وأشارت الصحيفة الى ان أمازون توفر الأموال التي تقرضها من ميزانيتها الخاصة في غضون 24 ساعة، ثم تقتطع دفعات سداد القرض مرة كل أسبوعين تلقائيا من حساب البائع لديها.
أما إذا جفت موارد الحساب لأي عميل، أو إذا تراجع حجم مبيعاته بصورة مفاجئة، فإن الشركة تجمد أي بضائع عائدة له في مستودعاتها حتى يقوم البائع بالسداد.
ونسبت الصحيفة الى جوردان مالك وهو ناشر في لاس فيغاس قوله ان الشركة تدير نظاما ذكيا للغاية ولديها القدرة على تحديد وتوقع التدفقات النقدية لأي بائع من عملائها.
وقالت ان توجهها نحو الإقراض دليل على طموح أمازون التي كسر سعر سهمها المدرج في بورصة نيويورك حاجز 1000 دولار للمرة الأولى في الأسبوع الماضي، بعد 20 عاما من الطرح الأولي العام الذي بيع فيه السهم بسعر 18 دولارا.
ويشكل هذا التحرك أيضا علامة على انتقال واسع للسلطة بعيدا عن البنوك الكبيرة التي تصر على تواجد العميل في مكاتبها، والتي تخلت عن إقراض الشركات الصغيرة في ظل قواعد أشد صرامة في فترة ما بعد أزمة رؤوس الأموال، ناهيك عن جهود من منافسين جدد على الإنترنت مثل شركة أونديك اند كاباج، التي أنفقت أموالا طائلة من اجل كشف النقاب عن الجدارة الائتمانية للمقترضين.
أما الشركة فقالت من جانبها على لسان نائب رئيس وحدة الأسواق لديها بيوش نهار ان معظم البائعين يستخدمون حصيلة القرض لشراء المزيد من الأسهم في الشركة والتفاوض على تخفيضات كبيرة مع الموردين.
وقال ان الخسائر حتى الآن كانت «صغيرة جدا»، دون ان تقدم تفاصيل.
وأضاف أن أمازون يمكن أن تقدم المزيد من الخدمات الأكثر تماثلا مع الخدمات المصرفية في المستقبل. «وقد بدأنا هذا التوجه عندما علمنا أن رأس المال كان عقبة كأداء أمام البائعين، ونرى من واجبنا البحث في الصعوبات التي يواجهونها».


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *