علي الفضالة : شعوب الخليج العربي متعطشة لتضميد الجراح

تُسْتَكْشَفُ معادن الشعوب في وقت الأزمات ..

وتظهر ملامح الترابط والأخوة في أوقات المحن ..

فنحن لا ننكر أننا نعيش ظروفا سياسية متذبذبة وصعبة في المنطقة بسبب ما تم رصده من أنباء حول قيام دولة قطر بارتكاب مخالفات جسيمة أو تدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة ..

مما حدى ببعض قادة هذه الدول لقطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية بينها وبين دولة قطر بالاضافة إلى فرض الحظر الجوي والبحري والبري عليها ..

وهذه قرارات سياسية لا خلاف عليها ..

فمن مصلحة الدول الحفاظ على استقرارها وأمنها الداخلي بما تراه مناسبا لها ..

ولكن هذا لا يعني قطع العلاقات الأخوية وتمزيق أواصر الدم والقرابة والمصاهرة بين أبناء دول الخليج العربي ..

لأنهم سيبقون دائما وأبداً كأصابع اليد .. فإن كانت هناك مسافات بينها .. لكن تجمعهم يد واحدة لا يمكن أن تؤثر بهم نائبة تدعو إلى تفرقهم ..

وخصوصا في الوقت الذي نرى فيه توجه إعلامي بغيض وتصاريح مختلفة ورسائل في مواقع التواصل الاجتماعي تحاول أن تؤجج نار الحقد بين أبناء الخليج العربي ..

إلا أنه في المقابل نجد أن الغالبية من أبناء الخليج رفضوا الانجراف وراء كل ذلك ..

لأنهم على دراية وعلم بأن إذا ما اشتدت الأزمات فإنها ستفرج بإذن الله ..

فهذا ما نأمل أن يحققه حكامنا في دول الخليج العربي ..

بأن يعملوا على أن تنقشع هذه الغمامة السوداء عن سمائنا ..

فشعوب الخليج العربي متعطشة لتضميد الجراح قبل أن تتفاقم ..

ولتوحيد الصفوف قبل أن تتفرق وتتشتت ..

فبعدها !!

قد يصعب تجبيرها وردم الصدع بها ..

إذا ما أخذت الأزمة منعطفا وسياقا آخرا يجعل حل الخلاف مستحيلا أو غير ممكن أو بعيد المدى !!

وهذا ما جعل والدنا الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ( قائد الإنسانية ) أن يبادر بحكمته المعهودة وبرزانته السياسية المشهود لها بين دول العالم قاطبة ودون كلل وبأسرع وقت للصلح بين دول الخليج العربي ..

جاعلا مصلحة شعوب المنطقة نصب عينيه ..

لأنه على يقين بأن تدمير الشعوب هو تدمير للوطن ..

ودول الخليج جميعها بالنسبة لنا وطن واحد يجمعا ..

فكل مانتمناه أن تنجح مبادرات سموه ونطوي صفحة هذه الأزمة نهائيا ..

وإلا سنخسر أنفسها كشعوب ..

قبل أن نخسر ما بيننا من حدود وعلاقات سياسية !!

علي الفضالة

@fadalh