محمد امين*
هناك سؤال أساسي بشأن الوضع الاقتصادي الايراني: لماذا وضع اقتصاد البلد متأزم وحتى في بعض المجالات أصبح أسوأ رغم أكثر من عام على الغاء العقوبات الدولية؟
ويوضح محللو الشؤون الايرانية ردا على هذا السؤال أن هناك عوامل متعددة دخيلة فيها بدءا من اهتراء البنى التحتية والى الفساد المتفشي وعدم الاستقرار السياسي والمخاطر العديدة المترتبة على الاستثمار وعدم ثبات القوانين و…
وبين العوامل، لا شك أن أحدها هو تمويل الميليشيات الارهابية في الشرق الأوسط التي يتم تأمينه من عوائد ايران.
الرواتب الشهرية لأفراد هذه المجموعات وأسلحتهم ومعداتهم ونفقات نشاطاتهم يتم دفعها سرا من قبل ايران.
في الميزانية المقدمه للعام الايراني الجديد (1396) (مارس2017-مارس 2018) تم تخصيص أكثر من 85899 مليار تومان (يعاد 24.5 مليار دولار) للشؤون العسكرية والأمنية. أي 23 بالمئة من الميزانية العامة للبلاد.
ولكن أرقام هذه الميزانية لم تذكر بالاسم للميلشيات ويأتي تمويل هذه المجموعات عادة تحت عنوان «أعمال خيرية» أو «شؤون ثقافية اسلامية» آو عناوين أخرى.
ويتم دفع قسم كبير من تمويل هذه المجموعات عبر عوائد شركات Setad Ejraiye Farman-e Hazrat-e Emam(EIKO) وتعاونية الحرس Imam Khomeini Relief Foundation(IKRF) و تعاونية التعبئة (البسيج) وقسم من الميزانية الحكومية. فهذه المؤسسات تستحوذ على أكثر من نصف الانتاج الاجمالي الداخلي الايراني ولكن حجم العوائد وحالات النفقات سرية.
ولو أنه لم تنشر معلومات رسميا عن نفقات الميليشيات، الا أن قائمة هذه المجموعات تدل بشكل واضح عن النفقات الباهظة التي تكلف الاقتصاد الايراني:
العراق:
– منظمة بدر
– حركة النجباء
– عصائب أهل الحق
– كتائب حزب الله
– كتائب الامام علي
– سرايا الخراساني
– كتائب سيد الشهداء
– لواء ابو الفضل
– حركة الابدال
وعدد من المجموعات الصغيرة الأخرى…
عدد الميليشيات الشيعة التابعة لايران في العراق يصل الى العشرات. يكاد يكون كلها أعضاء في الحشد الشعبي.
اليمن:
أنصار الله (الحوثي)
تأسست هذه المجموعة في عام 1997 بأمر من الحكومة الايرانية لتكون نسخة من حزب الله اللبناني
لبنان:
حزب الله
البحرين:
تيار العمل الاسلامي
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير المكون من عدة مجموعات
الخليج:
حزب الله الخليجي
عميد الحرس الثوري محمد مصطفى نجار (وزير الدفاع ووزير الداخلية في أعوام 2005-2013) أسس هذه المجموعة في عام 1984 وكانت نشاطاتها تخص دول جنوب ايران في الخليج.
فلسطين:
حركة الجهاد الاسلامي
حركة الصابرين المكونة من الشيعة الفلسطينيين حيث تم تأسيسها في ابريل 2014 بشعار مستنسخ من الحرس الثوري الايراني
مصر:
«الحرس الثوري الاسلامي المصري» تم تأسيسه في ديسمبر 2012. وقال أمين عام هذه الحركة محمد الحضري: «اذا كان من المقرر أن نحصل على تمويل وتسليح سنفعل ما فعله حسن نصر الله في لبنان»
الكويت:
حزب الله الكويتي
أفغانستان:
لواء فاطميون
هذه المجموعة أهم مصدر لتأمين المجندين الأفغان المطلوب للحرس الثوري للحرب في سوريا
باكستان:
لواء زينبيون
هذه المجموعة اضافة الى النشاطات التطرفية في باكستان ترسل بعض أفرادها الى سوريا لمساعدة العمليات الحربية للحرس الثوري الايراني
تقدير النفقات
لا تصدر ايران متعمدة تقريرا عن حجم النفقات التي تكلفها هذه المجموعات أعلاه وتثقل كاهل الاقتصاد الايراني. ان التقديرات الغربية تعكس جزءا قليلا من التمويل. وعلى سبيل المثال قدّر مركز خدمات الأبحاث في الكونغرس في تموز 2015 حجم تمويل هذه المجموعات اضافة الى مساعدات ايران الى النظام الأسدي 16-3.6 مليار دولار. من هذا المبلغ ما يتعلق بالميليشيات 300 مليون دولار فقط.[1] بينما هذه المجموعات تخوض عدة معارك واسعة نيابة عن ايران ولا يمكن أن تكون نفقاتها هذا الحجم.
ويمكن النماذج التالية تساعد في تقدير أقرب الى الواقع:
أ- بشأن العراق، تدفع الحكومة الايرانية رواتب شهرية لأعضاء الميليشيات. وكشفت عن هذه الحقيقة المعارضة الايرانية (المجلس الوطني للمقاومة الايرانية) قبل عقد من الزمن. فهذه الحركة نشرت قائمة تتضمن أسماء 31690 من العملاء العراقيين للحرس الثوري حيث يتقاضون كلهم رواتب من ايران.
https://www.youtube.com/watch?v=LGSm5NWVR54
http://www.washingtonpost.com/wp- dyn/content/article/2007/01/26/AR2007012601951.html
ب ـ أفادت وكالة الصحافة الفرنسية: «ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمول وتسلح أكثر من 80 ألف من عناصر الحشد الشعبي في العراق » (AFP,29-10-2016)
ج ـ يتم تمويل الميليشيات التابعة للحرس الثوري الايراني في العراق أيضا تحت غطاء المساعدات التقنية والعمرانية أو الخيرية في العراق. وقال الجنرال رستم قاسمي الرئيس السابق لمقر خاتم الانبياء للحرس الثوري في عام 2014: «قدمت ايران لحد الآن 5 مليار دولار للخدمات التقنية والهندسية للعراق»[2]
مؤسسات مثل «اللجنة العليا العراقية الايرانية المشتركة» و «اللجنة العراقية الايرانية المشتركه للتعاون التجاري والاقتصادي» حيث تأسست في عام 2005 وتقوم بتمويل هذه المجموعات من قبل ايران.
د – بشأن اليمن فان حدة وتوسع الحرب الدائرة هناك قد زاد من نفقاتها بشكل كبير. فان ايران تؤمن التمويل والتسليح لحركة أنصار الله. وتحظى الوحدة الصاروخية لأنصار الله بصواريخ بالستية وطائرات دون طيار قادرة على حمل السلاح حيث قدمها النظام الايراني للحوثي.
في الشهر الماضي احتجت دولة الامارات العربية المتحدة رسميا على ايران لتزويدها الحوثيين بطائرات دون طيار قادرة على حمل السلاح.[3]
هـ ـ في 27 اکتوبر 2016 قال رئيس القيادة المركزية للقوة البحرية الأمريكية للصحفيين: خلال 18 شهرا تم ضبط 4 سفن ايرانية تحمل أسلحة الى اليمن.[4]
تقرير فريق الخبراء الخاص بلجنة العقوبات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2014 بخصوص رصد خمس شحنات أسلحة تم القبض عليها من قبل البحرية الاسترالية والفرنسية والأميركية العاملة في المنطقة. كما تشير بعض التقارير الى أن البحرية السعودية قامت بايقاف سفينتين تحمل أسلحة ايرانية الصنع.[5]
و ـ حزب الله اللبناني يستلم جميع تمويلها وتسليحها من ايران حسب تصريح نصر الله.[6]
وقال نصر الله في خطاب عام في عام 2012: «الحكومة الاسلامية في ايران قد جعلتنا غنية عن أي تمويل من العالم حلالا كان أم حراما فنحن لا نحتاج لذلك ».[7] وبعد ذلك قال خامنئي الولي الفقيه للحكومة الايرانية: «للثورة الاسلامية مساعدة المجاهدين من أهل السنة في منظمتي حماس والجهاد الاسلامي وجهاد المجاهدين الشيعة في حزب الله هي واجب شرعي وتشعر »[8].
ز ـ صحيفة فيغارو الفرنسية العدد 8 اكتوبر2013 نقلت عن مصادر لبنانية تقديرها أن ايران قد مولت حزب الله 30 مليار دولار خلال السنوات الثلاثين الماضية.[9]
تفاصيل تقارير مختلفة :
التقدير
المجموعات
$1.5 -$3 billion per year
عشرات الميليشيات الشيعية في العراق
$1.5 -$2.5 billion per year
انصارالله في الیمن
$1 -$1.5 billion per year
حزبالله اللبناني
$150 million per year
فاطمیون في افغانستان
$100 million per year
زینبیون في باكستان
$300 -$500 million per year
ميليشيات دول الخليج
$100 -$300 million per year
ميليشيات الحرس الثوري في سائر الدول
$4.65 -$7.8 billion per year
المجموع
ان عفريت ولاية الفقيه يستمد حياته من استمرار التوسعية في الشرق الأوسط. وموته يأتي عندما ينحصر في داخل الحدود الايرانية. الشرق الأوسط لن يرى الاستقرار وأن دومينو دول المنطقة لن يتوقف عند أراضي بلا حكومة الا وأن تصنف الدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة الحرس الثوري في قائمة المجموعات الارهابية وأن تطرده من دول المنطقة. وهذا الهدف في متناول اليد متى ما تتركز الدول العربية والمسلمة عليه.
*محمد امین، محلل الشؤون الايرانية وباحث في مؤسسة دراسات الشرق الأوسط – باريس
تویتر: Mohammad
Amine@EconomieIran