دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف صلاح البدير، أهل الكويت الى الحذر من كل صوت يدعو إلى الفتنة وشق العصا وإشاعة الفوضى وإثارة الدهماء وإلهاب مشاعر الغوغاء والسفهاء.
وقال امام وخطيب مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم خلال خطبة الجمعة بمسجد الدولة الكبير امس وسط حضور آلاف المصلين «احمدوا الله يا عباد الله على نعمة الدولة والوحدة والجماعة والأمن والاستقرار، فوطنكم أمانة في أعناقكم فإياكم وكلمة التحريض والتخوين والازدراء وأساليب الإثارة والتهييج التي تعمق الفرقة، وتبدد الشمل، وتفرق الجمع، وتمزق الألفة، وتباعد بين القلوب، ولا تحقق مصلحة ولا إصلاحا».
ووجه البدير الشكر للكويت اميرا وحكومة وشعبا على رعاية أهل القرآن من خلال جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد والتي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حيث قال: «وتأتي جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته التي تحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أنموذجا يحتذى في تبجيل أهل القرآن وحفظته وتكريم مشايخ الإقراء وأساتذة الأداء والأفراد والجهات الحكومية والخيرية التي لها جهود في خدمة القرآن الكريم.
فشكر الله للكويت قيادة وشعبا هذا الاحتفاء والتكريم وهذه الجائزة الخيرة المباركة وليس ذلك بغريب على الكويت وأهلها الكرام الأجواد الذين امتدت يد الخير منهم إلى كل منكوب، وسرت يد العطاء منهم إلى كل مكروب، فاحمدوا الله يا عباد الله على نعمة الدولة والوحدة والجماعة والأمن والاستقرار».
وخاطب البدير شباب الإسلام بالقول: «يا شباب الإسلام! انظروا أنفسكم فلا تهلكوها، ودماء المسلمين فلا تسفكوها، والفتنة فلا تبعثوها، والبيعة فلا تنكثوها، والجماعة فلا تفرقوها، وبلادكم فلا تحاربوها… فكم من نفس ندية، وروح زكية، وقعت بحسن نية أسيرة لتنظيمات سرية، وجماعات إرهابية، وتكفيرية وعاشت معها في بلية، ثم صارت لها ضحية!».
وشدد على القول «ومن رام الخروج عن سلطان الدولة وظلها، ونظامها ودائرتها إلى الافتئات عليها فقد رام سخفا ووهما، وأصاب حدا وجرما.. وفيما يلي نص الخطبة: الحمد لله أسبغ علينا نعمه وأفاض، وأبدع الكون سماء وأرضا ورياضا وفياضا، وجنات ونباتا وغياضا، وجبالا وبحارا وأنهارا وحياضا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد أناب إلى ربه وآضا».
وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله ما قال باطلا يوما ولا خاضا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاما دائمين ممتدين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد، فيا أيها المسلمون: اتقوا الله، فإن تقواه أفضل مكتسب، وطاعته أعلى نسب، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
أيها المسلمون: خلق الله الكون العظيم أسافله وأعاليه بقدرته، هو بارئه وموجده ومبدعه ومنشئه، والمتصرف فيه بأمره وقهره، وعزته وعلمه، وبيده أزِمَّةُ الأمور نقضا وإبراما، بلا مدافعة ولا ممانعة.
مالك الدار وساكنيها، وواهب الحياة ومسديها.. فاعتبروا بمخلوقات الله الدالة على ذاته وصفاته، وشرعه وقدره وآياته، وانظروا ماذا في السماوات والأرض، تفكروا في خلقهن وعظمتهن وما فيهن وما بينهن.
وتأملوا الأرض وجبالها.. وبحارها وقفارها.. ووهادها ومهادها.. وعمرانها وسكانها. تأملوا السماوات وارتفاعها واتساعها.. وكواكبها وأفلاكها.. ونجومها وغيومها.. وشهبها وسحبها.
وهو المستحق منهم أن يوحدوه، ولا يشركوا به شيئا من المخلوقات، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك» (متفق عليه).
وعن أبي تميمة عن رجل من قومه: أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال: أنت رسول الله؟ فقال: «نعم»، قال: فإلام تدعو؟ قال: «أدعو إلى الله وحده، من إذا كان بك ضر فدعوته كشفه عنك، ومن إذا أصابك عام سنة فدعوته أنبت لك، ومن إذا كنت في أرض قفر فأضللت فدعوته رد عليك»، فأسلم الرجل، أخرجه أحمد وأبوداود.
ومن التفت إلى غير خالقه ومولاه لكشف ضره وبلواه، فقد خسر أخراه ودام شقاه، ومن لاذ بالقبور يدعو أصحابها، وعاذ بالأضرحة يطرق أبوابها، ويرجو حجابها، فقد لجأ إلى التراب، ولاذ بالسراب.
جائزة الكويت الدولية
وتأتي جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته التي تحظى برعاية كريمة من أمير البلاد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أنموذجا يحتذى في تبجيل أهل القرآن وحفظته وتكريم مشايخ الإقراء وأساتذة الأداء والأفراد والجهات الحكومية والخيرية التي لها جهود في خدمة القرآن الكريم.
فشكر الله للكويت قيادة وشعبا هذا الاحتفاء والتكريم وهذه الجائزة الخيرة المباركة وليس ذلك بغريب على الكويت وأهلها الكرام الأجواد الذين امتدت يد الخير منهم إلى كل منكوب، وسرت يد العطاء منهم إلى كل مكروب.
الأمن والاستقرار
فاحمدوا الله يا عباد الله على نعمة الدولة والوحدة والجماعة والأمن والاستقرار، وحاذروا كل صوت يدعو إلى الفتنة وشق العصا وإشاعة الفوضى وإثارة الدهماء وإلهاب مشاعر الغوغاء والسفهاء فوطنكم أمانة في أعناقكم فإياكم وكلمة التحريض والتخوين والازدراء وأساليب الإثارة والتهييج التي تعمق الفرقة، وتبدد الشمل، وتفرق الجمع، وتمزق الألفة، وتباعد بين القلوب، ولا تحقق مصلحة ولا إصلاحا.
يا شباب الإسلام! انظروا أنفسكم فلا تهلكوها، ودماء المسلمين فلا تسفكوها، والفتنة فلا تبعثوها، والبيعة فلا تنكثوها، والجماعة فلا تفرقوها، وبلادكم فلا تحاربوها.
يا من يسير في فلاة غطشاء، بعين عمشاء.. يا من يقطع أرضا يهماء، بلا زاد ولا ماء.. أقصر وأبصر، وانظر واعتبر. فكم من نفس ندية، وروح زكية، وقعت بحسن نية أسيرة لتنظيمات سرية، وجماعات إرهابية، وتكفيرية وعاشت معها في بلية، ثم صارت لها ضحية!.
ومن رام الخروج عن سلطان الدولة وظلها، ونظامها ودائرتها إلى الافتئات عليها فقد رام سخفا ووهما، وأصاب حدا وجرما.
ايها الآباء والأولياء! خذوا العبرة والعظة، وكونوا الرعاة الحفظة، وأديموا الحذر واليقظة، وحاذروا المتسلل الخطاف، الذي حام حول بيوتكم وطاف.
حاذروا الخداع المكار الذي يصنع الأوكار، ويسمم الأفكار، ويغرر الصغار، ويخطف الأغرار. ومتى أيفع الغلام، وشارف الاحتلام، وجب إعطاؤه مزيدا من الرعاية والاهتمام.