قال باحثون بريطانيون، إنهم طوروا تقنية جديدة لفحص الرئة، تعتمد على منظار مكون من أنبوب ألياف بصرية، يغوص في الرئة لاستكشاف العدوى البكتيرية واتخاذ قرار بعدم الحاجة لاستخدام مضادات حيوية.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، اليوم الجمعة، أن “التقنية الجديدة طورها علماء من جامعات أدنبره وهيريوت-وات وباث البريطانية، لتشخيص الالتهابات البكتيرية، هدفها وقف منح المرضى المضادات الحيوية غير الضرورية في وحدات الرعاية المركزة”.
وأضافت أن “المنظار المجهز بالألياف البصرية، يمكنه استكشاف الرئة خلال 60 ثانية، وتحديد حالة المريض ومدى حاجته إلى الأدوية”.
ويأمل الباحثون أن يساهم المشروع الذي يطلق عليه “بروتيوس” في مواجهة ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
وعن آلية عمل مشروع “بروتيوس”، أوضح الباحثون أنه يستخدم موادًا كيميائية تضيء عندما تعلق على أنواع محددة من العدوى البكتيرية، ليتولى المنظار اكتشافها بعد ذلك، وهو دقيق ليتمكن من الغوص في أعماق الرئة.
ويأمل فريق البحث، إحداث ثورة في طريقة تقييم ومعالجة المرضى المصابين بأمراض خطيرة وغيرهم ممن يعانون من أمراض الرئة طويلة الأجل.ويعتمد الأطباء حاليًا على الأشعة السينية واختبارات الدم لتشخيص الأمراض، وهي وسائل ربما تكون بطيئة وغير دقيقة، وغالبا ما يعالج المرضى بالمضادات الحيوية كإجراء احترازي، ما يعرضهم لآثار جانبية محتملة.
وقال الدكتور كيف داليوال، الذي يقود المشروع في جامعة أدنبره: “نحن بحاجة إلى فهم المرض بشكل أفضل داخل المريض حتى نتمكن من اتخاذ قرارات أفضل وتقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب”.
وأوضح أن “تنامي مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تمثل التحدي الأكبر في الطب، وسوف يساهم دعم المشروع في تسريع تطوير تكنولوجيا بروتيوس، لتكون جاهزة للاستخدام السريري بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع”.وكانت منظمة الصحة العالمية حذّرت من أن البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية، التي يمكن فيها أن تؤدي الأمراض المعدية الشائعة والإصابات البسيطة مجدداً إلى الوفاة.
وذكرت أن سبب ذلك راجع إلى أن المضادات الحيوية ستصبح أقل فاعلية في قتل العدوى البكتيرية، فيما يعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية، وذلك بسبب زيادة جرعات استخدام المضادات الحيوية أو انخفاضها أو سوء استخدامها.