أثار تناول امرأة عراقية مريضة بسرطان عنق الرحم ثعبانا كل شهر، من أجل تخفيف آلامها، الجدل بشأن فعالية تناول الحية وغيرها مما يوصف بالطب البديل في مساعدة مرضى السرطان، في ظل عجز الكثيرين عن تكلفة العلاج.
إلا أن الأمر لم يتوقف عند تناول لحم الحيات فقط، لكنه تخطى إلى أكل النحل والعقارب أيضا، فسم الثعابين والعقارب والنحل قد يكون له أثرا في وقف نمو الخلايا السرطانية.
وينظر إلى هذه الادعاءات باعتبارها درب من الخيال، اعتاد عليها مروجو الطب البديل، دون أي سند علمي.
لكن العالم في جامعة إلينوي الأميركية، ديبانجان بان، وفريقه وجدوا، في عام 2014، وسيلة مماثلة لوقف نمو الخلايا السرطانية، وفقا لورقة قدمت في مؤتمر الجمعية الكيميائية الأميركية.
وحقق اكتشاف بان وفريقه نجاحا في وقف نمو خلايا سرطان الثدي في الفحوص المخبرية. واستخدم الباحثون تقنية النانو لتقديم توليفا مماثلا للسم الموجود في النحل والثعابين والعقارب.
ويشير التاريخ القديم وما بعده إلى أن الأطباء استخدموا السم للعلاج لسنوات. ففي القرن الـ 14 قبل الميلاد، وصف الكاتب اليوناني بليني الأكبر استخدام سم النحل كعلاج للصلع.
كما استخدم الأطباء لدغات النحل لعلاج الإمبراطور الروماني شارلمان في الفترة من (742 -814).
وقد استخدم الطب الصيني التقليدي سم الضفدع لمحاربة سرطانات الكبد والرئة والقولون والبنكرياس. وقد استخدم أطباء بديلون في كوبا سم العقرب لمحاربة أورام الدماغ.
وتكمن مشكلة حقن شخص بالسم في الآثار الجانبية الضارة. فلدغات النحل، على سبيل المثال، تؤذي الخلايا العصبية السليمة، وتجعل الجلد ملتهبا، وتسبب تجلطا في الدم، وتلف عضلة القلب، بسبب سم ميليتين الرئيسي في النحل.
وتسبب الخصائص الموجود في السم والتي تدمر الخلايا السرطانية، نفس التأثير على الخلايا السليمة، الأمر الذي يتشابه مع العلاج الكيميائي لعلاج السرطان الذي يسبب تلفا للخلايا، وله آثار جانبية المؤلمة.
ولكن بان وفريقه طورا تقنية لفصل ما ينتجه السم من مواد ضارة ونافعة، بحيث يمكن استخدام المواد البروتينية النافعة لوقف نمو الخلايا السرطانية. وقد وجد الباحثون طريقة لتجميع هذه الخلايا المفيدة.
وحسب بان يتم “تمويه السم كله كجزء من الجسيمات متناهية الصغر”، ليتجاوز الخلايا السليمة وينجذب فقط إلى الخلايا السرطانية.
وبعبارة أخرى، يتم إعادة تعبئة السم بإحكام في شكل جسيمات متناهية الصغر لا تسبب مشاكل أخرى.
ويمكن لهذه الجسيمات النانوية التي تم توليفها بالسم أن تبطئ أو توقف نمو الخلايا السرطانية، ويمكن أن توقف في النهاية انتشار السرطان.
يبدو أن الجسيمات في سم النحل توقف، على وجه التحديد، الخلايا الجذعية السرطانية.
وقال بان: “هذا هو ما نهتم به تلك الخلايا المسؤولة عن التفشي، والمسؤولة أيضا عن نمو الخلايا السرطانية. إذا كنا نستطيع استهداف أفضل، باستخدام هذه التقنية، من المحتمل أن يكون لدينا علاج أفضل للسرطان”.
ومنذ 2014 قال باحثون إنه سيختبرون ما توصل إليه بان وفريقه على خلايا سرطانية في الفئران والخنازير، إلا أنه وحتى الآن لم يظهر إلى السطح نتيجة فاصلة بشأن استخدام هذه السموم.