بورسعيد.. يوم خامس من الاشتباكات


 

تجدد الاشتباكات الخميس بين محتجين وقوات الأمن في مدينة بورسعيد (شمال شرقي مصر) لليوم الخامس على التوالي، حسب مراسل “سكاي نيوز عربية” هناك.

وتبادل الجنود مع المتظاهرين إلقاء الحجارة بعد أن عاد الأخيرون إلى محيط مديرية الأمن، رغبة في الإفراج عن زملاء لهم اعتقلوا الأربعاء أثناء الاشتباكات.

وقال مراسلنا إن قوات الجيش التي حاولت منذ يومين التدخل لإنهاء الأزمة تراجعت عن محيط الاشتباكات، ليتبقى فقط المحتجون وقوات الأمن في المنطقة، مشيرا إلى أن باقي شوارع المدينة “هادئة”.

ولا تعبر الاشتباكات – التي باتت اعتيادية – عن تطور ملحوظ في المشهد، في المدينة المعارضة لحكم الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.

وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات العنيفة في مصر خلال الأيام الأخيرة والتي شملت مدن بورسعيد، والمحلة والمنصورة (شمال) مع تواتر أنباء عن عصيان في صفوف الأمن المركزي.

وفيما يبدو أنه محاولة لتفادي مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، قررت السلطات المصرية منع عائلات ضحايا أحداث مباراة مدينة بورسعيد من حضور جلسة المحكمة يوم 9 مارس والتي من المتوقع أن يصدر خلالها الحكم النهائي الخاص بهذه الأحداث التي جرت في فبراير 2011 وراح ضحيتها 72 مواطنا.

وقال مصدر قضائي إن حضور الجلسة سيكون مقصورا على المحامين ومراسلي بعض الصحف وبشرط الحصول على تصريح مسبق، وذلك بسبب “مقتضيات الأمن”، حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط  المصرية.

كما تم منح حق بث وقائع الجلسة مباشرة حصريا للتلفزيون المصري.

وتسود مدينة بورسعيد ومدن القناة الأخرى موجة من الغضب والاضطرابات العنيفة منذ أن أصدرت المحكمة في 26 يناير حكما بالإعدام ضد 21 متهما في القضية.

ودخلت المدينة في عصيان مدني منذ نحو أسبوعين.

اعتصام “شرطي”

وفي تطور جديد لموجة الاحتجاجات التي انتقلت إلي قطاعات الشرطة‏، انضم أمناء وأفراد المباحث الجنائية وإدارة المرور إلي الاعتصام المفتوح لضباط وجنود قوات الأمن المركزي بالمنصورة‏ والذي دخل يومه الثالث، حسب ما أعلنته جريدة الأهرام المصرية.

وافترش الجنود الأرض أمام البوابة الرئيسية لمعسكراتهم احتجاجا علي قيام الداخلية بتقديمهم “كبش فداء” لتهدئة الرأي العام، على حد قولهم، وطالبوا بإقالة وزير الداخلية محمد إبراهيم متهمين إياه بوضعهم “في مواجهة مع الشعب”.

وعقب تجديد حبس سائق مدرعة كانت قد دهست أحد المتظاهرين، انتاب أفراد الأمن المركزي حالة من الغضب وقاموا بإحراق مكاتب بعض القيادات بمعسكر عبدالسلام عارف وإشعال النيران بالسجن العسكري.

وأصيب 6 من جنود الأمن المركزي بمعسكر المجزر بالمنصورة باختناقات أثناء محاولاتهم إطفاء النيران التي أشعلها زملاؤهم الغاضبون بالسجن العسكري وتم نقلهم إلى المستشفى للعلاج.

وامتد إضراب الأمن المركزي إلي ضباط وجنود القطاع بمدينة الإسماعيلية, الذين أعلنوا الاعتصام لحين استقالة وزير الداخلية.

وبعد ليلة ساخنة من المواجهات العنيفة بين الأمن والمتظاهرين بمحيط ميدان التحرير، أكد اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة القبض علي23 من مثيري الشغب وبحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء وزجاجات مولوتوف.

وأشار إلي ارتفاع أعداد المصابين من رجال الشرطة خلال مواجهات التحرير الأخيرة إلي 11 شرطيا منهم 5 ضباط و6 مجندين.

وأشعل مئات من شباب ألتراس الأهلي النيران في سيارة شرطة الأربعاء بعد أن حاصروا مديرية أمن الجيزة لمدة ساعتين وقاموا بإشعال الألعاب النارية.

من ناحية أخرى، قرر وزير الداخلية محمد إبراهيم تعيين سيد جاد الحق مديرا لأمن بورسعيد بدلا من محسن راضي الذي تم نقله لمنصب إداري في مصلحة السجون.

وفي مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، أصيب 4 متظاهرين، مساء الأربعاء، بطلقات خرطوش في الاشتباكات الدائرة بين قوات الأمن والمتظاهرين احتجاجا على مقتل 4 أفراد من أسرة واحدة في مطاردة أمنية بين الشرطة ومسجل خطر.

وتمكنت قوات الأمن بالمدينة من إحباط محاولة لاقتحام قسمين للشرطة ، عقب تشييع الأهالي لجنازة الأسرة.

وهاجم الأهالي الأقسام ورشقوها بالحجارة وحاولوا اقتحامها، وردت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، في محاولة لتفريق المحتجين الذين أدوا صلاة الجنازة بميدان الشون بالمحلة، وشيّعوا الجثامين في مشهد جنائزي مهيب.

ورفع المتظاهرون لافتات تحمل صور الضحايا ورددوا هتافات ضد وزارة الداخلية ونظام الحكم، مرددين “الداخلية بلطجية” و”يسقط حكم المرشد”.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *