كويت نيوز: وسط معلومات تشير إلى أن فصائل المعارضة السورية تتحضر لمعركة جديدة لفك الحصار عن حلب الشرقية، وصلت أرتال عسكرية كبيرة من القوات الروسية إلى محاور القتال في حلب الغربية، سبقتها تعزيزات ضخمة أرسلها جيش الرئيس بشار الأسد تضم ميليشيات “حزب الله” وإيران وفصائل شيعية عراقية، استعداداً لبدء هجوم شامل قد يكون الأقوى والأعنف على المدينة المحاصرة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية ” سانا” وموقع “النشرة”.
وأفادت مصادر إعلامية مقربة من النظام وكالة الأنباء الألمانية بأن “القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها سوف تشن هجوماً يعد الأقوى والأعنف على حلب الشرقية خلال الساعات المقبلة بعد فشل التهدئة”، موضحة أنه “سيشمل كل الأحياء ويترافق مع قصف جوي وصاروخي، وأن أرتالاً كبيرة من القوات الحكومية وصلت الجمعة إلى مدينة حلب للمشاركة في الهجوم”.
غارات وقتلى
وإذ لم تظهر على فصائل المعارضة والمدنيين في حلب الشرقية أي بوادر لمغادرة المنطقة، رغم انقضاء المهلة المحددة مساء أمس الأول، شنّ سرب من الطائرات الروسية والسورية أكثر من 46 غارة جوية على مدينتي دارة عزة والأتارب وبلدات إبين سمعان وكفرناها وأورم الكبرى في ريف حلب الغربي، مما أسفر عن مقتل 8 مدنيين بينهم 5 أطفال وإصابة عدد غير محدد.
ووفقاً لناشطين، فإن المقاتلات الروسية استخدمت الصواريخ المظلية العمودية، التي يزن الواحد منها نصف طن من المتفجرات على الأقل ويمتلك قوة تدميرية كبيرة تمكنه من تدمير أبنية عدة في الوقت نفسه.
تحضير لوجيستي
وبعد انتهاء مهلة العشر ساعات، التي أعلنتها موسكو من جانب واحد وتخللها مقتل 15 معظمهم من الأطفال جراء غارات روسية وأخرى للنظام على الريف الغربي، ساد الترقب في المنطقة وباشرت فرق الدفاع المدني في حلب الشرقية التحضير اللوجيستي، والتأهب لعودة الغارات الروسية وللنظام على المدينة.
ونفى الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أمس، “تنفيذ سلاح الجو أي غارات على حلب منذ 19 يوماً على الرغم من الاستفزازات المستمرة”، مذكراً بأن “المجموعات المسلحة قصفت نقاط مراقبة للجيش السوري في ممر طريق الكاستيلو المخصص لخروجها بقذائف الهاون وأسطوانات الغاز ما أدى إلى إصابة ضابطين روسيين وعسكريين سوريين”.
ميدفيديف
وأكد رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، مساء أمس الأول، أن موسكو “لن تسمح بتجزئة سورية إلى جيوب تحت سيطرة إرهابيين”، مشددا على أن “الحوار السياسي بين طرفي النزاع في سورية يجب ألا يمس بمصير رئيسها بشار الأسد”.
ولفت رئيس الوزراء الروسي إلى ضرورة “ضمان أن يكون مستقبل سورية قابلاً للتنبؤ وعدم السماح بتفكك هذه الدولة إلى كيانات إرهابية”، ورأى أن “الحيلولة دون تسوية الأزمة السورية تتمثل في صعوبة الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين”، مشيراً إلى أن هناك “جدالاً ساخناً” حول هذا الموضوع تخوضه روسيا مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
كيربي
من ناحيته أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أن “واشنطن غير جاهزة لاستئناف المحادثات مع الروس حول سورية”.
وأكد كيربي، رداً على دعوة المبعوث الصيني شي شياو يان كلاً من روسيا والولايات المتحدة إلى “التخلي عن طموحاتهما الجيوسياسية لتسوية الأزمة”، أن “الأحداث الأخيرة تدل على جدية الجهود الأميركية لبناء التعاون لكن الروس لم يفوا بتعهداتهم”، مشيراً إلى أن “واشنطن تسعى حالياً إلى فعل ما يقل عما كانت تعمله في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية، والمناقشات مستمرة وسنرى نتيجة ذلك فيما بعد”.
سقوط حماة
ومع امتناع الفصائل عن إرسال التعزيزات إلى حماة، تمكنت قوات الأسد مدعومة بميليشيات شيعية من استعادة عدد من النقاط، وسط نداءات أطلقها ناشطون تحذر من سقوط المناطق المحررة أخيراً بالريف الشمالي.
وأعادت ميليشيات إيران السيطرة على حاجزي “سيريتيل ومفرق لحايا” العسكريين، إلى جانب مدرسة “البشائر” جنوبي مدينة مورك، بعد اشتباكات مع مقاتلي “جيش العزة” و”جيش النصر” الموجودين في المنطقة ، سبقها انتزاع قوات الأسد منطقة الضهرة العالية وعدد من النقاط شمال تل بزام.