كويت نيوز : حقق فريق اي سي ميلان فوزا ثمينا بهدفين دون رد على ضيفه برشلونة في مباراة الذهاب لدور ال16 ببطولة دوري أبطال أوروبا مساء الأربعاء والتي أقيمت على ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو.
واقترب ميلان من التأهل إلى دور الثمانية حيث يكفيه التعادل بأي نتيجة أو حتى الخسارة بفارق هدف لإقصاء البارسا من البطولة، بينما يتعين على رفاق ميسي الفوز بفارق 3 أهداف او الفوز 2-0 للجوء إلى وقت اضافي لحسم التأهل.
تشابهت طريقة اللعب التي اعتمدها ماسيمليانو اليجري مدرب ميلان بتلك التي طبقها البرتغالي الداهية جوزيه مورينيو في موسم 2010 حينما كان مدربا لانتر ميلان، حيث قاد “النيراتزوري” للفوز على البارسا بفارق هدفين أيضا ولكن بنتيجة 3-1 في نفس الملعب في ذهاب الدور قبل النهائي، لينجح في التأهل بعد ذلك إلى المباراة النهائية بعد الخسارة بهدف وحيد في الكامب نو.
سجل للميلان الثنائي الغاني كيفن برنس بواتنج في الدقيقة 56، وعلي سولي مونتاري في الدقيقة 81.
وستقام مباراة الإياب في الثاني عشر من مارس على ملعب الكامب نو في برشلونة.
واجه برشلونة صعوبة كبيرة في التحكم بالكرة بسبب سوء أرضية ملعب سان سيرو المعتادة في هذا الوقت من العام بسبب خوض مباريات عديدة عليه من قبل ميلان وانتر. ورغم استحواذ ميسي ورفاقه على الكرة بنسبة كبيرة لكنهم فشلوا في صناعة فرص حقيقية على مرمى الحارس المخضرم ابياتي.
وفي الشوط الثاني، نجح ميلان في استثمار ركلة حرة ليتقدم بالهدف الأول، قبل أن ينتفض ويكشر عن أنيابه الهجومية ويتحكم في إيقاع اللعب بفضل خبرة لاعبيه الكبار وحماس ولياقة الشباب ويحرز الهدف الثاني في وقت قاتل.
افتقد ماسيمليانو اليجري لخدمات نجمه المنضم حديثا إلى ميلان ماريو بالوتيلي بسبب مشاركته في البطولة ذاتها مع فريقه السابق مانشستر سيتي، لكنه لجأ إلى هداف الفريق المتألق ذو الأصول المصرية ستيفان شعراوي الذي تمركز في الجناح الأيسر، بينما دفع ببواتنج في الجهة المقابلة، ومن بينهم رأس الحربة باتزيني. وفضّل اليجري إشراك ثلاثي مخضرم ذو خبرة في وسط الملعب أملا في مقارعة البارسا وإفساد هجماته حيث دفع بكل من مونتاري وامبروزيني ومونتليفو. ودافع عن المرمى كل من كونستانت وزباتا واباتي ومكسيس، أمام الحارس المخضرم ابياتي.
أجرى جوردي رورا مدرب برشلونة تغييرا طفيفا في تشكيلة البارسا لكنه حافظ على خطة 4-3-3، حيث دفع بانييستا في مركز الجناح الأيسر في ظل غياب ديفيد فيا، وبجواره اللاعب الأفضل في العالم ليونيل ميسي وبيدرو سانشيز، وترك رورا مسؤولية خط الوسط للثلاثي تشافي وفابريجاس وبوسكيتش، وفي الدفاع داني الفيش وجيرارد بيكي وكارلس بويول وجوردي البا أمام حارس المرمى فالديز.
مارس برشلونة ضغطا كبيرا على منافسه في بداية المباراة، واستحوذ على الكرة بنسبة كبيرة بسبب مهارة لاعبيه في ظل تراجع نسبي لميلان رغم خوضه المباراة على ملعبه، وكان الفريق الأسباني هو البادئ بتهديد مرمى “الروسونيري” بعدما تألق المدافع مكسيس وشتت كرة عرضية خطيرة أرسلها البا ليمنعها من الوصول إلى ميسي وذلك بعد مرور 8 دقائق.
حاول ميلان الدخول في أجواء المنافسة، وذلك عن طريق التمريرات السريعة والطولية إلى الشعراوي، وكاد بالفعل اللاعب الدولي الإيطالي أن ينفرد بالحارس فالديز لولا تدخل القائد بويول في الوقت المناسب.
بمرور الوقت، ظهرت تعليمات اليجري للاعبي ميلان بالضغط المكثف على حامل الكرة، وعدم منح لاعبي البارسا أي مساحة للتمرير، وهو ما طبقه جيدا سولي مونتاري وامبروزيني ومونتليفو. وواجه البارسا صعوبة في اختراق الدفاعات الإيطالية بالرغم من استحواذه على الكرة بنسبة 66 % تقريبا بعد مرور 23 دقيقة.
ارتضى ميلان بالدفاع، وسمح للبارسا بالتقدم إلى منتصف ملعبه لتحضير الهجمات طوال الوقت، لكنه اعتمد على اسلوب دفاع حديدي يعتمد على تراجع جميع اللاعبين تقريبا عند فقدان الكرة بما في ذلك الجناحين الشعراوي وبواتنج باستثناء باتزيني في بعض الأحيان.
واجه الفريق الكتالوني صعوبة بالغة في اختراق السياج الدفاعي الذي فرضه لاعبو ميلان، ولم ينجح في صنع ولو فرصة وحيدة خطيرة على مرمى الحارس اباتي لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
لم يختلف الحال كثيرا في الشوط الثاني، غير ان ميلان اعتمد على دفاع المنطقة وبدأ في الضغط على برشلونة بداية من منتصف الملعب وأحيانا في منتصف ملعب الفريق الضيف أملا في اقتصار المسافة في حالة اقتناص الكرة لشن هجمات مرتدة.
وعلى عكس سير المباراة، افتتح ميلان التسجيل وسط ذهول لاعبي البارسا بعدما سدد مونتليفو ركلة حرة قوية ارتطمت فيما يبدو بيد زميله زباتا قبل أن تصل إلى كيفن برنس بواتنج الذي لم يتهاون وسدد بيسراه ببراعة في شباك الحارس فالديز في الدقيقة 56.
اعترض لاعبو “البلوجرانا” على قرار الحكم باحتساب الهدف، وعدم احتساب خطأ على لاعبي ميلان بداعي لمسة يد، وهو ما قابله الحكم باشهار البطاقة الصفراء في وجه المدافع الكتالوني جيرارد بيكي.
اختلف الحال تماما بعد الهدف، وتحرر ميلان على عكس المتوقع بعد الهدف، مدعوما بتشجيع كبير من جماهيره، بينما اتسم أداء لاعبي البارسا بالتوتر وهو ما وضح في كثرة التمريرات الخاطئة، ليتجرأ لاعبو ميلان ويستمروا في الهجوم أملا في مضاعفة النتيجة.
وأنقذ فالديز شباك برشلونة من الاهتزاز مرة أخرى بعدما تصدى لتسديدة قوية من باتزيني قبل 20 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي للمباراة. لم يستسلم لاعبو البارسا وحاولوا تنظيم الصفوف مرة أخرى، وحاول ميسي وانييستا الاعتماد على المهارات الفردية لمعادلة النتيجة، وكاد الأخير أن ينجح في ذلك بالفعل بتسديدة صاروخية مرت بجوار القائم الأيسر للحارس ابياتي.
استغل ميلان الدفعة المعنوية الهائلة بعد تقدمه بهدف، ونجح في مفاجأة جماهيره بهدف ثاني من جملة رائعة بعدما تسلم نيانج الكرة داخل منطقة الجزاء ومرر إلى الشعراوي الذي تحكم بها ببراعة وهيأها إلى المخضرم مونتاري القادم من خلف دون رقابة ليسدد بهدوء في شباك فالديز في الدقيقة 81 ليحطم فريق البارسا معنويا.
حاول رورا تقليل الخسائر فعزز دفاعه بالأرجنتيني ماسكيرانو بدلا من القائد بويول الذي بذل مجهودا كبيرا وتعرض لإصابة في الوجه، ومرت الدقائق ثقيلة على لاعبي الفريق الكتالوني قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية معلنا فوز الميلان بهدفين نظيفين.