كشفت بعض الوثائق السرية عن مخططات للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لتجنيد آلاف المرتزقة من حركة شباب المجاهدين المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال، فضلاً عن تجنيد عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن، إضافة إلى محاولات أخرى لاستقطاب ما يعرف بجيش عدن – أبين في جنوب اليمن، جميعها تهدف إلى ضرب السعودية.
ونشرت صحيفة “الشرق الأوسط” تحت عنوان: “وثائق العقيد السرية”، مخططات القذافي لتجنيد مرتزقة للتسلل إلى السعودية ودعم متشددي مالي. فضلاً عن محاولات مخابراته تأجيج الصراع في صعدة شمال غرب اليمن، وتدبير عملية اختطاف مدير المستشفى السعودي في صعده.
الوثائق، التي صادرتها إحدى كتائب طرابلس العسكرية من باب العزيزية معقل القذافي السابق، تظهر محاولات العقيد الحثيثة، لا سيما خلال الفترة من خريف عام 2009 حتى مطلع عام 2010 استهداف السعودية دون ذكر مبرر واضح لذلك.
وأشارت الوثائق إلى محاولات لتجنيد 13 ألفاً من المرتزقة والمنتمين لحركة شباب المجاهدين المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال وعناصر من تنظيم القاعدة في اليمن والعراق لتنفيذ أعمال تخريبية متزامنة في مدن سعودية، لم تخل أحياناً من اقتراح الاستعانة بالقراصنة الصوماليين، وكذلك تمويل وجهاء وصحافيين من مصر، وعرب يقيمون في أوروبا.
وكانت “وحدة المعلومات السرية” من تدير هذه المخططات بإشراف مباشر من القذافي، استخدمت فيها جمعيات وصحف وقنوات تلفزيونية وإنترنت، في حرب القذافي على السعودية.
كما تبين المراسلات محاولات القذافي تشكيل “مجموعة على هيئة معتمرين أو حجاج”، تقوم بالتواصل مع مجرمين ومطلوبين أمنياً في السعودية، لإيوائهم واستغلالهم فيما بعد، استعداداً للزحف في ساعة الصفر.
ويتبين من خلال المراسلات أن أهم المتلقين لها هو بريد إلكتروني يسمي نفسه “ديسكفر 1991″، وهو بريد يعتقد إنه خاص برجل يدعى “ع.م” وهو (عقيد هارب خارج ليبيا حالياً، وكان يعمل تحت إمرة القذافي مباشرة)، أما تنقلاته، فكانت تدور تحت ستار النشاط الإعلامي.
وتكشف بعض صور المراسلات عن قيام عضو سابق في المجلس الانتقالي يدعى “م.ك” كان حتى الأيام التي سبقت شهر فبراير/شباط 2011 يزرع الخلايا التخريبية في السعودية التي كان يدخلها بين حين وآخر تحت ستار الحج والعمرة.
وأظهرت العمليات، التي كان القذافي ينفق عليها ملايين الدولارات، مدى استماتة العقيد الراحل لزعزعة أمن السعودية.
اترك تعليقاً