يقولون أن أحلام الليل تتحقق مع بارقة أمل في الصباح .. وكذلك أحلامنا بالسياحة في دولتنا الحبيبة يحققها المسؤولون بين غمضة عين وانتباهتها !!
فجأة نسمع عن خبر إفتتاح المدينة المائية .. كيف ؟؟ لماذا ؟؟ وأين ؟؟
نقل مباشر على الهواء ولقاءات ومقابلات مع المسؤولين ونظرات تعجب من المواطنين بمدينة كانوا يحلمون بها ولكنها لازالت في قصص الخيال ..
سؤال يطرح نفسه .. عند القيام بأي مشروع سواء سياحي أو اجتماعي أو اقتصادي أو أيّا كان أليس من الواجب أن يكون هناك هدف وخطة لتنفيذه ودراسة وافية عنه وأسس وثوابت نقيمها عليه من حيث الزمن والمدة والكلفة والمردود المادي والفئة المستهدفة والأهم من ذلك الجودة وأضع تحتها ثلاثة خطوط !!
هل مدينتنا المائية استوفت كل ذلك ؟؟
إن السياحة في أي بلد لا تدار من قبل الأفراد أو برغبتهم الشخصية بل من قبل الشركات والمؤسسات ذات التخصص في مجال السياحة
كما أن المشاريع السياحية لا تقرّ وتنفذ في ليلة وضحاها بل توضع ضمن خطة مدروسة وجدول منظم موجه للجميع عبر تغطية مناسبة ضمن وسائل الإعلام المختلفة أو من خلال توزيع الإعلانات عنها حتى يتسنى للمواطنين والمقيمين والزائرين الاطلاع عليها كالمعارض والفنادق ودور العرض والمجمعات والحدائق والفعاليات المختلفة
أما أن يكون الأمر بهذا الشكل المفاجئ فهذا غير معقول !!
والأدهى والأمر من ذلك ما ذكر بأن هذا المشروع يعد ثمرة جهد مشترك بين قطاع السياحة وتلفزيون الكويت وكلها تتبع وزارة الإعلام .. فما الهدف من استنزاف الميزانية على نقل الفعاليات إذا كانت هي بالأساس تتبع الوزارة ذاتها ؟؟ وأين دور شركة المشروعات السياحية في ذلك ؟؟ أليست هي الشركة المناط بها للترويج السياحي في دولة الكويت ؟؟
وأيضا ما الهدف من وجود مثل هذه المدينة المائية المؤقتة ؟؟ وأي عائد إقتصادي يُرجى منها ؟؟ فاغلب دول العالم تعتمد على السياحة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع مستوياتها
ولكن ما لاحظناه من الخدمات الموجودة فيها ومجانية الدخول يقول عكس ذلك تماما ..
بالرغم من أننا نملك مسبقا قرية مائية ( الأكوابارك ) والتي أجد أنها تقدم خدمات أفضل من هذه المدينة المائية بتنوع الألعاب والأنشطة والفعاليات فيها ..
خلاصة الكلام ..
كان بالإمكان تطوير الموجود وتحسينه
لا تنفيذ مشروع أقل جودة مما سبق ..
كان من الممكن تحقيق الهدف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من السياحة بصورة أفضل
لا إعطاء المواطن حقنة من الترويح المؤقت التي سرعان ماتتلاشى ..
فلا هو قد استفاد ولا الدولة قد حققت السياحة المحلية بالشكل والهدف المنشود !!
اخوكم علي الفضالة