كويت نيوز : استنكرت رابطة الأدباء الكويتيين تصريحات الروائي المصري يوسف زيدان التي أدلى بها أثناء مشاركته في مهرجان ثويزا بالمغرب واصفا منطقة “قلب الجزيرة العربية” بأنها لم تشهد حضارة، وأن سكانها قبل الإسلام عرفوا بأنهم “سُرّاق أبل”، نافيا وجود عالم لغة عربية واحد من تلك المنطقة، وذلك في معرض رده على تعليق أحد الحاضرين الذي قال “السعودية الوطن الأم للغة العربية”. كما أضاف زيدان بأن سكان هذه المنطقة عرقيا ليسوا من العرب، إذ انتشر العرب بعد انهيار سد مأرب، لكن لم يستقروا في تلك المنطقة وفق رأي زيدان.
وقد صرح طلال الرميضي أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين بأن هذه التصريحات فضلا عن كونها عنصرية ومسيئة وغير مسؤولة، فإنها غير علمية وتفتقد لأبسط طرق الإثبات الأكاديمي.
وأشار الرميضي أن إلقاء الكلام على عواهنه ولي الحقائق وتتبع الغريب والضعيف من الآراء أمر مؤسف. وكان الأولى بزيدان أن يعرض الأسس التاريخية والعلمية التي بنى عليها مقولاته، لكن أن يستغل شهرته ومكانته والمنبر الذي وفر له ليدلي بآراء عنصرية دون أن يأتي بدليل عليها سوى انطباعاته الشخصية أمر غير مقبول. وأضاف الرميضي أن هذا أمر لا يسيء لنزاهة زيدان وحسب، بل أيضا للوسطين الثقافي والأكاديمي في العالم العربي، إذ سيصنع ذلك ثقافة من الاستخفاف بالتحقق العلمي ورصانة الرأي. وأقل ما توصف به تصريحات زيدان هو أنها تجديف علمي، وانقلاب على أسس التفكير والبحث الأكاديمي.
وأضاف الرميضي “وهذه ليست المرة الأولى التي يتعمد فيها زيدان إهانة سكان هذه المنطقة. هذا فضلا عن آرائه الغريبة بزعمه أن المسجد الأقصى يقع في الطائف لا في القدس، فاتحا الباب للتطبيع مع الكيان الصهيوني.”
وأضاف الرميضي بأن كلام زيدان مردود عليه، “لكننا لن ننساق في الرد على كلام لم يكلف قائله نفسه الإتيان بالدليل عليه. والقاعدة تقول “البينة على من ادعى”.
وختم الرميضي تصريحه بالقول: “تاريخ الجزيرة العربية مشهود ومعروف فهي مهد الحضارات والثقافات منذ مئات السنين ولن يؤثر عليه تهجم زيدان فالحقائق ثابتة في سطور الكتب والمراجع .”