هي قصة الحلم الذي فاض على الافق ، والافق الذي صار وطنا للحالمين ، لحظة للوقوف على محطات مرت بها المسيرة ، وأخرى ضبطت عقارب ساعاتها بانتظار ابناء البحر والجبل، الذين ادمنوا قبول التحديات ، وورثوا الصلابة جيلا بعد جيل .
ليوم النهضة العماني الذي ارتبط بتولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد زمام امور السلطنة معنى الدخول الى عالم من العصرنة حدد وعي اصحابه المبكر نقطة ارتكازه لتمتد جذوره في عمق تلك الارض الطيبة وفروعه الى الاعالي باحثة عن ما ينفع الناس ويمكث في بلاد عاركت البحر وطوعت انواءه .
التاريخ والواقع وجهان لقوس قزح العماني الذي تحول زهاء الوانه الى رواية لا تنتهي وارادة تلد اخرى وعطاء لا ينضب حتى يرث الله الارض وما عليها .
يتجسد اللقاء بينهما في القيم التي ارساها سلطان عادل منح شعبه ما يستحق ليقابل الشعب الاصيل العطاء بالعرفان والعمل وتكتمل قصة نجاح مفتوحة على كل ما فيه خير العمانيين .
تمتد انجازات العمانيين التي افرزتها تلك المعادلة الدقيقة والفريدة الى الجوهر لتستعصي على العد مما يبقي المرء اسير الانبهار بمظاهر تعمل الفكر وتخلب البصر .
بلاغة لحظة اللقاء بين القائد وشعبه حيث تذوب الفواصل بين الاب وابنائه وتنساب رسائل ود منقطع النظير لتحكي قصة عالم بلا حواجز صنعه صاحب الجلالة مع شعبه .
تكتمل الصورة في مجلس الشورى الذي جسد مشاركة الاسرة العمانية الواحدة في صنع القرار بالشكل الذي يعكس اصالة التجربة ولا يقل رقيه عن اقدم واعرق الديمقراطيات التي عرفتها جهات الارض الاربع .
يحاكي العمران والأمن والأمان وعجلة الاقتصاد غنى طبيعة لا تفقد القدرة على بناء علاقة التصالح مع ابنائها وإثارة اعجاب الباحث عن التفاصيل الصغيرة في سلطنة كبيرة بقيادتها وأهلها .
في يوم النهضة العماني تتجلى ترجمات لقيم نبيلة يحتاجها البشر طوق نجاة في عالم مضطرب لتبقى السفينة سائرة بإذن الله على ضفاف الامان والبناء .
لا يسعنا في هذا اليوم المجيد الا ان نتقدم لصانع النهضة العمانية حفظه الله ورعاه وشعبه العامل المجد المجتهد بأحر التهاني وأخلصها راجين ان يعيده الباري عز وجل بمزيد من الانجازات التي تليق بالبلاد وأهلها .