قبيلة العوازم من أوائل من سكنوا الكويت، لم يفدوا اليها، وكيف يفدون الى الكويت وهي جزء من ديرتهم القبلية، والجزء الآخر من ديرتهم لا تفصله الا الحدود بين الكويت والشقيقة المملكة العربية السعودية. اخلاصهم للكويت ولأهلها ولنظام الحكم لا نظير له، وتاريخ الكويت يشهد على ذلك. مسالمون وطيبون، ولا يعيلون، ولكن اذا ضربوا فان ضربتهم قاضية. لا يذكر تاريخ الكويت عنهم الا كل اخلاص وتضحية. في ما مضى كانوا جزءا مهما في النسيج الاجتماعي للكويت، واليوم هم كذلك ليس فقط في النسيج الاجتماعي الذي يشكلون أغلبية في مكوناته، ولكنهم مهمون جدا في النسيج السياسي لدولة الكويت، دورهم السياسي مهم جدا في استقرار الكويت، ويخطئ بشدة من يعتقد غير ذلك.في الكويت معارضة جديدة من نوع خاص تختلف كثيرا عن معارضة أيام زمان، لا نريد ان نفصل في ذلك ولكن الكويتيين خاصة في أيامنا هذه يعرفون هذا الأمر، والمعارضة بالذات أو ما يسمى بالأغلبية المبطلة تدرك هذا الأمر تمام الادراك، فهم يعرفون انه لولا وجود رجال قبيلة العوازم وأبنائها في التجمع الذي تم في ساحة الارادة في أواخر العام 2011، والذي أصبح عديده يقاس بعشرات الآلاف، واقترب من المائة ألف أو تجاوزها، بعد ان كان لا يتجاوز عشرة الآلاف الا بقليل، لما تم حل حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح.
في الأيام التي أعقبت انتخابات البرلمان طبقا لمرسوم الصوت الواحد، حاولت المعارضة ان تحرك الشارع ولكن بمرور الأيام خف الزخم، ولذلك ركزوا على الصباحية، الصباحية ولا غير الصباحية من مناطق تستطيع ان ترجح الكفة بل وتقلب الموازين، فالصباحية معقل قبيلة العوازم التي يوجد فيها العوازم بكثافة وفي غيرها من مناطق مجاورة هم الذين يستطيعون ان يعيدوا النشاط والقوة للمعارضة ويعطوها زخما افتقدته وكاد ينطفئ لهيبه، ولذلك كانت محاولاتهم مستميتة محمومة لضم العوازم الى صفوفهم، ومن ثم قطف الثمرة ثم بعد ذلك لكل حادث حديث، ويتحقق بذلك المثل العامي الذي يقول: وكأنك يا بوزيد «الهلالي» ما غزيت. في الانتخابات الماضية أراد العوازم ان يوصلوا رسالة عندما قاطعوا الانتخابات، رسالتهم كانت الى الحكومة، والسبب في ارسالها هو التهميش الواضح من قبل الحكومة لجماعة مهمة في المجتمع الكويتي.نأمل في أن تكون الرسالة قد وصلت، ونقول لحكومتنا الرشيدة لا تخسروا عيال عطا الذين طالما أعطوا للكويت عبر تاريخها أرضا وشعبا ونظاما الكثير والكثير، ولا تنسوا ان عيال عطا هم الرقم الصعب في الكويت.

د.أحمد يوسف الدعيج


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *