كويت نيوز: تشير دراسة حديثة إلى أن نوم ليلة هادئة يفعل الأعاجيب في ذكاء المرأة، بينما للقيلولة نفس التأثير على الرجل.
وجد د. مارتن دريسلر وفريق بحثي من معهد ماكس بلانك في ميونخ أن النوم يرفع من نسبة ذكاء المرأة، وليس الرجل،بحسب تقرير نشرته النسخة البريطانية لـ”هافينغتون بوست”.
ويعتقد الباحثون أن هذا قد يكون ناتجاً عن اختلاف نسب الهورمونات في أوقات اليوم المختلفة فالرجل يكفيه أن ينام لمدة مائة دقيقة بعد الظهيرة، فيحدث عنده التأثير نفسه لنوم المرأة لليلة كاملة.
سجل الباحثون وظائف المخ عن طريق تحليل النشاط الكهربي للدماغ لدى المشاركين في الدراسة أثناء الليل.
ويختلف النشاط الكهربي من حيث الزمن والشدة في مناطق الدماغ المختلفة.
لطالما اعتقد العلماء أن الذكاء يرتبط بالنشاط الكهربي للدماغ، ولكن تلك الدراسة تعتبر الأكبر من نوعها لاستكشاف هذا الأمر.
قام د. مارتن دريسلر من معهد ماكس بلانك بميونخ في ألمانيا بتحليل وظائف الدماغ لـ160 شخصاً بالغاً، منهم 72 امرأة و88 رجلاً، أثناء نومهم بالليل.
وقد وجد أن الرجال والنساء يختلفون اختلافاً هائلاً من حيث وظائف الدماغ، فالنشاط الكهربي للدماغ يتأثر سلبياً بقلة النوم لدى المرأة، وليس الرجل.
ويعتقد د. دريسلر أن هذه الموجات الكهربائية مؤشر على سلامة المادة البيضاء في الدماغ، التي توصل بين المناطق المختلفة للمادة الرمادية المسئولة عن معالجة المعلومات، وهذا مؤشر على نسبة الذكاء.
في أكبر مؤتمر أوروبي لعلوم المخ و الأعصاب في السادس من يوليو/تموز 2016، قال د. دريسلر “يرتبط معدل الذكاء بسلامة المادة البيضاء لدى النساء بصورة أكبر بكثير من الرجال، مما يتفق مع نتائجنا. بعبارة أخرى، تعتبر العلاقة بين الهياكل العصبية ووظائفها في الذكاء مباشرة لدى النساء أكثر منها لدى الرجال، كما يظهر في تسجيلات نشاط الدماغ.”
وبينما يفيد النوم ليلاً النساء في الغالب، يعتبر تأثير القيلولة لدى الرجال أقوى.
في دراسة شملت 86 رجلاً ينامون 100 دقيقة بعد الظهر، وجد الباحثون أن هناك علاقة بين مستوى الذكاء ونشاط الدماغ الكهربي، مثل تلك التي تلاحظ لدى النساء نتيجة النوم ليلاً. الفارق بين النوم ليلاً ونهاراً ربما يرجع لتغير النشاط الهرموني بين الليل والنهار.
يقول د. دريسلر “تشير النتائج إلى أن العلاقة بين النشاط الكهربي للدماغ والذكاء أعقد مما كنا نعتقد من قبل. فهناك عوامل كثيرة تتعلق بقدرات الذكاء، النوم هو أحدها. وربما تفتح تلك الدراسة الباب أمام المرحلة التالية في البحث، والتي ستتعلّق بالفوارق بين الأفراد في أنماط النوم.”