كويت نيوز: لا يكاد يمر يوم دون أن يستيقظ أهالي الإسكندرية على نبأ غرق ضحية جديدة في مياه شاطئ النخيل، الواقع في منطقة 6 أكتوبر غربي المحافظة، والذي اكتسب مؤخرًا لقب “شاطئ الموت” بسبب الإهمال الذي رافق الشاطئ منذ تأسيسه قبل سنوات عدة، بدءًا من وضع حواجز الأمواج بشكل هندسي خاطئ، وصولاً لاختفاء سبل السلامة، وإهمال الأجهزة التنفيذية للمنطقة بشكل عام.
“النخيل” أو “شاطئ الموت” كما يطلق عليه أبناء الإسكندرية، كان له نصيب الأسد في حصد الأرواح على مدار الأشهر الماضية كان آخرها وفاة 6 أشخاص في يوم واحد خلال إجازة عيد الفطر المبارك، وسط غفوة من الأجهزة التنفيذية تجاه الاستغاثات والنداءات متكررة التي أطلقها مواطني الإسكندرية للتحذير من تكرار حالات الغرق بالشاطئ والتي لم تلق أي اهتمام من المسئولين خلال الفترة الماضية.
موت درغام أشعل حملة إغلاق الشاطئعلى الرغم من تكرار حوادث الغرق على مدار الأعوام الماضية، إلا أن واقعة وفاة الشاب “عبد الرحمن درغام” في منتصف مايو الماضي، كانت سببًا كافيًا في تأجج حالة الغضب لدى أبناء المدينة الساحلية ليطلقوا حملة تحت عنوان “إغلقوا شاطئ الموت”، لاسيما مع ملابسات الواقعة، إذ لم يتم العثور على الجثمان لأكثر من 20 يومًا وانتشلت بعدها الجثة من سواحل الإسكندرية وهي مختفية الملامح.
“ودن من طين و ودن من عجين”
ولم تلق حملة غلق شاطئ النخيل أي صدى من من المسئولين بحجة أن الشاطىء غير خاضع لإشراف المحافظة ومخصص لجمعية 6 أكتوبر، والتي قامت أجرته من الباطن لمستأجر آخر لم يراع شروط الأمان أو الإنقاذ.
الحملة قوبلت أيضًا بالرفض من قبل إدارة السياحة والمصايف بالإسكندرية، إذ علق أسامة علي، مدير الشواطئ بالإدارة على الحملة أن المواطنين لا يلتزمون بالعلامات التحذيرية على الشواطئ.
وتابع علي في تصريح سابق على واقعة غرق الطالب عبد الرحمن: “هل المطلوب أن نغلق الشواطئ بعد كل غريق في وقت لا يوجد فيه التزام من المواطن نفسه.. يوم غرق عبد الرحمن كان البحر عالي وكانت الراية الحمراء مرفوعة وهناك
تعليمات بعدم نزول البحر، واستخدم الشباب لسان الشاطئ للقفز في المياه دون الاهتمام أن أسفله صخور”.
عامر يكشف وقائع إهمال منذ 16 سنةقدم فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، بيانًا عاجل إلى وزراء التنمية المحلية، والبيئة، والسياحة بشأن تدهور أوضاع شاطئ النخيل غربي الإسكندرية.
وكشف النائب عن واقع الغرق بشاطئ النخيل خلال 16 عامًا مضت، وسط غياب تام من المسؤولين على الإنقاذ في الشاطئ طوال هذه المدة، وفق عامر، الذي أشار إلى التدهور والإهمال الشديدين اللذان يتعرض لهما الشاطئ وانتشار القمامة على مدار اليوم في المنطقة المحيطة به.
الصحة تعلن زيادة عدد ضحايا الشاطئمن جانبها، أعلنت مديرية الشؤون الصحية في الإسكندرية أن حصيلة الغرقى خلال إجازة عيد الفطر المبارك بلغت 16 شخصًا بينهم مجهولين الهوية بعدد من شواطىء المحافظة، تصدرها شاطىء النخيل بعدد 6 غرقى بينهم طالبين جرفتهم الأمواج أثناء استحمامهم بمياه البحر.
وأشار بيان الصحة إلى أنه تم انتشال 6 جثث من شاطئ النخيل، هم ” كريم عبد الرازق رشاد،21 سنة”، “عاطف محمود شحاته ، 25 سنة”، ” محمود محمد محمود، 17سنة”، “محمد حسن بدران، 30سنة”، بالإضافة لجثتين لشخصين غير معروفين.
المصايف: الشاطئ لا يتبعنامن جانبه، قال اللواء أحمد حجازي، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، إن شاطىء النخيل غير تابع لإشراف المحافظة ومخصص لجمعية 6 أكتوبر، لافتًا إلى أن الإدارة تقدمت للمحافظة بطلب لفسخ التعاقد مع مستأجري شاطئ النخيل لمخالفتها الشروط.
وأضاف ردًا على تكرار حالات الغرق أن جمعية 6 أكتوبر أهملت الشاطئ وأجرته من الباطن، مطالبًا المواطنين بالالتزام بالمواعيد الرسمية للنزول للمياه في جميع الشواطىء.
محافظ الإسكندرية يحيل ملف الشاطئ للشؤون القانونية
وقرر المهندس محمد عبد الظاهر، محافظ الإسكندرية، إحالة طلب ملف شاطئ النخيل إلى إدارة الشؤون القانونية في المحافظة، تمهيدًا لإصدار قرار بفسخ التعاقد مع جمعية 6 أكتوبر المسؤولة عن إدارته.