كويت نيوز: نفت وزارة التجارة وبلدية الكويت ما تم تداوله عن تقديم بعض المطاعم لحوم حمير وحشية لروادها وقال عضو المجلس البلدي عبدالله الكندري ان التصريح الذي نسب له بضبط مثل تلك اللحوم غير صحيح، وانه تقدم بشكوى ضد من قام ببث الرسالة مدعيا أنه الكندري.
«وماذا لو أكلنا لحوم الحمير الوحشية؟» هذا السؤال تم توجيهه الى رجال دين للوقوف على الناحية الشرعية لأكل لحوم الحمير الوحشية.وقد أكد الداعية حاي الحاي جواز أكل لحومها، موضحا ان المحرم هي الحمير الأهلية المستأنسة، مشيرا الى ان تحريم أكل لحوم الحمير الوحشية لم يرد عنه شيء في السنة النبوية، وانما ما ورد ان الرسول صلى الله عليه وسلم أكل من لحم حمار وحشي.
ويبقى سؤال، ما هو الحمار الوحشي الذي كانت تأكله العرب. ويأتي الجواب من الباحث النسابة أحمد أبوبكرة الترباني الذي يقول ان الحمار الوحشي الذي كان من صيد أجدادنا العرب أبيض اللون على نحره سواد، وهو شبيه بالمها وقد انقرض ولم يعد له وجود.
وقال عضو البلدي عبد الله الكندري انه فوجئ باتصالات من اشخاص يسألونه عن التصريح المنسوب له فنفى ان يكون صرح بذلك وراح يتعقب الكلام الملفق له فتقدم بالشكوى.
اما عن وزارة التجارة فتحدث عنها الوكيل المساعد لشؤون الرقابة والتفتيش عبدالله العلي وقال انه لم يتم ضبط اي لحوم حمير وحشية في اي من المطاعم او غيرها كما هو متداول.
واضاف عبدالله العلي انه برغم عدم وجود اي ضبطية من هذا النوع الا اننا مستمرون في الرقابة والتفتيش كما هو عملنا المعتاد ضد اي مواد استهلاكية غير صالحة او غير مطابقة لاوراق استيرادها اذا كانت مستوردة داعيا كل من يكتشف اي مخالفة في هذا الشأن من المستهلكين الاتصال بالخط الساخن رقم 135 لتقديم شكواه ليجد كل تفاعل وباسرع وقت ممكن.
شرعية لحم الحمار
وفي غضون اثارة هذه القضية على وسائل التواصل الاجتماعي اكتنفتها تساؤلات عن شرعية اكل لحم الحمار الوحشي وسط اشتباه يقع فيه الكثيرون معتقدين ان الحمار الوحشي هو ذلك المخطط كما يشاهدونه في حديقة الحيوان او في الافلام الوثائقية حول حياة البراري في افريقيا وغيرها.
فبدوره أكد الداعية حاي الحاي أنه يجوز أكل لحم الحمار الوحشي، موضحاً ان المحرم أكله هي لحوم الحمر الأهلية او ما اسماها (الانسية) والمقصود بها المستأنسة من الانسان وذكر في تصريح لـ«الوطن» أنه لم يرد في السنة النبوية ما يحرم أكل لحوم الحمر الوحشية.
وذكر الحاي حديث أبي قتاده الذي جاء فيه قوله «كُنْتُ يوماً جالِساً معَ رجالٍ مِن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مَنْزِلٍ في طريقِ مَكَّةَ، ورسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمامَنا، والقومُ مُحْرِمُونَ، وأنا غيرُ مُحْرِمٍ – عامَ الحُدَيْبِيَةِ – فأَبْصَرُوا حِماراً وَحْشِيًّا، وأنا مشغولٌ أَخْصِفُ نَعْلِي، فلم يُؤْذِنُونِي، وأَحَبُّوا لو أني أَبْصَرْتُه، فالْتَفَتُّ فأَبْصَرْتُه، فقُمْتُ الى الفرسِ، فأَسْرَجْتُه، ثمَّ رَكِبْتُ، ونَسِيتُ السَّوْطَ والرُّمْحَ، فقلتُ لهم: نَاوِلُونِي السوطَ والرمحَ، فقالوا: واللَّهِ لا نُعِينُكَ عليه، فغَضِبْتُ ونَزَلْتُ فأَخَذْتُها ثمَّ رَكِبْتُ، فشَدَدْتُ على الحِمارِ فعَقَرْتُه، ثُمَّ جِئْتُ به وقد ماتَ، فوَقَعُوا فيه يَأْكُلُونَه، ثمَّ انهم شَكُّوا في أَكْلِهِم ايَّاه وهم حُرُمٌ، فرُحْنَا وخَبَّأْتُ العَضُدَ مَعِي، فأَدْرَكْنَا رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسَأَلْناه، فقالَ: «هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟» فقلتُ: نعمْ. فنَاوَلْتُه العَضُدَ، فأَكَلَها وهو مُحْرِمٌ، وسَأَلَ: «هَلْ أَشَارَ الَيْهِ انْسَانٌ مِنْكُمْ، أَوْ أَمَرَهُ بِشَيْءٍ؟» فقالوا: لا، قالَ: «فَأْكُلُوهُ».
وخلص الحاي من هذا الحديث الى اباحة وجواز أكل الحمار الوحشي.. ومع هذا شدد الحاي على ان التاجر يأثم اذا قدم لحما ودلس في مصدره الأصلي ونوعه، معتبراً ان اخفاء نوع اللحم أو التدليس فيه يدخل في باب الغش وناشد التجار تحري الأمانة، مذكراً ان التاجر الصدوق يحشر مع النبيين والصديقين.
الحمار الوحشي يختلف عن الحمار المخطط
ولكن يبقى السؤال ماهو الحمار الوحشي وهل هو المخطط المعروف باسم «الزيبرا»؟
فالجواب على ذلك يأتي في رسالة حملت عنوان «تحقيق صفات الحمار الوحشي الذي تعرفه العرب» حيث ذكر الباحث النسابة أحمد أبوبكرة الترباني ان الحمار الوحشي يختلف عن الحمار المخطط المنتشر في افريقيا.
وقال ان الحمار الوحشي الذي كان من صيد أجدادنا العرب هو أبيض اللون على نحره سواد وهو شبيه بالمها وقد انقرض ولم يعد له وجود.
اترك تعليقاً