كويت نيوز: مع عودة شهر رمضان من كل عام يعود الجدل الدائر حول طول ساعات الصيام في الدول التي لا تغيب عنها الشمس، أو تلك التي تغيب الشمس فيها بعد أكثر من 18 ساعة من الشروق، ليكون السؤال دائمًا كيف يصوم أهل هذه البلدان؟
الدول الاسكندنافية تعتبر من ضمن الدول الأكثر تضررًا من عدم غياب الشمس، فبين الفجر والمغرب في دولة النرويج حوالي 21 ساعة و33 دقيقة، أما السويد فالمدة فيها تمتد لحوالي 21 ساعة و3 دقائق، فيما سيتعين على سكان الدنمارك الصوم لأقل من الـ21 ساعة بحوالي 10 دقائق فقط إذا ما التزموا بالتوقيت المحلي لبلادهم، كذلك لا تغيب الشمس نهائيًا على بعض المدن الشمالية لتلك البلدان والبلدان الأكثر قربًا للقطبين.
السؤال محل الجدل أجيب عنه من قبل عدة مرات على مدار السنوات، سواء من دار الإفتاء المصرية أو من الجمعيات الإسلامية في دول أخرى، لبيان ما يجب على سكان تلك المناطق فعله، فقال محمد خاراكي، ممثلًا
عن الجمعية الإسلامية بالسويد، بعد اجتماعات طويلة العام الماضي، إن «ساعات الصوم يجب أن تكون من شروق الشمس حتى غروبها»، إلا أنه لفت إلى استحالة ذلك في عدة بلاد، ما جعله يضيف: «يجب على الصوم ألا يكون قاسيًا، فإن شعر المسلم أنه لم يعد بإمكانه القيام بعمله وصحته تدهور، فعليه أن يفطر».
أما مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية فكان رأيه الفقهي، في بيان أصدره بتاريخ 21 مارس 1978، هو أن «من كان يقيم في بلاد يتمايز فيها الليل من النهار بطلوع فجر وغروب شمس، إلا أن نهارها يطول جداً في الصيف، ويقصر في الشتاء، وجب عليه أن يصلي الصلوات في أوقاتها المعروفة شرعاً».
مضيفًا في فتواه أن على المسلمين في الدول التي لا تغيب عنها الشمس مطلقًا أن «يحددوا أوقات صلاتهم معتمدين في ذلك على أقرب بلاد إليهم يتمايز فيها الليل من النهار وتعرف فيها أوقات الصلوات الخمس بعلاماتها الشرعية في كل أربع وعشرين ساعة، وكذلك يجب عليهم صيام شهر رمضان، وعليهم أن يقدروا لصيامهم ويحددوا بدء شهر رمضان ونهايته، وبدء الإمساك والإفطار في كل يوم منه ببدء الشهر ونهايته، وبطلوع فجر كل يوم وغروب شمسه في أقرب البلاد إليهم يتميز فيها الليل من النهار، ويكون مجموعهما أربعاً وعشرين ساعة».
وكان لدار الإفتاء المصرية رأي فقهي، خالف الرأي السعودي، حين أصدر بيانًا عام 2010 لإيضاحه قائلًا: «البلاد التي اختل فيها الاعتدال حتي أصبح متعذرًا علي المسلم الصيام فيها ترجع إلي التقدير وتترك العلامات التي جعلها الله سببًا للأحكام الشرعية في الصلاة والصيام من فجر وشروق وزوال وغروب وذهاب شفق ونحوها لأن سنة الله تعالي في التكاليف جرت علي ان ترد علي غالب الأحوال دونما يخرج عن هذا الغالب».
وأضاف بيان دار الإفتاء: «الاختلال الزمني يبدأ إذا طال النهار عن 18 ساعة، حيث يصعب علي الإنسان صيام ثماني عشرة ساعة متواصلة وذلك بقول المتخصصين، ولذلك يسير تقدير الصوم في البلاد التي يحدث بها هذا الاختلال الزمني علي مواقيت مكة المكرمة، حيث أن الله قد عدها أم القري، والأم هي الأصل، وهي مقصودة دائمًا ليس في القبلة فقط، بل في تقدير المواقيت إذا اختلت، أما التقدير بأقرب بلد فهو تقدير مضطرب جدًا، بل إنه يدخل المسلم في حيرة أشد من حيرته الأولي».