كويت نيوز: قال المؤلف والكاتب المصري علي القماش، إن صديقه الإعلامي الدكتور علي عبدالحليم، أطلعه على حوار أجراه مع البطل العالمي محمد علي كلاي الذي وافته المنية مؤخرا، منذ نحو ربع قرن وفيه كثير من المفاجآت، إذ إن زيارة كلاي في السيتينيات اتسمت بلقاء الرئيس جمال عبدالناصر وزيارته إلى الأزهر وبعض المعالم المصرية.
وأضاف “القماش” في مقال له «وعندما جاء إلى القاهرة عام 1992 اتصل مترجمه اللبنانى رشاد الموسوي باستديو اذاعة القرآن الكريم، وطلب منهم رقم هاتف المبتهل الديني الشيخ علي الزاوي والعمل على تسهيل لقائه بكلاي والذي ألح على مقابلته .. وبالفعل تم احضار المبتهل الشيخ علي الزاوي من بلدته فاقوس بمحافظة الشرقية، فإذا بكلاي يطلب منه أن يقرأ عليه سورة ” الرحمن ” إذ سبق أن سمعها بصوته وهو يتلوها مثل المرحوم الشيخ محمد رفعت .. واستمع الحضور ومنهم مندوب رئاسة الجمهورية، واذ بكلاي يتأثر بالسورة ويرتعش ويبكى بكاء شديدا تعجب له الحضور .. وكان كلاي يضع هذا الشريط فى سيارته كما يحتفظ بصورة وهو يرفع يديه الى السماء وتعلوها الآية الكريمة ” هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ ”
وتابع :« والتقى كلاي بالشعراوي وسأل عن مسائل دينية ليعرف الرأي الصحيح .. كما زار عددا من المعالم الدينية وعلى رأسها الآزهر ومزارات آل البيت وعلى رأسها مقام كل من ” الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة ” وبالطبع هو ليس من الشيعة ولكن مثل المصريين السنة والذين يحبون آل البيت ويعتزون ويفخرون بمجيئهم الى مصر، كما زار القلعة والأهرامات، وطلب أن تكون حجرته بالفندق على النيل مباشرة لأنه يحب النيل بشده .. وربما سرد كل هذه الزيارات والميول إضافة إلى بشرته السمراء يجعل كل منا يشعر بأنه مصري مثلنا وربما أكثر من كثير من المصريين».
وأردف في مقاله: «ومعروف عن تاريخ كلاي أنه رفض خوض حرب فيتنام وسجن من أجل موقفه هذا والذي برره بشجاعة بانه لا يشارك في حرب ظالمة .. ومعروف عنه أيضا أنه كان يرعى أكثر من 30 مؤسسة خيرية ، ويشرف عليها بنفسه ، وعندما سئل عن وقته قال أنه لا ينام أكثر من ساعتين في اليوم ، ويباشر أعمال الخير»
واستطرد: «وكان من الطبيعي لمثل هذا النموذج المتميز ان يقتدي به أعداد لا حصر لها، ويدخلون الدين الاسلامي، تماما كما دخل أمثالهم خاصة في دول شرق آسيا عندما تعاملوا مع التجار المسلمين ولمسوا سلوكهم الطيب والأمين، فالدعوة إلى الدين تسبق القدوة فيها أبرع الخطب والشعارات» .
وأوضح أنه :«لم يكن البطل محمد علي كلاي مسلما متزمتا، وله لقاءات عديدة مع بابوات الفاتيكان، وكان طبيعيا أن ينعيه الرئيس الآمريكى وعدد من كبار المسؤولين ويثنوا على ما كان يقدمه من خير فهو فى النهاية للمحتاجين من ابناء بلدهم، اضافة لما سجله لهم من مجد وبطولات فى بطولة الملاكمة وإذا كنا ندعو الله الكريم ان يستجيب له و يجعله يرفع كتابه بيمينه فرحا بسعادة الجنة، فاننا ننعي فيه نموذج للداعية الذى لم يلقب نفسه بهذا اللقب أو يتاجر بالدين».
واختتم قائلًا«:رحم الله محمد علي كلاي الذي كنا نسهر من أجل مشاهدته وهو يستحق كل هذا الحب عن جدارة».