كويت نيوز: تعهدت السلطات في جنوب غرب الصين بتقديم المساعدة لقرية جبلية معزولة، بعدما ظهرت صورٌ فوتوغرافية تصور الرحلة الشاقة والمحفوفة بالمخاطر، التي يقطعها التلاميذ كل يوم في طريقهم إلى المدرسة.
تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة 27 مايو 2016، ذكر أن تلاميذ قرية آتولير في مقاطعة سيشوان، يذهبون كل يوم محملين بحقائبهم وكتبهم ودفاترهم إلى المدرسة، لكن للوصول إلى فصول الدراسة عليهم تسلق جبل صخري شديد الوعورة والانحدار، وذلك بصعود سلم متأرجح غير ثابت مع الكثير من التشبث بالصخور والنتوءات.
الرحلة التي تدوم 90 دقيقة تنطوي على كثير من المشقة والخطورة.
وكانت الصور قد انتشرت على الإنترنت في الصين هذا الأسبوع، بعدما نشرتها صحيفة في بكين.
الصور التقطتها عدسة تشين جيه المصور الصحفي الإخباري الصينين الذي حاز على جائزة مؤسسة World Press Photo للصور الصحفية هذا العام، وذلك عن صور التقطها العام الماضي لانفجار ميناء تيانجين المروع.
استخدم تشين حسابه الخاص على تطبيق WeChat لوصف اللحظة الأولى التي رأى فيها 15 تلميذاً ترواحت أعمارهم بين 6 و15 يتسلقون السفح، فكتب “لا شك أني صعقت من هول المنظر أمامي” آملاً في أن تسهم صوره بتغيير “الواقع الأليم” الذي تعيشه القرية.
وقال متحدث باسم سكان القرية البالغ عددهم 72 نسمة واسمه آبي جيتي، إن المساحة اللازمة لبناء مدرسة على قمة الجبل لم تكن كافية، بيد أن المخاطر المحدقة كانت جلية واضحة للعيان، فقد قال المتحدث لوكالة أخبار بكين أن 7 أو 8 أشخاص انزلقوا على المنحدر فيما جرح آخرون كثر.
وقد دفعت خطورة ووعورة طريق المدرسة إلى إلزام الطلاب بالمبيت في المدرسة كنظام المدارس الداخلية بحيث لا يخرجون من المدرسة أو يعودون إلى منازلهم لرؤية ذويهم إلا مرتين في الشهر.
تجدر الإشارة إلى أن سكان قرية أتولير فقراء يعيشون على أقل من دولار واحد يومياً، وقد نجح أكثر من 680 مليون مواطن صيني في انتشال أنفسهم من الفقر، منذ بدأ اقتصاد الدولة بالانفتاح في الثمانينات، إلى أن الفقر المدقع ما زال متفشياً في الأرياف.
لكن الصور الصادمة أثارت موجة من الغضب والاستنكار دفعت بالحكومة إلى تقديم وعود بالحلول، وقال الأمين العام للحزب الشيوعي في ذلك الإقليم، إن درجاً حديدياَ سينشأ لوصل البلدة الفقيرة بالعالم الخارجي بينما تجري محاولات لإيجاد حل دائم لمعاناة التلاميذ.