كويت نيوز: دعا حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه هنا اليوم مجلس الامن الدولي الى توحيد الصفوف والمسارعة الى ايجاد حل سريع يحقق للاشقاء في سوريا مطالبهم ويَّحقن دماءهم ويعيد الأمن والاستقرار لوطنهم.
جاء ذلك في كلمة لسموه في الدورة ال12 لمؤتمر القمة الاسلامي المنعقد حاليا في جمهورية مصر العربية الشقيقة وفيما يلي نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) صدق الله العظيم فخامة الأخ الرئيس محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة رئيس القمة الاسلامية الثانية عشر أصحاب الجلالة والفخامة والسمو معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان الى أخي فخامة الرئيس محمد مرسي والى حكومة وشعب جمهورية مصر العربية الشقيقة على ما أحاطونا به من حسن وفادة وكرم ضيافة واعداد متميز لهذه القمة متضرعا الى الباري عز وجل أن يحفظ مصر العزيزة من كل سوء وأن يعيد عليها نعمة الأمن والاستقرار لتعود لممارسة دورها الرائد والمعهود على المستويين الاقليمي والدولي ولتتفرغ لتلبية استحقاقاتها المحلية بما يحقق آمال وتطلعات شعبها في التنمية والبناء.
كما لا يفوتني أن أتقدم الى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة بجزيل الشكر والتقدير على الرعاية الكريمة والمتابعة الحثيثة لقرارات قمتنا السابقة والتي أضافت لبنات مباركة في صرح بناء عملنا الاسلامي المشترك.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ان مما يؤلم عالمنا الاسلامي استمرار بعض الاساءات التي نشهدها بين فترة وأخرى الى الأديانِ والرموز الدينية وفي مقدمتها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تحت ذرائع وحجج مختلفة باسم حرية التعبير وهو أمر لا يمكن القبول به وسيؤدي حتما الى زيادة التطرف والغلو واتساع رقعته.
اننا اذ نشيد بما اتخذه مجلس حقوق الانسان من قرارات في هذا السياق الا أننا مطالبون بسن قوانين تجرم مثل هذه الأفعال وتضع حدا لها مستذكرين بالتقدير والاجلال مبادرة أخينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بانشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره مدينة الرياض والتي عكست بعد النظر والحرص على التقريب بين أتباع الدين الإسلامي على اختلاف مذاهبهم.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو بعد مرور ما يقارب السنتين لازالت الكارثة الانسانية تتواصل في سوريا وجرح الأشقاء فيها بات أَعمق وأعداد القتلى والمفقودين والمهجرين يتضاعف والدمار أصبح أشمل ولا تلوح في الأفق بوادر حل قريب رغم الجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلت على المستويين الاقليمي والدولي.
ان مجلس الأمن الدولي أمام مسؤولية تاريخية تتطلب توحيد الصفوف وتجاوز بعض العقبات والمسارعة في ايجاد حل سريع يحقق للأشقاء مطالبهم ويحقن دماءهم ويعيد الأمن والاستقرار لوطنهم.
ان النجاح الذي حققه المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا والذي استضافته دولة الكويت مؤخرا حقق نتائجه المرجوة حيث تجاوز مجموع ما تعهدت به الدول من مساهمات أرقاما فاقت ما كان مقدرا مما يؤكد لنا عمق مشاعر الألم الذي يحمله المجتمع الدولي وتعاطفه تجاه تلك المأساة وادراكه لحجم المسئولية الملقاة على عاتقه وهو ما يجعلنا نتفاءل بانعكاس هذا الحماس الدولي لنصرة الشعب السوري الشقيق على أداء مجلس الأمن ودفعه الى تجاوز حالة عدم الاتفاق التي ساهمت في استمرار مزيد الدم والدمار في سوريا.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو رغم مرور ما يزيد على النصف قرن على مأساة الأشقاء في فلسطين الا أن مسيرة السلام في الشرق الأوسط لازالت دون حل بسبب صلف وتعنت اسرائيل واصرارها على بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي ان النجاح الذي حققته عدالة القضية بمنحِ فلسطين صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة يحتم علينا استمرار مطالبة اللجنة الرباعية الدولية ومجلس الأمن الدولي لتحمل مسئولياته بالضغط على اسرائيل لحملها على القبول بقرارات الشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.
أَصحاب الجلالة والفخامة والسمو عانت جمهورية مالي ومنطقة الساحل من تطورات وأعمال ارهابية هددت الآمنين وقوضت أمنهم ولا يسعني هنا الا أن أكرر إدانتنا الشديدة للأعمال الإرهابية مؤكدا موقف دولة الكويت الداعم لكافة الجهود الدولية الرامية لوأد الإرهاب معربا عن تمنياتنا بأن يعود الاستقرار والأمن لجمهورية مالي والمنطقة الساحلية بما يحفظ سيادتهم ووحدة أراضيهم. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو تؤمن بلادي الكويت بأهمية التعاون الإسلامي ولم تدخر وسعا في اتخاذ كافة الإجراءات التي تسهم في تعزيز ذلك التعاون ومن هذا المنطلق فقد اتخذنا اجراءات فعالة تجاه تنفيذ البرنامج العشري لمنظمة التعاون الاسلامي المتعلق بالجوانب الاقتصادية والمالية عبر الالتزام بتسديد كافة المساهمات تجاه المنظمة كما ساهمت الكويت بمبلغ ثلاثمئة مليون دولار أمريكي في صندوق التضامن الإسلامي والتوقيع والمصادقة على الاتفاقية العامة للتعاون الاقتصادي والتجاري للدول الأعضاء وكذلك اتفاقية تشجيع وضمانِ الاستثما .
وفي الختام لا يسعني إلا أن أُكرر الشكر لفخامة الأخ محمد مرسي والى حكومة وشعب مصر الشقيقة كما لا يفوتني أن أشكر معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين احسان أوغلو والى مساعديه وجهازِ الأمانة العامة على ما بذلوه من جهود في الاعداد لهذه القمة مبتهلا إلى الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رفعة أوطاننا وخير ورفاه شعوبنا الإسلامية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.