احتفى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كثيرا بجمل أهدته له سلطات مالي في مدينة تمبكتو التاريخية، شكرا له على المساعدة في طرد المتطرفين من مدن شمال مالي، لكن تبين لاحقا أن الهدية جمل مسروق من أحد العرب وهو يطالب به الآن.
وكان الرئيس الفرنسي قد زار الأحد الماضي، مناطق في شمال مالي، بعد تحريرها من قبل القوات الفرنسية.
ومن غير المعروف هل علم الرئيس الفرنسي بقصة الجمل المسروق، لكن قناة “بي أف أم تي في” الإخبارية الفرنسية، قالت اليوم الثلاثاء، إنه “تقرر إعادة الجمل إلى موطنه الأصلي بمالي بسبب صعوبة تأقلم الجمل الهدية مع الجو البارد في فرنسا”. وأضافت القناة الإخبارية أن “الجمل سيعيش برفقة أحد المزارعين في مالي، ممن فقدوا بيوتهم في قصف للدبابات الفرنسية”.
وفي تفاصيل القصة الطريفة التي اهتمت بها تجمعات الأزواديين من أبناء شمال مالي، على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد طالب صاحب الجمل وهو لاجئ في مخيم أمبرة على الحدود مع موريتانيا، بجمله، الذي خطف منه غصبا بعد تدهور الأوضاع في بلدته.
ونقل موقع “الحدث الأزوادي” القصة بكثير من السخرية والتنكيت على ما وقع فيه الرئيس الفرنسي، من تحايل على يد سلطات مالي، التي أرادت تكريمه بجمل مسروق. ومعروف حسب موقع “الحدث الأزوادي” أن الجنوب المالي، حيث توجد العاصمة باماكو، منطقة زراعية لم تعرف يوما وجود الجمال.
وهدد نشطاء أزواديون برفع دعوى قضائية لاسترداد الجمل المسروق، وفي هذا السياق، قال ناشط سمى نفسه “سعيد توارق” إن “باريس ستشهد حراكا قضائيا غير مسبوق بخصوص الجمل المسروق”، وأن “هناك أنباء عن رفع دعوى من قبل صاحب الجمل إلى القضاء الموريتاني في مخيم أمبرة”.
وفي تويتر أعلن الناشط علي محمد لمتابعيه أن “الجمل الذي أهدي إلى هولاند في تمبكتو المحتلة، منهوب من صاحبه العربي الأزوادي اللاجئ الآن في موريتانيا”، مضيفا “وهذه ليست دعابة!”.
أما عماد آيت طاهر فقد طالب “بمحاكمة هولاند بتهمة حيازة “الجمل المسروق”، ويجب فضحه في الإعلام حتى يكون مهزلة أمام العالم”. فيما طالب ناشط على الفيسبوك يدعى أحمد محمد بتدويل قضية الجمل، مؤكدا أنه “يجب إعادة الحقوق إلى أصحابها ومتابعة الملف وإعادة البعير إلى أصحابه الأزواديين، مذكرا بأنه “لا بعير للجنوبيين”، ومشددا على امتلاكه “لدلائل تثبت عدم ملكية مالي لهذا البعير، ولذا لا يحق لها تقديمه كهدية”.