كويت نيوز: أصبحت الجهات الفرنسية المكلفة بالتحقيق في الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها في يناير(كانون الثاني) ونوفمبر(تشرين الثاني) 2015، ثم الهجمات ضد بروكسل في مارس(آذار) 2016، مُقتنعة أكثر من أي وقت مضى، حسب صحيفة لوباريزيان الفرنسية الخميس، بالدور المحوري الذي لعبه ويلعبه المتحدث الرسمي باسم داعش، أبو محمد العدناني، الذي يبدو أن دوره أكبر من دور المتحدث الرسمي، بعد الشكوك في دوره على رأس التنظيم.
وأوضحت الصحيفة أن الجهات الفرنسية المعنية، مقتنعة تماماً أن التحقيقات ستكشف حجم العدناني ودوره الحقيقي في التنظيم، بعد اكتشاف دوره الحاسم في التجنيد لصالح التنظيم، اعتماداً على وثائق مسربة أكدت أنه مسؤول وحده على الأقل عن تجنيد وانضمام ما لا يقل عن 30% من الأجانب في صفوف التنظيم في سوريا وحدها عبر الحدود مع تركيا، وفق ما أكد مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي في آخر دراسة له استندت على تسريب وثائق داعش.
وأضافت الصحيفة أن المعطيات الجديدة، والتحقيقات على صعوبتها، كشفت الدور المحوري في الشبكات الإرهابية السرية في سوريا والعراق، لطه صبحي فلاحة، أبو محمد العدناني، عامل البناء السابق في مسقط رأسه إدلب السورية، منذ 2003 تاريخ الغزو الأمريكي للعراق، ثم اعتقاله في سجن بوكا الشهير في جنوب العراق، الذي كان المصنع الأول الذي تشكل فيه داعش، قبل ظهوره المدوي في 2014.
دور محوري
وفي ظل التطورات التي شهدتها أوروبا، بعد الهجمات ضد فرنسا وبلجيكا، وفي ظل المعلومات التي حصل عليها المحققون من متورطين في التخطيط أو في دعم العمليات الفاشلة الكثيرة التي أحبطتها الإدارة العامة للأمن الداخلي، وشعبها المختلفة، ومن العائدين من سوريا والعراق الذين وصلت إليهم قبل تواريهم عن الأنظار، أوضحت الدور المحوري للعدناني في العمليات والتخطيط لها، وتجنيد المنتمين والمؤيدين في أوروبا نفسها ودفعهم لتنفيذ عمليات فيها دون التحول إلى سوريا أو العراق.
ونقلت لوباريزيان، عن مصدر أمني أن عبد الحميد أباعود كما كشفت اعترافات المقبوض عليهم، والمعلومات الاستخباراتية كان مثلاً مجرد منفذ لمخطط دموي كامل أشرف على إعداده العدناني شخصياً.
وحسب الصحيفة فإن عائداً فرنسياً اعتقل فور دخوله البلاد، أكد في اعترافاته أن أباعود تلقى أوامره مباشرة من العدناني ومن مساعدين له من القياديين التونسيين في التنظيم في سوريا.
زعيم الدولة
ومن جهة أخرى، قالت الصحيفة إن المعدات الإلكترونية الكثيرة التي كان يملكها أحمدي كوليبالي المتورط في مذبحة المتجر اليهودي في باريس في يناير(كانون الثاني) 2015، التي وصل إليها محققو مكافحة الإرهاب، وضعت المحققين أمام فرضية جديدة، تقول إن العدناني ربما كان الزعيم الحقيقي للتنظيم، بعد أن عثروا على ملف باسم “زعيم الدولة” على أحد كمبيوترات كوليبالي، يتضمن تسجيلات للعدناني وأوامر صوتية، وخطب وفتاوى مختلفة، تُحرض جميعها على ارتكاب عمليات وهجمات باسمه وباسم تنظيمه.