كويت نيوز: قبل عشرة أيام من سريان اتفاق وقف إطلاق النار باليمن، تمهيدا لانطلاق مفاوضات السلام في الكويت، تلقت الميليشيات الحوثية الانقلابية ضربة موجعة بسقوط ثاني أهم معاقلهم الاستراتيجية ـ بعد صعدة ـ بيد القوات الرئيس عبدربه منصور هادي.
ونقل عن مصادر ميدانية وعسكرية يمنية تأكيدها أن القوات الموالية للحكومة اليمنية تمكنت من بسط سيطرتها على منطقة الصفراء بمحافظة الجوف وانتزاعها من قبضة الحوثيين بعد خمسة أعوام من إحكام سيطرتهم عليها.
وذكرت المصادر أن منطقة الصفراء تعد ثاني منطقة سيطر عليها الحوثيون بعد محافظة صعدة في عام 2011، وتمثل الحاضنة الفكرية لجماعة “أنصار الله” الحوثية على مدى خمسة أعوام، ومنها انطلق مسلحو الميليشيات الحوثية لشن حربهم على مديريات محافظتي مأرب والجوف.
وجاءت السيطرة على منطقة الصفراء ضمن عملية أفضت إلى تحرير عدة مواقع أخرى محيطة بها من بينها منطقة براقش الأثرية، وتكمن أهمية تلك المواقع المحررة في أنها كانت تمثل حماية وأمن لخطوط إمداد الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح القادمة من نهم بمحافظة صنعاء إلى الجوف، إضافة إلى أنها مناطق وسطية بين مأرب والجوف.
ومثلت منطقة الصفراء نقطة ارتكاز للميليشيات الحوثية التي انطلقت منها باتجاه محافظة مأرب قبل أن تسيطر على صنعاء في سبتمبر 2014.
على صعيد متصل، قال محافظ الجوف، حسين العواضي، إن الميليشيات الانقلابية زرعت 30 ألف لغم متنوعة الأحجام في المحافظة، مضيفا أن حقول الألغام كان لها أثر في إبطاء عملية تحرك القوات الشرعية لاستكمال وتحرير مديريات المحافظة الواقعة شمال اليمن.
في السياق، شهدت محافظة الجوف احتشاد شعبي وسياسي كبير لاستقبال قائد مقاومة تعز الشيخ حمود المخلافي الذي وصل إليها قادما من مأرب.
في هذه الأثناء، كثف طيران التحالف العربي من غاراته الجوية على مواقع المتمردين بمحافظات صنعاء ومأرب وتعز وإب.
التفاف حوثي
في المقابل، أعلنت مصادر عسكرية أن ستين مقاتلا بينهم 45 من قوات الحكومة قتلوا منذ الثلاثاء الماضي في مواجهات بشمال غرب البلاد بين قوات هادي والمتمردين.
واندلعت المعارك عندما تقدمت القوات الحكومية من ميناء ميدي على البحر الأحمر باتجاه مدينة مجاورة تحمل الاسم نفسه.
وأوضحت المصادر أن هجوما مضادا للمتمردين الحوثيين شرق البلدة وجنوبها أدى إلى سقوط 45 مقاتلا من قوات هادي بينهم عشرون مساء أمس الأول.
وقال مسؤول عسكري إن “قوات الشرعية ارتكب بحقها مجزرة هي الأكبر في أقوى هجوم للحوثيين وحلفائهم، حيث باغتوا مواقع قوات هادي وقتلوا معظم تلك القوات”، مضيفا أن “الحوثيين نفذوا عملية التفاف على قوات الشرعية وتمت محاصرة القوات التي تقدمت بدون أن يكون هناك أي مساندة جوية”.
وذكرت المصادر أن المتمردين خسروا 15 رجلاً.
استغلال ومخالفة
في غضون ذلك، تداول ناشطون يمنيون صورة على موقع “فيسبوك” أظهرت دبابات إلى جوار منازل قالوا إنها تعود لعناصر الميليشيات الحوثية.
واتهم النشطاء عناصر الميليشيات باستخدام آليات الجيش التي تم الاستيلاء عليها في أغراض شخصية ووضعها في أحياء سكنية بالمخالفة للقانون الدولي الذي يجرم وضع المنشآت والآليات العسكرية بالقرب من التجمعات السكنية.
استهداف «القاعدة»
على صعيد منفصل، تواصلت حملة القوات الحكومية والتحالف العربي، إضافة إلى غارات طائرات بدون طيار “درون” تسيرها الولايات المتحدة ضد عناصر تنظيم “القاعدة” جنوبي اليمن.
وأفادت مصادر بمقتل 4 من عناصر التنظيم وجرح آخرين، بغارة جوية يعتقد أنها لـ”درون” أميركية على نقطة تفتيش لمسلحي “القاعدة” بمفرق منطقة الحوطة في محافظة شبوة شرقي البلاد.