عملت جمعية الهلال الأحمر الكويتي على اداء دورها الانساني في تقديم المساعدات الانسانية العاجلة والمبرمجة للاجئين السوريين في دول الجوار السوري منذ اندلاع الأزمة السورية التي دخلت عامها السادس.
وحرصت الجمعية على توفير المواد الاغاثية لهؤلاء اللاجئين وإنشاء مشاريع منتجة لهم مثل المخابز وتقديم الخدمات الصحية بالإضافة إلى توفير فرص التعليم لعدد من الأطفال.
ولا يخفى على أحد المعاناة التي يتكبدها اللاجئون السوريون في دول الجوار مثل لبنان والأردن لاسيما أن هذه الدول تعاني أساسا من أوضاع اقتصادية صعبة مما أضعف قدرتها تجاه التزاماتها الانسانية لهؤلاء اللاجئين الأمر الذي زاد من معاناتهم وجعلهم يمرون بأوضاع انسانية مريرة.
ويلاحظ الزائر إلى مخيمات اللاجئين السوريين أن اليأس تسلل إلى الأطفال قبل الكبار لشعورهم بأنهم سيبقون سكانا دائمين في تلك المخيمات إذ كانوا يتوقعون سرعة انتهاء الأزمة في بلادهم ليعودوا إلى مدارسهم وأماكن لهوهم مع أقرانهم الذين تشتت معظمهم أيضا في دول الجوار أو في مناطق أخرى من العالم.
ومن هذا المنطلق حرصت الهلال الأحمر الكويتي إلى جانب تقديمها للمواد الإغاثية على توفير حياة كريمة للاجئين السوريين في دول الجوار ومنها الأردن حيث كان للجمعية دور واضح في مخيمات اللاجئين السوريين هناك من خلال توزيع حقائب مدرسية ودفع تكاليف دراسية لطلبة جامعيين وافتتاح عيادات ودفع تكاليف علاج.
كما قامت الجمعية بارسال أطنان من المعونات الغذائية والملابس وأجهزة التدفئة فضلا عن المستلزمات الطبية بالتعاون مع العديد من الجهات المعنية وفي مقدمتها الهلال الأحمر الأردني.
ولعل حالة الطفلة السورية اللاجئة في الأردن أصايل العوض نموذج حي للأعمال الانسانية التي تقوم بها الجمعية حيث تكفلت بنفقات إجراء عملية جراحية لها تمكنها من السمع والنطق لتتواصل مع أهلها وأن تعيش حياة طبيعية كغيرها من الأطفال الأصحاء.
وفي هذا الصدد أكد مدير العلاقات العامة في جمعية الهلال الأحمر الكويتي خالد الزيد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة استمرار الهلال الاحمر الكويتي في تقديم العون والمساعدة للاجئين السوريين في دول الجوار لتخفيف معاناتهم جراء الازمة التي يمرون بها.
وأوضح الزيد أن الكويت تعد من اهم الشركاء في المجتمع الدولي في تقديم الدعم الانساني للاجئين السوريين من خلال جمعية الهلال الاحمر الكويتي التي عرفت بأعمالها الانسانية والإغاثية في الكثير من بقاع العالم. وذكر ان الدور الذي تضطلع به الجمعية في تقديم المساعدات الانسانية يأتي تنفيذا لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في مد يد العون لكل الشعوب المحتاجة لاسيما الشقيقة ولما جبل عليه الشعب الكويتي من طبيعة انسانية في عمل الخير وتقديم الدعم والتبرعات للمحتاجين. وبين أن الجمعية قدمت منذ أربعة أعوام وحتى الآن المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية إلى اللاجئين السوريين في أماكن تواجدهم مؤكدا حرصها بمساعدة المحسنين من أهالي الكويت على تلبية احتياجات اللاجئين السوريين والتعرف على أوضاعهم وظروفهم المعيشية وتذليل الصعوبات امامهم.
وأوضح الزيد أن الجمعية قامت بأدوار عدة في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن لاسيما في مجال التعليم منها توزيع 25 الف حقيبة مدرسية للطلبة ودفع تكاليف دراسية ل16 طالبا جامعيا سوريا لاستكمال دراستهم الجامعية بالإضافة إلى ترميم مدرستين أردنيتين يدرس فيهما 1400 طالب سوري.
وذكر أنه في مجال الخدمات الصحية المقدمة للاجئين السوريين في الأردن قامت الجمعية بختان 3000 طفل سوري في مخيم الزعتري وافتتحت عيادة اسنان لعلاج الأطفال اضافة إلى توفير خمس حاضنات للأطفال بمستشفى الهلال الأحمر الاردني ودفع 500 ألف دولار لعلاج السوريين بالمجان لمدة عام ومن ضمنهم علاج الأطفال.
وأشار إلى أنه في العام 2015 تم ارسال 290 طنا من المواد الغذائية وتوزيع كسوة الربيع ل400 عائلة سورية لافتا إلى أنه في عام 2014 أرسلت الجمعية 306 أطنان من المواد الغذائية المتنوعة والملابس وأجهزة التدفئة ومستلزمات طبية متنوعة تم توزيعها بالتعاون مع الهلال الأحمر الاردني فضلا عن قيامها بمشروع رغيف الخبز للاسر السورية في الاردن الذي استفاد منه 21000 أسرة.
وعن الطفلة السورية المقيمة في الأردن أصايل التي تبلغ من العمر ثماني سنوات وهي لا تستطيع النطق أو السمع قال الزيد إن الجمعية تكفلت بإجراء عملية زراعة قوقعة لها لتتمكن ولأول مرة في حياتها من التواصل وسماع أصوات والديها وأشقائها الأربعة.
وأضاف أن والد الطفلة حاول في السنوات السابقة تأمين كلفة العملية خلال وجوده في سوريا وبمساعدة أهل الخير إلا أن التكاليف الباهظة للعملية حالت دون ذلك خصوصا أن طفلته تتمتع بذكاء اجتماعي في التعامل مع الآخرين رغم عدم سماعها الأحاديث التي تجرى من حولها.
ولفت الزيد الى أن خطوة زراعة القوقعة للطفلة أصايل تعد الاولى ضمن خطوات أخرى تسعى الجمعية الى تبنيها مع شركائها في العمل الانساني مثل الهلال الاحمر الاردني موضحا أنها تكفلت بإجراء هذه العملية وتدريبها لاحقا على السمع والنطق في مركز متخصص لمدة ثلاثة أشهر.
وثمن حضور السفير الكويتي لدى الاردن الدكتور حمد الدعيج إلى المستشفى للاطمئنان على الطفلة بعد اجرائها لعملية جراحية دقيقة لزراعة القوقعة.
وأفاد بأن الهلال الأحمر الكويتي بصدد إعداد قوائم خاصة بحالات مرضية شبيهة لمعالجتها في المستقبل القريب مبينا أن الجمعية وضعت كذلك خطة لمعالجة حالات لمرضى السرطان بالتعاون مع مركز الحسين للسرطان في العاصمة عمان.
اترك تعليقاً