رغم السرعة والإثارة ومتعة الأداء ، فلم يكن كلاسيكو العالم بين الريال والبارسا في ذهاب الدور قبل النهائي لكأس ملك اسبانيا في مستوى التوقعات، أتيحت العديد من الفرص التي تم إهدارها أو إنقاذها من الدفاع والحارسين ، لكن الفريقين إقتنعا بالتعادل 1/1 ورضيا بتأجيل الحسم إلى موقعة الأياب في الأسبوع الأخير من فبراير في معقل البارسا بالكامب نو.

أبرز ملامح المباراة ، عدم توفيق النجمين السوبر ستار،ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في التهديف أو النجومية  أو التأثير المباشر في قيادة فريقه ، وحاول كل منهما كثيراً دون جدوى وكان يلعبان بقدر من الأنانية ، ورغم أن ميسى مرر الكرة التي سجل منها فابريجاس هدف البارسا ، فإنه حاول أكثرمن مرة الإعتماد على قدراته الفردية الهائلة للتسجيل ، لكي يعادل رقم دي ستيفانو في تسجيل 18 هدفا في لقاءات الكلاسيكو ،في طريقه لتحطيم الرقم، ولكنه لم ينجح ، حيث أسهم توتره وتكتل دفاع الريال في إفساد محاولاته ، ولا أدري لماذا يتعجل ميسي ، رغم أنه متأكد- وأنا معه – من قدرته على تحطيم الرقم خلال هذا الموسم الكروي.
أما كريستيانو ، فرغم سرعته وقوته ، فإنه يبقى متوتراً في مواجهاته مع ميسي الذي تفوق عليه في كل الاستفتاءات ، وأعتقد أن قدرته على العثور على ذاته ، تتجسد في عدم تصديقه لحكاية المقارنة بينه وبين ميسي ، ووقتها فقط سيعود نجماً ملهماً للريال

لم يتأثر أداء البارسا هذا الموسم لغياب مدربه التاريخي جوارديولا ، لأن بديله ومساعده السابق فيلانوفا أثبت جدارته ، بل وتفوقه في قيادة الفريق والاحتفاظ بخصائصه التكتيكية وطريقته في الأداء ، وحتى عندما تعرض فيلانوفا لظروفه الصحية وغاب أكثر من مرة لإجراء جراحة او للسفر خارج اسبانيا لمراجعة حالته ، فإن مساعده رورا ، كان قادرا على الحلول محله بإمتياز ، وبالطبع فإن وجود وإستمرار كافة عناصر فريق جوارديولا، بقيادة ميسي وشافي وأنييستا وبويول وبيكيه ، وحفظ وهضم الفريق لطريقه اللعب التي يمكنهم أن يلعبوا بها وهم مغمضي العيون ، يجعل الفريق وكأنه في غير حاجة إلى مدرب ، اللهم إلا للقيام بمهام الجلوس على “الدكة” وتبديل اللاعبين في المباراة

أخيراً رغم التفوق المعتاد للبارسا في إمتلاك الكرة بنسبة خرافية تبلغ 69% مقابل 31 % ، فإن ميسي ورفاقه فشلوا في ترجمة ذلك إلى تفوق في النتيجة ، وبالتالي فإن موقفهم في مباراة الإياب على ملعبهم ليس آمناً رغم أن التعادل السلبي يكفيهم

وبالنظر إلى أن الريال يخوض أسوأ مواسمه مع مورينيو وتخلف في ترتيب صدارة الليجا مع البارسا بفارق 15 نقطة ، فإن تعادله يعتبر نتيجة طيبة ، في إطار السعي لإستعادة الثقة وتهدئة الأحوال مع مورينيو في موسمه الأخير ، وربما سيظل الريال يتطلع ويعيش على حلم إسقاط البارسا في عقر داره في مباراة الإياب ، لإن ذلك سيكون الإنجاز الأقرب له هذا الموسم بعد ضياع الدوري.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *