فوزي العودة: بملازمة القرآن قهرت 9 سنوات من السجن الانفرادي في غوانتانامو

621177-699897

أكد المواطن الكويتي المفرج عنه حديثا من معتقل غوانتانامو فوزي العودة أن تجربته في معتقل غوانتانامو على مدار 13 عاما كانت قاسية جدا وحملت في طياتها معاناة لا يمكن وصفها، لافتا إلى أنه قضى 9 سنوات منها في زنزانة انفرادية، إلا أنه بفضل الله تعالى وكرمه ومنته ومن ثم دعاء أسرته وجميع أفراد الشعب الكويتي له خفف من معاناته وعاونه على تجاوز هذه المحنة، مشددا على أنه خرج من هذه المحنة أقوى من ذي قبل وأفضل واستفاد كثيرا من هذه التجربة، فالصفعة التي لا تقتلك تقويك.

ولفت العودة – في لقاء خاص  – أن الأزمة التي مر بها وسنون العذاب لم تستطع أن تنال من عزيمته أو تتمكن من تغيير طبيعته السمحة البشوشة المحبة للناس ولكن بالعكس زادته حبا في الناس وفي الخير وبغضا في كل ما يغضب الله عز وجل، مشيرا إلى أنه استطاع بملازمة القرآن أن يقهر السجن الانفرادي حيث وجد في كتاب الله سلوى وزادا وإرشادا وحياة حقة، موضحا أنه كان على يقين من قرأ القرآن وتدبر معانيه وقام به وصلى به أناء الليل وأطراف النهار فلن يضيعه الله.

وبخصوص المعاملة داخل المعتقل، أشار العودة الى أنه تعرض لمعاملة سيئة تندرج تحت انتهاكات حقوق الإنسان، مشددا على أنه يجد من الانصاف أن يقول إن بعض الجنود وبعض الإداريين كانوا في قمة الرقي والأخلاق وطبعوا في قلبه صورة مشرقة عن المجتمع الأميركي، ولكن المعتقل في مجمله كان سيئا جدا.

وكشف العودة عن أنه سيعود لوظيفته في وزارة الأوقاف قريبا، حيث إن النائب العام أمر بحفظ قضيته نهائيا وهذا في حد ذاته أفضل من البراءة، فلو كان هناك ما يدينني لتم إحالة القضية للقضاء، وبناء عليه سيقوم الوزير المعني بإعادتي لوظيفتي، لافتا إلى أن الزواج هو أهم مشاريعه الحالية وحيث وجد شريكة عمره وسيتزوج قريبا جدا.

فإلى التفاصيل:

بداية كيف تصف تجربتك في معتقل غوانتانامو؟ وما الدروس المستفادة التي خرجت بها منها؟

٭ تجربتي في معتقل غوانتانامو على مدار 13 عاما كانت قاسية جدا ومريرة وحملت في طياتها معاناة لا يمكن وصفها، حيث قضيت 9 سنوات من إجمالي المدة في زنزانة انفرادية وهذا في حد ذاته معاناة نفسية لا يتحملها الكثيرون، إلا أنه بفضل الله تعالى وكرمه ومنته ومن ثم دعاء أسرتي وجميع أفراد الشعب الكويتي خفف الله عني وأعانني على تحمل هذه المعاناة ومكنني من تجاوز هذه المحنة.

كيف ترى نفسك بعد هذه المحنة الصعبة التي اختبر الله بها صبرك؟

٭ خرجت من هذه المحنة أقوى من ذي قبل وأفضل واستفدت كثيرا من هذه التجربة، فأنا أؤمن أن الصفعة التي لا تقتلك تقويك.

وأريد أن أؤكد على أن الأزمة التي مررت بها وسنون العذاب لم تستطع أن تنال من عزيمتي أو تتمكن من تغيير طبيعتي السمحة البشوشة المحبة للناس ولكن بالعكس زادتني حبا في الناس وفي الخير، كما زادتني بغضا في كل ما يغضب الله عز وجل.

9 سنوات في زنزانة انفرادية، كيف استطعت أن تقهر الوقت والوحدة؟

٭ بفضل من الله تجاوزت هذه الأزمة، وبملازمة القرآن استطعت أن أقهر السجن الانفرادي حيث وجدت في كتاب الله سلوى وزادا وإرشاد وحياة حقة، وكنت على يقين أن من قرأ القرآن وتدبر معانيه وقام به وصلى به أناء الليل وأطراف النهار فلن يضيعه الله.

كيف تصف المعاملة داخل المعتقل؟

٭ تعرضت لمعاملة سيئة تندرج تحت انتهاكات حقوق الإنسان، ولكن من الإنصاف أن أقول إن المعاملة بصفة عامة داخل المعتقل لم تكن على وتيرة واحدة بعض الجنود وبعض الإداريين كانوا في قمة الرقي والأخلاق وطبعوا في قلبي صورة مشرقة عن المجتمع الأميركي، والآية القرآنية تقول (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) صدق الله العظيم، ولكن بصفة عامة المعتقل كان في مجمله سيئا جدا وتجربة لا اتمناها لأحد.

كيف تقيّم الجهود الحكومية والشعبية والتي توجت بالإفراج عنك؟

٭ أريد أن أتوجه بالشكر والتقدير لكل من ساهم في هذه الجهود وشارك فيها وأخص بالذكر القيادة السياسية وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.

هل التهمة التي تم توجيهها لك هي نفس التهمة التي وجهت لفايز الكندري؟

٭ هذا أمر لا استطيع الحديث فيه من الممكن أن يتحدث فيه فايز أو والده أو والدي بصفته رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو، أما أنا فغير مخول بالكلام في هذا الموضوع.

كيف كنتم تقضون يومكم في المعتقل؟

٭ القضية ليست بالسهولة التي تعتقدها فبرنامج السجن الانفرادي يختلف اختلافا كليا عن برنامج السجن الجماعي، وكما أسلفت فقد قضيت 9 سنوات في السجن الانفرادي قبل أن يتم نقلي في السنوات الأخيرة للسجن الجماعي.

ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

٭ سأعود لوظيفتي في وزارة الأوقاف قريبا، حيث إن النائب العام أمر بحفظ القضية نهائيا وهذا في حد ذاته أفضل من البراءة، فلو كان هناك ما يدينني لتم إحالة القضية للقضاء، وبناء عليه سيقوم الوزير المعني بإعادتي لوظيفتي، ولا أخفيك سرا أن الزواج هو أهم مشاريعي الحالية، حيث وجدت شريكة عمري وسيتزوج قريبا جدا.

كيف ترى التعامل الأمني في الكويت بعد عودتك؟

٭ الكويت دولة مؤسسات والسيادة فيها للقانون والتعامل الأمني كان راقيا إلى أبعد الحدود، وكما قلت لك سابقا النائب العام أمر بحفظ القضية ولا يوجد شيء يدينني بفضل الله ومنع السفر سيتم رفعه في خلال عامين بموجب الاتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية والكويت.

كيف تلقيت خبر الإفراج عن فايز الكندري أخر معتقل كويتي في غوانتانامو؟

٭ تلقيت الخبر بفرحة عارمة وسعادة لا توصف ففايز الكندري أخ لم تلده أمي وأتمنى له كل التوفيق والسداد في حياته القادمة.

والله يعلم أنني فرحت لفايز أكثر مما فرحت لنفسي.

دموع فوزي العودة

خنقت العبرة فوزي العودة وهو يتحدث عن والده قائلا والدي لا تصفه الكلمات وعلاقاتي به كابن ووالد قضية مفروغ منها ولكن ما أود أن أتحدث عنه هو علاقتي به كرئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو بذل جهودا كبيرة ووصل الليل بالنهار من أجل الإفراج عن جميع المعتقلين.

وأشار العودة إلى أن والده كان مثلا أعلى له في الشجاعة والصبر والجلد ولقد عايش ذلك بعينه أثناء الغزو العراقي الغاشم للكويت.

فوزي العودة في سطور

فوزي خالد العودة خريج كلية الشريعة جامعة الكويت، عمل في بيت الزكاة ودار القرآن الكريم في وزارة الأوقاف، عرف عنه الشغف بالعمل الخيري والذي بدأ ممارسته من سن مبكرة، بدأت قصته عندما قرر السفر للمساهمة في تقديم المعونات بشكل مباشر والمشاركة في نشر القرآن الكريم وتدريس علومه على الحدود الباكستانية الأفغانية ومن ثم تطورت الأمور للأسوأ بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 والقي القبض عليه هناك دون جريمة واضحة وكان على موعد مع المعاناة على مدار 13 عاما من السجن في معتقل غوانتانامو.

شاهد أيضاً

عاجل | القوات المسلحة المصرية تنفي مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية

عاجل | القوات المسلحة المصرية تنفي مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية وذلك بعد أن قالت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض