كويت نيوز: سادت حالة من الارتباك والتوتر في بغداد بعد الهجوم الذي وقع مساء أمس الأول على مجمع الجوهرة التجاري في منطقة بغداد الجديدة، والذي لم تصدر حتى اللحظة حصيلة رسمية عن عدد الضحايا الذين سقطوا فيه، وسط تضارب الأنباء.
وكان انتحاريان أحدهما يحمل رشاشا اقتحما المجمع، وفتح أحدهما النار عشوائياً، بينما فجر الثاني نفسه قبل أن يقتل الأول برصاص الشرطة، في حين فجرت أيضا سيارة مفخخة في الخارج.
عملية نوعية
ووصف مصدر عراقي العملية في بغداد الجديدة، بأنها “عملية نوعية”، لأنها “حصلت في العمق الشيعي وليس في المناطق المختلطة”، مضيفا أن “العملية ضربة لاستخبارات الحشد الشعبي، وبخاصة الفصائل المقربة من إيران”.
وأشار المصدر الى أن “العملية المباغتة، فرضت حالة من الارتباك في العاصمة، في ظل تخوف من هجمات جديدة”.
ولم يستبعد المصدر وجود “تفاصيل حساسة”، لافتا الى “تخبط في تصريحات المسؤولين” منذ وقوع الحادث.
وتفقد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أمس، موقع الهجوم، وأكد “أن العمل الإرهابي الذي قامت به العصابات الإرهابية محاولة يائسة بعد الانتصارات التي حققتها قواتنا البطلة في الرمادي وبقية القطاعات”، مضيفا: “لن ندخر جهدا في محاربة هذه العصابات وطردها وتحقيق النصر النهائي عليها قريبا”.
تأمين المساجد
في سياق آخر، حاولت السلطات في محافظة ديالى احتواء الاعتداء الذي تم على مساجد سنية في المقدادية إثر انفجار استهدف كازينو شبابيا، وأسفر عن مقتل 23 شخصاً.
وأكد قائد شرطة محافظة ديالى العميد الركن جاسم السعدي، أمس، تأمين حماية جميع دور العبادة في مركز قضاء المقدادية.
وشدد السعدي على أن “جميع دور العبادة من الجوامع والحسينيات في مركز قضاء المقدادية شرق بعقوبة جرى تأمينها من قبل تشكيلات شرطة ديالى”، مشيرا الى أن “الأعمال الإرهابية طالت اثنين من هذه المساجد فقط، ولم تخلف سوى أضرار مادية”.
وأضاف أن “لجنة تحقيق شكلت للنظر في جريمة استهداف المسجدين”، مشيدا بـ”موقف شيوخ العشائر ورجال الدين من السنة والشيعة وسعيهما الى تهدئة الموقف”.
عراق مصغر
في السياق، أكد محافظ ديالى مثنى التميمي أمس، أن “إدارة المحافظة لن تسمح بحدوث فتنة في قضاء المقدادية الذي يمثل عراقا مصغرا بمكوناته وأطيافه”، لافتا إلى أن “القضاء واجه مؤامرة خبيثة تقف وراءها تنظيمات داعش في محاولة لضرب الأمن المجتمعي”.
وأشار التميمي الى أن “ضحايا تفجيرات المقدادية كانوا من السنة والشيعة، وهذا يظهر أن عدونا واحد هو التطرف الذي يقوده داعش وعملاؤه”، مشيرا الى أن “التنظيم لايزال يمتلك حواضن في بعض المناطق، وهذه حقيقة لابد من التحدث بها بصراحة أمام الرأي العام”.
إلى ذلك، جرح مدير استخبارات شرطة محافظة ديالى العقيد قاسم العنبكي أمس، في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف موكبه، وأدى الى مقتل أربعة من عناصر الأمن بينهم ضابط برتبة ملازم أول وجرح 9 أشخاص آخرين.
اغتيال صحافيين
وفي تطور أمني جديد، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن أمس، إن مسلحين مجهولين اغتالوا المراسل سيف طلال والمصور حسن العنبكي، اللذين يعملان لحساب “قناة الشرقية” في محافظة ديالى. الجدير بالذكر أن قناة “الشرقية” معارضة للحكومة، ويديرها سعد البزاز الذي كان يشغل منصب مدير مكتب صدام حسين.
ووجهت اتهامات لـ «الحشد الشعبي» بقتلهما بسبب تقطية حرق المساجد.
خروقات
في السياق، اعتبر رئيس كتلة “كفاءات” النيابية هيثم الجبوري، أمس، ما حصل من خروقات أمنية في بغداد وديالى أمس الأول، بأنه “فضيحة كبيرة”، مشددا على أن “دماء الشعب العراقي ليست حقلا لتجارب الفاشلين، وعلى الحكومة البدء بتطهير القيادات الأمنية الفاشلة بالأفضل، والابتعاد عن تقسيم تلك المناصب على الأساس الحزبي المقيت”.
شرطة الأنبار
وأعلن مجلس محافظة الأنبار، أمس، موافقة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الداخلية محمد سالم الغبان على إعادة منتسبي شرطة محافظة الأنبار المفصولين الى الخدمة.
وقال رئيس المجلس صباح كرحوت، إن “لجانا في مجلس الأنبار ومجلس قضاء الخالدية سوف تستقبل المنتسبين المصفرة رواتبهم لغرض تنظيم أسمائهم في قوائم ورفعها الى وزير الداخلية”، مضيفا، أن “غالبية هؤلاء المنتسبين موجودون في الأنبار ويقاتلون مع القوات الأمنية ضد تنظيم داعش ويشاركون بعمليات التحرير في الرمادي ومناطق الأنبار الأخرى”.
مصرف «داعش»
في سياق آخر، نشر تنظيم “داعش” تسجيل فيديو أمس الأول، يظهر ما بدا أنه دمار ألحقته غارة جوية ببنك في مدينة الموصل معقل التنظيم. وقال تحالف تقوده الولايات المتحدة إن الغارة كانت تهدف إلى تعطيل الأنشطة المالية للتنظيم.
وقال متحدث عسكري في وقت سابق أمس الأول، إن طائرة أميركية قصفت موقعا لتوزيع النقود تابعا لـ”داعش” كان يوزع الأموال لتمويل أنشطة “إرهابية”.
وأظهر التسجيل بقايا قطع أثاث محروقة وأوراقا مقطعة متناثرة وحطاما من الخرسانة والصلب لعدد من المباني التي بدا أنها دمرت في القصف.