شكوك حول فحوص دم بوخز الإصبع

1449848813_86_zap-tni-myo-at-drop-of-bloo

كويت نيوز: اتضح في بعض الحالات أن نتائج الفحوص المرتكزة على قطرات دم من رأس الإصبع تشمل عدد اختلافات أكبر بنحو ثماني مرات من عينات الدم المأخوذة من الشريان (التي تُعتبر المعيار الأمثل). ولم ينجح الباحثون في الحصول على نتائج دقيقة إلا عند اختبار خمس قطرات أو أكثر (60 إلى 100 ليتر ميكروية). ولا شك في أن هذه الدراسة تثير القلق من أن اختبارات التشخيص الجديدة التي تعتمد على بضع قطرات صغيرة من الدم تؤدي إلى نتائج غير دقيقة.
توضح الباحثة الرئيسة ريبيكا ريتشادز-كورتوم، مهندسة حيوية في جامعة رايس: {نشهد اليوم اندفاعاً كبيراً، وخصوصاً في الأطر المتدنية الموارد، نحو تطوير اختبارات يمكن إجراؤها بالاعتماد على عينات صغيرة الحجم}. لكن تتابع مستدركة: {آمل أن تكون الرسالة الأساسية التي يستخلصها الناس: يجب ألا تفترض أنك تستطيع خفض الحجم من دون التأكد أولاً: هل تتبدّل النتائج من قطرة إلى أخرى؟}.
من الشركات الكثيرة التي تسعى إلى تطوير تكنولوجيا منخفضة الحجم Theranos Inc، التي أحدثت ضجة كبيرة. فقد نادت هذه الشركة المنتقَدَة اليوم ومؤسستها البارزة إليزابيث هولمز بتكنولوجيا يمكنها إجراء الفحوص السريرية ببضع قطرات من الدم، مقدمةً لائحة بأكثر من 200 فحص تمتد من الكولسترول إلى فقر الدم. لكن الشركة تتعرّض راهناً لكثير من الانتقادات، وخصوصاً بعد أن شكك مقال نُشر في صحيفة {وول ستريت جورنال} بدقة هذه الفحوص. وقد اقتبس هذا المقال كلمات موظفين سابقين أكدوا أن الشركة لا تعتمد على تقنياتها الخاصة بسبب المشاكل.
لم يتضح ما إذا كان الاختلاف بين القطرة والأخرى يشكل إحدى هذه المشاكل. فلم تنشر هذه الشركة بعد بيانات عن دقة اختباراتها (مع أن هولمز أعلنت أنها تخطط لذلك). رفضت Theranos التعليق على الخبر.

احتمالات أساس المشكلة

لم تحظَ الشركة على موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأميركية إلا لاختبار واحد من اختباراتها بوخز الإصبع. لكن هذا الاختبار قد يكون الأسهل، فق وليام كلارك، عالم كيمياء سريرية في جامعة جونز هوبكنز. يرصد الاختبار عدوى هربس: فإما تكون العدوى موجودة أو لا. إذاً، لا يشمل  احتمالات كثيرة ومختلفة، وفق كلارك.
لكن الاحتمالات الكبيرة تحوّلت إلى مشكلة في الدراسة التي قادتها ريتشاردز-كورتوم. فقد أخذت هي وزميلتها ميغان بوند الدم من 11 واهباً صحيحاً واستخدمتا قطرات دم متتالية لإجراء عدد من الاختبارات، بما فيها اختبارات تقيس الهيموغلوبين وكريات الدم البيضاء. في البداية، ظنت الباحثتان أن جهازهما يعاني خطباً ما. ولكن بعد اختبار المزيد من العينات، وإذابتها في كميات كبيرة من السوائل، ومقارنة النتائج مع فحوص العينات المأخوذة من الشريان، اكتشفت الباحثتان أن القطرات نفسها تتبدّل.
يؤكد كلارك أن هذه النتائج لا تشكل مفاجأة. ويتابع مشيراً إلى أن الدراسة تناولت فقط مركبات الدم الكبيرة نسبياً التي ترتبط بالخلايا، علماً أن هذه العينات قد تختلف مع تدفق الدم. لكنه أكّد أن بعض الفحوص الأخرى التي تعتمد على قطرات من الدم، مثل فحص السكر في الدم، بات اليوم متقناً ودقيقاً. غير أن هذه الدراسة تذكِّر، في رأيه، بضرورة أن يتوخى مطورو وسائل التشخيص الحذر.
لكل من مكونات الدم، من الكولسترول إلى الحديد، اختلافاته الخاصة بين قطرة وأخرى وحجم أدنى دقيق، وفق هذا الباحث. وقد تتبدّل الاختلافات أيضاً بين مريض وآخر. على سبيل المثال، لو أن دراسة ريتشاردز-كورتوم استبدلت بالواهبين الأصحاء آخرين يعانون تدفق دم ضعيفاً، مثل مرضى قصور القلب، فلا شك في أن تبدلات قطرات الدم المقاسة كانت ستأتي مختلفة.
رغم ذلك، قد لا تجعل هذه الاختلافات اختبار التشخيص عديم الجدوى، حسبما يشير كلارك. فلكل فحص أو طريقة أخذ عينات متغيراتها. لكن الأهم هنا: ما مدى هذه المتغيرات؟ وهل يستطيع العاملون في مجال الصحة الاعتماد على النتائج لتشخيص الحالة بدقة؟

شاهد أيضاً

اتحاد الجمعيات التعاونية : لن نسمح تحت أي ظرف بالتلاعب بالأسعار

شدد رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية مصعب الملا الحفاظ على الأمن الغذائي وعدم تعريضه لأي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض