كشف المستشار الأعلى لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، العميد حسن كريم بور، عن مقتل 188 عسكرياً إيرانياً في سوريا، فيما على ما يبدو أن المقصود هو عدد القتلى الإيرانيين من ضباط وجنود ومستشارين، منذ التدخل الروسي في سوريا، مع بداية أكتوبر الماضي، حيث إنه أشار إلى أن هؤلاء القتلى سقطوا خلال تنفيذ مهمات ضمن التحالف الروسي – الإيراني في سوريا.
ونقلت وكالة ‘إيسنا’ للطلبة الإيرانيين عن كريم بور قوله خلال كلمة له في رفسنجان، وسط إيران، إن ‘هؤلاء القتلى سقطوا من أجل التحالف الذي تلعب فيه إيران دوراً أساسياً في سوريا ضد أميركا وحلفائها وداعش’، على حد تعبيره. ويقصد بذلك التحالف الإيراني – الروسي مع نظام الأسد، والذي يقتل يومياً عشرات المدنيين السوريين الأبرياء بالقصف الجوي والعمليات البرية.
وكانت وكالات إيرانية، قد أفادت، الشهر الماضي، أن عدد قتلى الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والباكستانية المقاتلة تحت إمرة طهران، أكثر من 400 عنصر من الذين كانوا يقاتلون لحفظ نظام الأسد من السقوط منذ بداية الثورة السورية عام 2011.
وبهذا تكون تقديرات قتلى إيران في سوريا قد تخطت هذا العدد بكثير، مع تزايد مصرع عناصر الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والباكستانية التابعة له في سوريا.
سليماني عاد إلى سوريا
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر المعارضة الإيرانية أن طهران أعادت قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، إلى سوريا التي غادرها قبل أيام بعد إصابة غير بالغة خلال معارك في محافظة حلب، حسب ما قال القيادي في ‘منظمة مجاهدي خلق الإيرانية’ ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، محمد سيد محدثين، في تصريحات لصحيفة ‘الشرق’ السعودية.
وأكدت مصادر المقاومة الإيرانية أن شبكات ‘منظمة مجاهدي خلق’ داخل إيران حصلت على معلومات في 14 نوفمبر الحالي تفيد أن قائد قوات القدس أصيب بجروح في معارك حلب بسوريا، ونقل إثر ذلك إلى طهران. لكن جروحه لم تكن بليغة واستطاع العودة من جديد إلى سوريا.
وبحسب محمد سيد محدثين فإن ‘ما تقوم به طهران يشير إلى الأهمية التي يوليها نظام الملالي لمعارك حلب ولما يدور حالياً في هذه المنطقة، فخامنئي يرسل قائد قوات القدس الجريح ونائبه إلى ساحة المعارك، رغم كل ما خسره من كبار قادة الحرس في هذه المعارك خلال الأيام والأسابيع الماضية’.
كما أوضح أن النظام الإيراني ‘لا يدخر جهداً لكسر إرادة السوريين وقوات المعارضة السورية المسلحة، رغم فشله إلى الآن، الذي كان خلف القرار الروسي بالتدخل ومشاركتها في الحرب ضد السوريين’.
وأكد القيادي في المعارضة أن ‘ما يحدث بعد دخول روسيا إلى الأرض السورية والخسائر التي لحقت بقوات الحرس وبحزب الله اللبناني الذي يعتبر فرعاً من قوات الحرس والقوات الأخرى التابعة للنظام التي جلبها من العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها تلفت إلى أن نظام ولاية الفقيه على وشك الهزيمة النهائية في سوريا’.
يذكر أنه بعد مقتل القائد الميداني الأول للحرس الثوري الإيراني في سوريا، حسين همداني، الذي قتل في معارك حلب في 8 أكتوبر، تولى العميد في الحرس، إسماعيل قاآني، نائب قاسم سليماني، قيادة قوات القدس في سوريا، وهو الذي يقود الآن قوات النظام الإيراني والقوات التابعة للنظام في معارك حلب، ومن الممكن أن يحلّ قاآني محل همداني ليصبح قائد قوات الحرس في سوريا.