ستنضم ألمانيا للحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بنشر طائرات من نوع تورنادو لأغراض الاستطلاع وطائرات للتزود بالوقود وفرقاطة بعد طلب مباشر من حليفتها الوثيقة فرنسا لفعل المزيد.
وقرار المساهمة بعسكريين ومعدات عسكرية يمثل نقلة لألمانيا التي أحجمت عن مثل هذا التدخل المباشر في الصراع. وليس لدى ألمانيا أي خطط للانضمام لفرنسا والولايات المتحدة وروسيا في شن غارات جوية بسوريا.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين للصحفيين بعد اجتماع مع نواب برلمانيين ‘اليوم اتخذت الحكومة قرارات صعبة لكنها مهمة ولازمة. يجب أن نقف مع فرنسا التي تعرضت لاعتداء بهذه الهجمات الوحشية من الدولة الإسلامية.’
ووعدت المستشارة أنجيلا ميركل بالدعم خلال محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في باريس يوم الأربعاء لكنها لا تزال بحاجة لموافقة البرلمان.
ويتوقع أن ترسل برلين ما بين أربع وست طائرات تورنادو وتوفير دعم بالأقمار الصناعية وطائرات لإعادة التزود بالوقود في الجو وفرقاطة للمساعدة في حماية حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول التي أرسلت إلى شرق البحر المتوسط لدعم الغارات الجوية في سوريا والعراق.
وقال هيننج أوته عضو البرلمان عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه ميركل- وهو أيضا المتحدث باسم الحزب في شؤون الدفاع- لرويترز إن الحكومة تهدف لإعداد مسودة بالتفويض الجديد ليكون جاهزا بحلول يوم الثلاثاء المقبل وتسعى لإقراره في البرلمان الألماني بنهاية العام الحالي.
تأتي هذه التحركات بعد هجمات شنها متشددون إسلاميون في باريس في 13 من نوفمبر تشرين الثاني الجاري وقتل فيها 130 شخصا ودفعت أولوند للمطالبة بتشكيل تحالف كبير لقتال الدولة الإسلامية.
وسبق أن أشارت ألمانيا إلى أنها سترسل ما يصل إلى 650 جنديا إضافيا إلى مالي لتخفيف الضغط عن القوات الفرنسية هناك وزيادة عدد المدربين العسكريين لقوات البشمركة الكردية العاملة في شمال العراق لما يصل إلى 150. ووافقت برلين العام الماضي على إرسال أسلحة للأكراد.
لكن ميركل خلال زيارتها لباريس يوم الأربعاء تلقت طلبا من أولوند بفعل المزيد.
وقالت ميركل ‘حين يطلب مني الرئيس الفرنسي دراسة ما يمكن أن نفعله أكثر.. فإن واجبنا هو دراسته مليا وسيكون ردنا سريعا جدا.’
وقال مسؤولون ألمان إن ميركل ترى زيادة مساهمة ألمانيا في القتال بسوريا كثمن ينبغي دفعه نظير استمرار دعم أولوند لسياستها في أزمة اللاجئين.
وأشار رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في تعليقات نشرتها صحف أوروبية عديدة يوم الأربعاء إن على أوروبا الكف عن المساح بدخول أعداد كبيرة من اللاجئين. واعتبر البعض هذه التعليقات تحذيرا للمستشارة الألمانية التي تضغط على نظرائها الأوروبيين لقبول حصص من اللاجئين.
ويقول مسؤولون ألمان إن الحصول على موافقة برلمانية على الخطوات العسكرية الجديدة لن يكون بالأمر الصعب في ضوء القرارات العديدة الصادرة من الأمم المتحدة بشأن سوريا ودعوة فرنسا لتفعيل بند المساعدة المشتركة في معاهدة الاتحاد الأوروبي بعد هجمات باريس.
لكن هذا لم يمنع سارة فاجنكنيخت زعيمة حزب اليسار المعارض من استهجان هذا التحرك والتحذير من أنها ستزيد خطر وقوع هجمات في ألمانيا.
وقالت فاجنكنيخت ‘لو أرسلتم طائرات تورنادو ألمانية إلى سوريا فستخلقون إرهابيين وتزيدون خطر وقوع هجوم في ألمانيا.’