أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن قوات الإقليم في كامل الاستعداد لمواجهة أي “حدث غير محبذ” للدفاع عن أرضه ومواطنيه.
ودعا البارزاني في بيان له قوات ما يعرف بالبيشمركة (قوات كردية) إلى ضبط النفس إزاء التصرفات الاستفزازاية والتصدي لأي (تطاول وتجاوز عدائي).
وتزامن هذا التصعيد بعد المواجهات الأخيرة التي شهدها قضاء الطوز في محافظة صلاح الدين، الجمعة الماضية، بين مسؤول حماية القضاء ومدير شرطتها الاتحادية، بتهمة الوقوف خلف الاشتباكات التي أدت إلى مقتل وإصابة 11 شخصاً غالبيتهم من عناصر من قوات عمليات دجلة.
وكان رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي قد أعلن في وقت سابق عن تشكيل “قيادة عمليات دجلة” التي اتخذت من كركوك الغنية بالنفط شمالي بغداد مقرا لها، لتتولى مسؤولية الأمن في محافظتي صلاح الدين وديالى.
وأثارت هذه الخطوة غضب إقليم كردستان الذي يعارض سيطرة القوات الحكومية على مناطق متنازع عليها تقع بين المحافظتين المذكورتين.
وعد المستشار الإعلامي لرئيس برلمان كردستان، طارق جوهر، قرار تشكيل عمليات دجلة، غير قانوني وغير دستوري.
وقال لـ”سكاي نيوز عربية” إن تشكيل القيادة المذكورة من قبل المالكي أمر غير دستوري وغير قانوني خاصة في المناطق المتنازع عليها.
وطالب جوهر بغداد “بضرورة أن يكون هناك تنسيق مسبق مع الجهات المعنية في إقليم كردستان قبيل تشكيل أية قوة عسكرية ضمن تلك المناطق التي تشهد بالأساس استقراراً امنياً”.
ويطالب الإقليم بإلحاق مساحات شاسعة (المناطق المتنازع عليها) تقع في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى ونينوى، إلى الاقليم وفق المادة 140، الأمر الذي تعارضه بغداد بشدة.
ولفت إلى أن “الأغراض السياسية كانت وراء تشكيل هكذا قيادة”، معتبراً قراراً مثل هذا “لن يكون بصالح العراق خلال المرحلة المقبلة”.
وأضاف “أن المالكي ومن يدعمه دأبو على تصعيد الأوضاع مع الاقليم” حسب قوله.
واستبعد “أن تشهد الأيام المقبلة مواجهة عسكرية بين قوات البيشمركة والقوات الحكومية” قائلاً “لا نرغب في التصادم مع أي طرف لأننا نؤمن بضرورة مشاركة الجميع في بناء الدولة العراقية خاصة وأن قوات البيشمركة تعد أحد أركان المنظومة الدفاعية العراقية”.
وسبق للمالكي أن حذر قوات البيشمركة من استفزاز القوات الحكومية قائلاً “على قوات البيشمركة عدم القيام بأي أعمال من شأنها إثارة التوتر وعدم الاستقرار وتصعيد الموقف في تلك المناطق”، مطالباً القوات المذكورة “بالابتعاد عن القوات الحكومية وتجنب استفزازها”.
أما حاكم الزاملي، القيادي في كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، فقد اتهم أطرافاً (لم يسمها) تحاول السيطرة على المناطق المتنازع عليها من خلال افتعال بعض المواجهات بين الحين والآخر.
وعن الأسباب التي دعت المالكي (القائد العام للقوات المسلحة) إلى تشكيل قيادة دجلة قال لسكاي نيوز عربية “جرى تسجيل خروقات أمنية سواء في مدينة كركوك أو المناطق المتنازع عليها من خلال شكاوى المواطنين التي وصلت بغداد”.
وأضاف “هناك استهداف لبعض المكونات العربية والطوائف الأخرى في تلك المناطق”. مؤكداً “ان تشكيل عمليات دجلة جاء من أجل تنسيق الجهد الأمني”.