بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد..
تقبَّل الله منَّا ومنكم، وكل عام وأنتم بخير، وكل عام وأنتم إلى الله أقرب، وعن معاصيه أبعد..
فها هو عيد الأضحى يُسرع الخُطى إلينا ببركته وفضله؛ ليكون ختامَ عبادةٍ، وتمامَ نعمةٍ، ومدعاةَ شكرٍ وذكرٍ، ومثَارَ تفكُّرٍ، وموطنَ عظةٍ، فهو يأتي في ختام فريضة (الحج)، وهو ركن ركين من أركان الإسلام، كما كان عيد الفطر ختام فريضة (الصيام)؛ ليفرح المسلمون عقب كل عبادة ونسك..
> قـــال تعالى :{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } .
> وقال الجبار أيضــا : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبِّ الْعَـلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} .
وهذه الآيـــات إن دلت على شيئ فإنما تدل على مكانة عيد الأضحى عند المسلمين ..
وهذا يقودنا الى أصل هذه السنة :
>> تضحية إبراهيم- عليه السلام- وآلِه:
يأتي عيد الأضحى من كل عام تخليدًا لكل هذه المعاني وغيرها، وخاصةً ذكرى تضحية أبي الأنبياء إبراهيم- عليه السلام- وأسرته المؤمنة التي نذرت نفسها لله، واستسلمت لأمره، فحقَّقت كمال معنى الإسلام والإيمان، حين همَّ خليل الرحمن بذبح ولدِه طاعةً لربه، فانقاد الابن لمراد الله تعالى، ورضيت الأم الصابرة بقضائه عز وجل، فكان تمامُ الإسلام لله هو كمال الاستسلام له.. ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ (الصافات: من الآية 103 إلى 107).
>> أمـــا بخصوص الأضحية :
ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما ” صحيح مسلم ”
>> حكم الأضحية :
ذهب جمهور العلماء إلى أنها سنة مؤكدة ، وهو مذهب الشافعي ، ومالك وأحمد في المشهور عنهما .
وذهب آخرون إلى أنها واجبة ، وهو مذهب أبي حنيفة وإحدى الروايتين عن أحمد ، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وقال : هو أحد القولين في مذهب مالك ، أو ظاهر مذهب مالك .” انتهى من رسالة أحكام الأضحية والذكاة لابن عثيمين رحمه الله .
قال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله : ” الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها ، فيُضحي الإنسان عن نفسه وأهل
>> وقت الذبح :
عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين » . رواه البخاري(5545).
والأفضل أن يبادر المرء بالذبح بعد صلاة العيد ، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم يكون أول ما يأكل يوم العيد من أضحيته .