اعتبر رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق ان اجتماع المانحين في دولة الكويت منصة لوضع اولويات التمويل وتحديد غايات الصرف والبحث عن سبل تفعيل الاستجابة الانسانية على نطاق اوسع لدعم الوضع الانساني في سوريا.
وقال المستشار في الديوان الاميري الدكتور المعتوق في كلمته بافتتاح الاجتماع الخامس لكبار المانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا اليوم ان الاجتماع يهدف الى العمل على استكمال الجهود المبذولة في اطار هذه الاستجابة وتعزيز الجهود الدولية لاغاثة اللاجئين السوريين في الداخل والخارج.
ورحب بانضمام سويسرا كعضو في المجموعة حيث وصل تعهدها في المؤتمر الثالث للمانحين الى النصاب المحدد للانضمام وهو 50 مليون دولار على الاقل.
ولفت الى انضمام ممثلين عن الدول المضيفة لاعداد كبيرة من اللاجئين السوريين وهي الاردن ولبنان وتركيا ومصر والعراق معربا عن التقدير لدور هذه الدول في استضافة اللاجئين ورعايتهم نيابة عن المجتمع الدولي.
وذكر ‘انه من غير الانصاف ترك الدول المضيفة وحدها تواجه هذا المصير الذي يفوق قدراتها وامكانياتها اللوجستية وبنيتها التحتية المنهارة تحت الضغط الهائل للاستخدام’.
وحذر المعتوق من ازمة حقيقية تتجاوز قدرات التعاطي من جانب الدول والمنظمات الانسانية معتبرا استمرار الازمة السورية لقرابة الخمس سنوات دون حل جذري ‘وصمة عار تلطخ الضمير الانساني’.
وقال ان الكارثة السورية تتطلب الى جانب العمل الانساني جهودا اقليمية ودولية مضنية يضطلع بها المجتمع الدولي لوضع نهاية لهذا النزيف المتدفق يوميا والعمل على حماية المدنيين الذين يتساقطون يوميا.
وجدد التأكيد على ضرورة وجود حل سياسي للازمة ووقف الاقتتال ورفع الحصار عن المناظق المنكوبة والسماح بدخول المواد الاغاثية الغذائية والطبية للمتضررين.
واشار الى ان اجتماع اليوم يهدف الى مواصلة البحث والنقاش حول احتياجات الفترة المقبلة لتحقيق الاستجابة الانسانية والانمائية الفاعلة والقدرة على الصمود في مواجهة تحديات الازمة بالشراكة مع المجموعة الدولية.
ولفت الى متابعة تعهدات الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية العربية والاسلامية خلال المؤتمر الدولي للمنظمات غير الحكومية الى جانب القيام بمهمات رسمية وميدانية لتفقد تداعيات الازمة وبحث ابعادها.
من جهته أعرب مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية والتنسيق في حالات الطوارئ ستيفن اوبراين في كلمته عن شكره لدولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا على مشاركتها الفعالة ورغبتها في استضافة مؤتمر المانحين لمساعدة الشعب السوري ودعمها لاستضافة لقاءات مجموعة كبار المانحين.
ولفت الى تفاقمت الاحتياجات الانسانية مع دخول الازمة السورية عامها الخامس ما ادى الى تشريد 6ر7 مليون سوري في الداخل واجبار اكثر من اربعة ملايين اخرين على البحث عن مأوى في دول اخرى.
وفي هذا الصدد شدد اوبراين على ضرورة بذل المزيد من الجهود لمساعدة المحتاجين لاسيما مع تفاقم حدة الصراع وتراجع الاوضاع الانسانية.
واشار الى الاوضاع الخطرة التي تحيق بفريق العاملين في المجال الانساني ما يصعب عليهم مهمة توصيل المساعدات مناشدا جميع الدول التي قدمت تعهدات مالية في مؤتمرات دعم الوضع الانساني في سوريا والتي كان اخرها في الكويت في وقت سابق من العام الحالي بتنفيذ ما التزمت به.
واوضح ان الامم المتحدة لم تتسلم سوى 77ر1 مليار دولار من اجمالي 65ر2 مليار دولار خرج بها مؤتمر المانحين الثالث الذي استضافته دولة الكويت العام الجاري.
بدورها توجهت وزيرة الدولة في دولة الامارات العربية المتحدة الدكتورة ميثا الشامسي في كلمتها بخالص الشكر لدولة الكويت اميرا وحكموة وشعبا على استمرار دعمهم في اغاثة اللاجئين السوريين وتنظيم مؤتمرات المانحين الثلاثة.
وذكرت ان الامارات من اوائل الدول التي سارعت الى تقديم المساعدات الانسانية للمتضررين جراء الازمة السورية من خلال زيادة المساعدات التي وجهتها عبر مؤسساتها الانسانية والشركاء الدوليين منذ 2012 وحتى الان.
واكدت مواصلة توجهات القيادة الاماراتية في اعلاء شأن العطاء الانساني والتأخي للمتضررين من الازمات والكوارث الانسانية اذ ساهمت تلك التوجهات في قيام المؤسسات الاماراتية بدور فاعل رسم خارطة طريق واضحة واستجابة للازمة وتلبية احتياجات المنكوبين.
واشارت الى ان الامارات تعهدت في مؤتمرات المانحين بتعهدات تبلغ 460 مليون دولار وما صرفته منذ بداية الازمة الازمة السورية يصل الى 538 مليون دولار امريكي متجاوزة ما تعهدت به رسميا مؤكدة الاستمرار في الايفاء بالتزامات بلادها تجاه الشعب السوري ودعم المبادرات التي تنفذ مباشرة لصالح اللاجئين السوريين في دول الجوار وفي الداخل السوري.
من جانبه اكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله حرص دولة الكويت على استضافة اجتماعات كبار المانحين لدعم الاوضاع الانسانية في سوريا نظرا لوصول هذه الازمة الى مراحل باتت تشكل في مجملها أسوأ كارثة انسانية في التاريخ الحديث.
واضاف الجارالله ان تقارير هيئات الامم المتحدة الانسانية تشير الى سقوط 220 الف قتيل واكثر من مليون مصاب ونحو 11 مليون مواطن سوري مشرد ما بين نازح ولاجئ موضحا ان هناك ما يزيد عن 8ر3 مليون لاجئ سوري في دول الجوار السوري منهم مليونين دون سن ال18.
واعرب عن شكره للجهود التي تقوم بها دول الجوار السوري منذ اندلاع الازمة مشيرا الى ان تلك الجهود تستلزم منالجميع تقديم الدعم الكافي لاسناد حكومات دول الجوار على المضي قدما في عملية احتواء ازمة اللاجئين السوريين.
كما اعرب عن تقديره للعاملين بالمنظمات الدولية الانسانية ودورهم في احتواء الازمة في سوريا وتضحياتهم البيضاء التي يمدها المجتمع الدولي لمساعدة المتضررين والمنكوبين.
وتطرق الجارالله الى قرب الاحتفال بالذكرى الاولى لتكريم سمو الامير بتسميته (قائدا للعمل الانساني) ودولة الكويت (مركزا للعمل الانساني) مؤكدا مساعي دولة الكويت ومنذ اندلاع الازمة بطرق كافة الابواب السياسية المتاحة لوضح حلول جذرية للازمة القائمة هناك.
وذكر ان الكويت حرصت على دورها الانساني لاغاثة المنكوبين والمتضررين والذي توج باستضافتها لمؤتمرات المانحين الثلاث لدعم الوضع الانساني في سوريا واعلانها في تلك المناسبات عن تبرعها البالغ مليار ومئة مليون دولار من الجانب الحكومي و290 مليون دولار من الجانب الاهلي.
وانطلاقا من تحمل دولة الكويت لمسؤولياتها الانسانية اشار الى تبرع الكويت بمبلغ 200 مليون دولار لتخفيف المعاناة الانسانية للشعب العراقي الشقيق كما تبرعت بمبلغ 100 مليون دولار لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق.
واعلن عن مساندة الكويت لمبادرة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعقد اول قمة عالمية انسانية في مدينة اسطنبول في شهر مايو 2016 معربا عن امله في ان تتوصل هذه القمة الى حلول تمكن المجتمع الدولي من احتواء الازمات الانسانية في العالم.
شاهد أيضاً
الهند تختبر بنجاح صاروخاً فرط صوتي بعيد المدى تم تطويره محلياً
قالت الهند، اليوم الأحد، إنها اختبرت بنجاح صاروخاً فرط صوتي بعيد المدى تم تطويره محلياً، …