يساهم ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف في زيادة عدد حالات التسمم الغذائي؛ بسبب تعرض الأطعمة للفساد والتلف بسرعة كبيرة.
ويعرف المختصون التسمم الغذائي بانه حالة مرضية مفاجئة تظهر أعراضها خلال فترة زمنية قصيرة على شخص أو عدة أشخاص بعد تناولهم غذاء غير سليم صحياً؛ مما يتسبب بالعديد من الأضرار البالغة التي قد تودي بحياة المصاب إذا لم يتم تقديم الإسعافات الأولية اللازمة له بشكل فوري.
ويحذر الأطباء من خطر التعرض للتسمم الغذائي خلال موجات الحر التي تؤثر على العديد من الدول هذه الأيام؛ فارتفاع درجات الحرارة يحول الكثير من الأغذية إلى أغذية سامة؛ فعندما تتعرض الأغذية للحرارة تتهيج فيها الجراثيم التي توجد بنسب ضئيلة فيها، وتتكاثر مسببة التسمم للأشخاص الذين يتناولونها.
وتعتبر الأغذية المكشوفة وبعض أنواع أغذية الأطفال كأكياس الشيبس والشوكلاته من أكثر الأغذية تعرضا للفساد خلال درجات الحرارة العالية؛ حيث تفقد الكثير من زمن صلاحيتها عند التعرض للحرارة العالية وخصوصاً مع سوء التخزين،
كما يُحذر الأطباء من المايونيز الذي يُستخدم مع مختلف أنواع الوجبات السريعة، وتكمن خطورته بأنه يُحضر من البيض الني والزيوت ويكون بذلك قابلا للفساد خلال وقت قصير جدا إذا تعرض للحرارة.
وتندرج اللحوم والأسماك والحليب ومشتقاته ومشروبات العصير تحت قائمة الأغذية المعرضة للفساد عند تعرضها للهواء الخارجي بما يحتويه من جراثيم وميكروبات وغيرها أكثر من (12) ساعة.
يُضاف إلى ما سبق، الفواكه والخضروات التي تظهر عليها علامة البكتيريا والأطعمة التي يتم إخراجها من الثلاجة لفترات طويلة دون استهلاكها.
ولا تقل الأغذية المعلبة الفاسدة خطورة عن غيرها من المواد الغذائية لذلك لابد من ضرورة الاهتمام والتأكد من مدة صلاحية المعلبات مع ملاحظة أية علامات تدل على فسادها كالانتفاخات الظاهرة على العبوات أو وجود الصدأ داخلها.
وينبغي عدم ترك الأطعمة القابلة للفساد والتلف مثل اللحوم والحليب ومشتقاته دون تبريد لأكثر من ساعتين مع مراعاة طهيها بالشكل التام تلافياً لوقوع حوادث التسمم الغذائي.
و تعد فئة الأطفال وكبار السن الأكثر تعرضا للتسمم؛ وذلك لضعف جهاز المناعة لدى الأطفال وعدم قدرتهم على التمييز بين الغذاء الفاسد والسليم، وكذلك الأمر بالنسبة لكبار السن حيث يضعف جهاز المناعة مع تقدمهم بالسن.
ويظهر على الشخص المصاب بالتسمم الغذائي العديد من الأعراض، أهمها: الدوخة والاستفراغ والإسهال التي تستلزم إجراء الإسعافات الأولية من قبل شخص لديه المقدرة على تقديم خدمة الإسعافات الأولية له مع مراعاة نوع وكمية المادة والزمن الذي مضى على تناولها من خلال.
ويجب المحافظة على مجرى التنفس مفتوحاً والعمل على معادلة السم أو تخفيف تركيزه بإعطاء المصاب الحليب أو المواد المعادلة له ومساعدته على التقيؤ بإعطائه المحاليل الملحية.