6_24_201535423PM_1971926991أعلنت الفصائل المقاتلة العاملة في المنطقة الجنوبية فجر اليوم الأربعاء إنطلاق معركة “عاصفة الجنوب” لتحرير مدينة درعا من قبضة قوات الأسد.

وفي غضون ذلك أفاد ناشطون إنّ الطيران المروحي استهدف المنطقة الواصلة بين بلدة اليادوده وبلدة عتمان بالبراميل المتفجرة، في محاولة منه لوقف تقدم الثوار، حيث تعتبر بلدة اليادودة أقرب البلدات إلى مركز محافظة درعا، وتعتبر أحد أبرز معاقل الثوار لقربها من مركز المدينة، حيث اتخذها الثوار منطلقاً لتحرير درعا.

يأتي هذا فيما ألقى الطيران المروحي أكثر من 23 برميلاً متفجراً على أحياء درعا البلد المحررة ومخيم درعا وطريق السد، كما استهدف بلدة النعيمة بحاوية متفجرة أدت لسقوط جرحى من المدنيين تبعه سقوط صاروخ ثقيل على البلدة يعتقد بأنه نوع فيل، كما أغارت المروحيات على المنطقة الواقعة بين بلدتي ( صيدا – النعيمة ) بحاوية متفجرة.

وكان قد انتشرت في الآونة الأخيرة أنباء كثيرة عن بدء فصائل المقاتلة في الجنوب التجهيز لفتح معركة تهدف للسيطرة على مدينة درعا، وبحسب تصريحات قائد فرقة 18 آذار العقيد محمد الدهني الملقب بأبي منذر لصحيفة “القدس العربي”: فـ «إن عاصفة الجنوب ستعصف بجنود بشار الأسد ومن معهم من المرتزقة، والمليشيات الشيعية، وسنذيقهم الويلات بسبب ما أذاقوه لأهلنا داخل درعا المحطة، وستكون عاصفة الجنوب سحبا تبرق وترعد وتمطر على رؤوسهم حجارة من سجيل».

ويذكر أن مدينة درعا تحتوي على المراكز الأساسية لمؤسسات الدولة الخدمية، والأمنية، والإدارية والتي يتمركز النظام حالياً في منطقة درعا المحطة والتي تحتوي بدورها على مربع أمني يضم أربعة أحياء هي: حي الصحاري، حي المطار، حي شمال الخط وحي المحطة المركزي الذي يضم المشفى الوطني أحد حصون قوات الأسد، وأيضاً فرع الأمن العسكري، والأمن السياسي ومبنى الحزب، واللواء 132 مدرعات الذي يمتد من حي الصحاري حتى ضواحي درعا الغربية، و يقع على بابها الشمالي مدينة الباسل الرياضية التي اتخذ منها النظام مركزا لإدارة عمليـاتـه العسكـرية في محـافظة درعـا كـاملة مـنذ بدء اقتـحام قـوات الأسد للمـدينة في 25نيسـان/أبـريل 2011.

ومن جانبه وأوضح بشار الزعبي قائد جيش اليرموك وأحد أقوى الفصائل العسكرية في درعا لـ “العربي الجديد”، أنّ التحضير للعملية العسكرية في مدينة درعا جار وما يؤخره هو الحرص على سلامة المدنيين.

وكشف أن هناك خططاً لحماية المدينة والمدنيين، رغم أن النظام غير مكترث لسلامة المدنيين، بينما الفصائل المقاتلة في المدينة جل همها حماية المدنيين وسلامة الأهالي.

وتعد معركة درعا من أصعب المعارك التي سيخوضها الثوار في المنطقة، حيث يتمتع جنود الأسد المتواجدون في المدينة بتحصينات وعتاد وخبرة في مواجهة فصائل المعارضة.

واعتبر الزعبي أن “جيش اليرموك” يتحمل كامل المسؤولية عن معركة تحرير المدينة، وأوضح “نحن متواجدون بلواءين بالمدينة ونتواجد بشكل كبير بالمنطقة الجنوبية الشرقية والغربية المحاذية للمدينة”، داعياً جميع الفصائل لتكون “جنباً إلى جنب في معركة تحرير المدينة للقضاء على آخر مراكز تواجد قوات النظام التي أذاقت المدنيين والأهالي الأمرّين بشكل يومي ومتكرر”.

وعن معركة مطار الثعلة وحالة الغموض التي طالتها بسبب التوقف المفاجئ لفصائل المعارضة المسلحة عن تحريره، قال الزعبي إن الأسباب الرئيسية للمعركة هي إخراج المطار من الخدمة ومنع النظام من استهداف الريف المحرر في درعا من هذا المطار، فبعد أن حققنا نصرا ساحقا في اللواء 52 اتجهت قواتنا إلى معركة المطار، وواجهتنا صعوبات في الاقتحام.

وتابع الزعبي “حاول النظام اللعب على الوتر الطائفي (دروز وسنة) في حال سيطرنا على المطار، وبعد أن لاحظنا ذلك من التحشيد ومحاولة زرع النظام للتوتر الطائفي في المنطقة، قررنا وقف المعركة، مع إمكانية إعلانها مجدداً في الأيام القادمة”. ولدى سؤاله عن انتشار “داعش” في المنطقة الغربية من درعا، قال الزعبي: “لدينا شكوك كبيرة بأن عدداً كبيراً من قادة (شهداء اليرموك) (المتواجد على الشريط الحدودي الغربي الجنوبي من درعا) لديهم فكر “داعش”، وما حدث بينهم وبين عدد من الفصائل الاسلامية من قطعهم للطرقات وقتلهم لبعض المقاتلين، جعل جميع أهل حوران والفصائل تضعهم في زمرة تنظيم “داعش” ومحاربتهم. وأضاف: “تدخلنا كطرف محايد من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، إلا أن قادة شهداء اليرموك متعنتون بآرائهم وأفكارهم، حاولنا إرجاعهم إلى الطريق الصحيح، ولكنهم رفضوا علماً أنهم لم يشاركوا بأية معركة منذ ما يزيد عن سنة، ونحن نطالب المقاتلين في شهداء اليرموك إلى التبرؤ من قادتهم ذوي الأفكار الداعشية، فقادة شهداء اليرموك صعب التفاهم معهم وغير قابلين للتفاهم ومن المحال العودة عن أفكارهم التي تجرهم إلى طريق “داعش”.

وذكرت المجموعة في بيان صحفي الثلاثاء، أن الطائرات السورية ألقت برميلاً متفجرًا على المخيم الليلة الماضية، واقتصرت أضراره على الماديات.

وكانت الطائرات الحربية قد قصفت مخيم درعا بالبراميل المتفجرة قبل أيام مما أسفر عن سقوط ضحية وعدد من الجرحى بين المدنيين، كما خلف دماراً هائلاً في الأبنية والممتلكات.

وأكدت أن من تبقى من أهل المخيم داخله يعيشون أوضاعًا انسانية في غاية الخطورة تتجلى بالجانبين الصحي والمعيشي.

وكان أهالي مخيم اليرموك المحاصر خرجوا في وقفة تضامنية مع أهالي مخيم درعا، الذي يتواصل عليه القصف بالبراميل.

وفي ريف دمشق، استهدفت الطائرات السورية مزارع خان الشيح ومحيط المخيم بأربعة براميل متفجرة خلفت دماراً كبيراً في مكان سقوطها، ترافق ذلك مع تحليق للطيران الحربي في سماء المنطقة مما سبب حالة من الهلع والتوتر بين أبناء المخيم خوفاً من أن يطالهم القصف من جديد.

إلى ذلك دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومجموعات المعارضة السورية على محوري دروشا وتلة الكابوسية مما أدى إلى قطع جميع الطرقات الواصلة إلى ‫‏مخيم خان الشيح.

وفي السياق، اعتقلت قوات الأمن السوري الطالب الجامعي بشار محمد أسعد في جديدة عرطوز يوم أمس، وهو من أبناء عشيرة الصبيح في مخيم خان الشيح.

يشار إلى أن حواجز النظام السوري في جديدة عرطوز قامت باعتقال العديد من أبناء مخيم خان الشيح وتمارس التدقيق عليهم، ووثقت مجموعة العمل أسماء 85 معتقلاً من أبناء المخيم في السجون السورية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *