شهدت محافظتا حلب وإدلب شمال سوريا يوما داميا بفعل غارات النظام السوري بالبراميل المتفجرة التي راح ضحيتها أكثر من مئة شخص، بينهم أطفال، ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية الغارات بأنها من أكبر مجازر النظام هذا العام.
وقال مراسل الجزيرة من حلب عمرو حلبي إن النظام أسقط برميلين متفجرين على سوق الهال الشعبي في وسط مدينة الباب بريف حلب الشرقي، مضيفا أن المسعفين تمكنوا من التعرف على جثث 52 قتيلا، بينما لا تزال هناك 15 جثة متفحمة لم يتم التعرف على هوياتها، فضلا عن إصابة أكثر من خمسين شخصا.
وأضاف أن المدينة تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وأن التنظيم يمنع الإعلاميين من دخول المدينة، مما يزيد من صعوبة التعرف على آثار الهجوم بدقة.
وذكر المراسل أن طائرات النظام أسقطت أيضا على حي الشعار الحلبي برميلين متفجرين، انفجر أحدهما في شارع رئيسي، في حين أسقط الثاني مبنى سكنيا على رؤوس سكانه، مما أدى لمقتل 22 منهم تسعة من عائلة واحدة.
وفي حي الفردوس بمدينة حلب قال مراسل الجزيرة إن ما لا يقل عن 15 شخصا، معظمهم أطفال، قتلوا وجرح عشرات جراء القصف. وأضاف أنه لا تزال ثلاث عائلات تحت الأنقاض.
وقتل شخصان وأصيب آخرون، جراء قصف طيران النظام السوري بلدة مارع بالصواريخ، مما أدى إلى دمار بالأبنية. وتزامن ذلك مع قصف تنظيم الدولة بلدتي مارع وصوران في الريف الشمالي بحلب، في محاولة من مسلحي التنظيم اقتحام عدة مناطق هناك.
ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية الغارات على حلب أمس السبت بأنها ‘من أكبر المجازر التي ارتكبها طيران النظام منذ بداية العام 2015’.
وقال ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ‘من غير المقبول مطلقا أن تهاجم القوات الجوية السورية أراضيها بطريقة عشوائية وتقتل مواطنيها بشكل وحشي مثلما حدث اليوم في حلب’.
غارات ومعارك بإدلب
وفي ريف إدلب قال مراسل الجزيرة إن 16 شخصا قتلوا وجرح عشرات في قصف شنته طائرات النظام على الساحة الرئيسية لبلدة بليون في منطقة جبل الزاوية. وأضاف أن القصف ألحق دمارا كبيرا بالساحة.
وقد أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 136 قتيلا من المدنيين في الهجمات التي شنتها طائرات النظام السوري أمس السبت في أنحاء البلاد.
وقالت الشبكة في بيان إن الغارات أدت إلى مقتل تسعين شخصا في حلب، وعشرين في إدلب، وتسعة في ريف دمشق، وثمانية في الحسكة، وأربعة في درعا، وثلاثة في حمص، واثنين في دير الزور. وأشارت إلى أن هناك 14 طفلا وسبع نساء بين القتلى.
وفي تطور ميداني آخر، يواصل مقاتلو جيش الفتح التابع للمعارضة السورية المسلحة التقدم في ريف إدلب، حيث سيطروا على بلدة أورم الجوز غرب مدينة أريحا، التي تتمتع بأهمية كبيرة لوقوعها على طريق إدلب اللاذقية وإشرافها على الطريق المؤدي لجبل الزاوية.
وقال مراسل الجزيرة في إدلب ميلاد فضل إن مقاتلي المعارضة وصلوا إلى تخوم بلدة كفر شلايا التي يسيطر عليها النظام والمتصلة بسهل الغاب في ريف حماة، وإنهم يستعدون للسيطرة على أربع قرى في ريف إدلب الغربي قرب مطار أبو الظهور العسكري، أملا في إنهاء وجود النظام بالمنطقة كلها.
وأضاف أن هذا التقدم يتم وسط قصف جوي مكثف من قبل النظام، وأن القصف امتد إلى قرى جبل الزاوية مثل كنصفرة والرامي وإحسم.
وقد بث ناشطون صورا قالوا إنها لجثث قوات النظام التي حاولت الانسحاب من أورم الجوز باتجاه الساحل السوري، وتظهر الصور عشرات من الجثث للقوات التي كانت قد انسحبت سابقا من إدلب وجسر الشغور إلى أريحا قبل أن تتجمع في أورم الجوز أملا في الفرار إلى سهل الغاب والساحل السوري.
من جهته، قال منذر أبو علي -أحد القادة الميدانيين لجيش الفتح، الذي يتألف من 21 فصيلا من قوات المعارضة- في لقاء مع الجزيرة إن المعركة القادمة ستكون بعد السيطرة على مدينة أريحا عند الساحل السوري، وأضاف أن لدى جيشه سلاحا لم يستخدم بعد, وسيكون له دور في حسم المعارك المقبلة.
كما ذكرت تقارير أخبارية أن مسلحي الدولة الإسلامية قد نسفوا سجن تدمر الشهير في سوريا.
وكان السجن قد شهد احتجاز الآلاف من السجناء السياسيين، الذين واجهوا سنوات من التعذيب والمرض في زنازينه كما شهد العديد من الاعدامات.
وكان من بين السجناء لبنانيون و سوريون و عراقيون وفلسطينيون.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إن السجن كان خاليا من النزلاء عند تفجيره.
واعلن التنظيم عن قيامه بتفجير السجن من خلال تصريح نشره في مواقع الكترونية موالية له.
ولم تتطرق السلطات السورية الى تفجير سجن تدمر.
وكان تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية عام 2001 قد وصف السجن بأنه ‘مصمم لانزال اكبر قدر من المعاناة والاذلال والخوف بالنزلاء.’
ويقول نشطاء إن السلطات السورية نقلت نزلاء السجن الى اماكن اخرى وأفرغته قبل سقوط مدينة تدمر بيد تنظيم ‘الدولة الاسلامية.’