هناك فئة من البشر أنتشرت وبسرعة كبيرة جدا ويطلق عليها هذه الأيام مشايخ وعلماء دين للإيجار وهم عن الدين براء ، يبيعون ضمائرهم وكرامتهم وكلمتهم من أجل حفنة من الدولارات ومن أجل مصالحهم الشخصية التي يستمدونها من أسيادهم ورؤسائهم الطغاة المتجبرون في الوطن العربي ، فهم يرددون ما يقولون لهم كالببغاء .
هذا الفكر المنتشر هذه الأيام لا يبشر بخير ، بل يبشر بحدوث خيبة أمل كبيرة ، مشايخ دين لا يمتلكون من الدين شيئا ، ولا يمتلكون علما نافعا وثقافة مبنية على الشريعة الإسلامية ، سوى تمجيدهم ومساندتهم لأحزابهم وتنظيماتهم السياسية التي يتم تمويلها من الغرب ، ومن بعض حكام العرب المتصهينون ، فتركوا قضايا الأمة العربية والإسلامية تحترق بنار الفتنة وباعوا قضية فلسطين المحتلة وتناسوا إحتلال العراق من قبل المليشيات والتنظيمات المسلحة الإرهابية ، وتغافلوا عن تدمير ليبيا وخراب سوريا ومصر واليمن .
فالمسألة أكبر بكثير من هؤلاء الطراطير الذين يطلقون على أنفسهم مشايخ دين ، فالموضوع ليس محصور بمشايخ لبسوا العمامة أو أطالوا اللحي ، بل تجاوز الكثير ، فهم بذلك يخونوا العالم برمته ، ويسكتوا عن الكفر والفساد والظلم المنتشر في العالم العربي والإسلامي .
قال الله تعالى في كتابه الحكيم ” ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولهم عذاب أليئم ” صدق الله العظيم ، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم ” أخوف ما أخاف على أمتي بعدي ، الإئمة المضلون ” صدق رسول الله .
فعندما نرى هؤلاء المشايخ الذى يطلق عليهم ” مشايخ دين للإيجار ” يمجدون ويتراقصون للطواغيت الظالمين ، ويبررون ظلمهم وقسوتهم على شعوبهم ، وكفرهم بالإسلام ، فأعلم علم اليقين بإنهم مشايخ دين للإيجار .
وعندما نراهم يزيفون الواقع في نظر الناس الأبرياء ببرامجهم وثقافتهم وإعلامهم ، ويطبلون بالولاء والسمع والطاعة لطواغيت بعض حكام العرب ، فأعلم أنهم مشايخ دين للإيجار .
وعندما تراهم يكذبون ويشهدون بشهادات زور وبهتان في حق المستضعفين والأبرياء ، فأعلم حين إذن إنهم مشايخ دين للإيجار .
وحين تراهم يخدعون الناس بعلمهم المزيف وشريعتهم المستوحاة من أسيادهم لإحقاق الباطل ، ونشر الشر والفساد والفتنة بين الناس وشعوب العالم العربي والإسلامي ، فأعلم بإن هؤلاء هم مشايخ دين للإيجار .
وعندما تراهم يدافعون عن بعض حكام العرب الطغاة ، ويزينون حالهم وصورتهم أمام أعين الناس والشعوب ، فحين إذن لا بد أن تعلم وتقر وتقتنع بإنهم مشايخ دين للإيجار .
الكاتب : عـــادل عبــــداللــه القناعـــي
adel_alqanaie@yahoo.com
@adel_alqanaie